ردود أفعال متباينة بعد عرض «الجوكر»... والشركة المنتجة تدافع عن الفيلم

رجل أثار هلعاً في نيويورك بتصفيقه كلما قتل البطل شخصاً

خواكين فينكس مجسداً شخصية «الجوكر» (شركة «وورنر بروس»)
خواكين فينكس مجسداً شخصية «الجوكر» (شركة «وورنر بروس»)
TT

ردود أفعال متباينة بعد عرض «الجوكر»... والشركة المنتجة تدافع عن الفيلم

خواكين فينكس مجسداً شخصية «الجوكر» (شركة «وورنر بروس»)
خواكين فينكس مجسداً شخصية «الجوكر» (شركة «وورنر بروس»)

بدأ أول من أمس عرض فيلم «الجوكر»، والذي يبرز سيرة حياة الشخصية الشريرة الأشهر في عالم الأبطال الخارقين، وبعد عرضه ظهر تباين في رد الفعل تجاهه من المشاهدين، والذي سبقه تعزيزات أمنية في الولايات المتحدة خشية حوادث إطلاق نار.
ووصفت وسائل إعلام أميركية بأن بداية الفيلم المصنف لمراحل عمرية محددة «آر ريتيد» جاءت قوية، وسط مخاوف من إلهام البعض بارتكاب جرائم.
ويتناول «الجوكر» قصة آرثر فليك (يقوم به الممثل خواكين فينكس)، الفنان الكوميدي الذي يعاني من مرض عقلي، وينخرط في عالم الجريمة مدفوعاً بتعثر حياته الشخصية والمهنية. وسيناريو الفيلم كتبه المخرج تود فيليبس بمعية سكوت سيلفر، وهو جزء مكمل لفيلم «الفارس الداكن» الذي تم إطلاقه عام 2012.
وذكرت البيانات الصحافية الأولية أن الفيلم به مشاهد عنف واقعية. واتهم عدد من النقاد المخرج تود فيليبس بتمجيد سيرة الشرير فليك.
*مخاوف أمنية
وقد أصدر الجيش الأميركي توجيهاً إلى أفراده، أشار فيه إلى وجود تهديدات «ذات مصداقية» بحدوث إطلاق نار جماعي مع بدء عرض الفيلم في صالات السينما، حيث من المحتمل أن يتم استهداف قاعات العرض.
ومنعت دور العرض في عدد من المدن الأميركية ارتداء الأقنعة، وطلاء الوجه، والملابس التنكرية عند عرض الفيلم، رغم أنه تقليد معروف عند إصدار أي من أفلام الأبطال الخارقين، حسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
إلى ذلك، فقد عمدت شرطة مدينة لوس أنجليس إلى رفع درجة تأهبها لأحداث عنف قد يقوم بها أفراد يتأثرون بما تنضح به شخصية جوكر من شرور.
وفي سياق متصل أعلنت السلطات في نيويورك عن استعدادها بـ«وحدات سرية» في أحيائها بالتزامن مع عرض الفيلم، حسب ما ذكرت تقارير رسمية لصحيفة «نيويورك بوست».
وكان أحد دور العرض في كاليفورنيا قد أعلن إلغاء عرضين لـ«الجوكر» يوم الخميس الماضي بعد أن تلقى تهديداً، حسب ما ذكرت الشرطة، وتم استئناف العروض في الجمعة، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».
ومنذ سبعة أعوام، قتل 12 شخصاً وجُرح 70 في مدينة أورورا بولاية كولورادو الأميركية، عندما فتح رجل النار على الحضور أثناء عرض فيلم باتمان «صحوة فارس الظلام». ولن يُعرض «الجوكر» في دار عرض أورورا، حيث وقع إطلاق النار، بعدما استجاب أصحابه لطلب عائلات الضحايا.
*جدل بعد العرض
وذكرت تقارير صحافية أن وقائع مثيرة وقعت في دور عرض أميركية بعد عرض «الجوكر»، إذ هرب عدد من الحاضرين في أحد دور العرض بالقرب من «تايمز سكوير» في ولاية نيويورك بسبب المخاوف من رجل قام بالبصق على الجمهور ويصفق كلما قتل «الجوكر» شخصية ما خلال عرض الفيلم.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلاً عن شهود عيان من الحاضرين أن قرابة ثلث الجمهور غادر دور العرض، وقد أمسك الأمن بالرجل في وقت لاحق خشية أن يبدأ في إيذاء الناس. وتصدى له أحد الأشخاص من الجمهور.
بدورها، أعلنت شركة «وورنر بروس» المنتجة للفيلم أن «الجوكر» «ليس تأييداً للعنف من أي نوع»، وأضافت في بيان: «لا يهدف الفيلم ولا صناعه ولا الشركة المنتجة إلى تمجيد شخصية الجوكر».
وفي إطار هذا الجدل، أطلقت الشركة المنتجة خط إنتاج مرخص لأزياء «الجوكر»، من بينها السترة الحمراء التي ارتداها فينيكس في الفيلم، والتي يبلغ ثمنها 75 دولاراً، وفقاً لـ«بي بي سي».
وقلل بطل العمل خواكين فينكس من مخاوف العنف بعد عرض «الجوكر»، وحث الناس على رؤيته «قبل أن يصدروا أحكاماً بشأن رسالته»، وأضاف فينكس والمخرج فيليبس أنه يثق بأن الجمهور يعرف الفرق بين «الصواب والخطأ».
ورغم الجدل، فقد حقق الفيلم (الذي بلغت تكلفة إنتاجه 55 مليون دولار) ما يقارب من 40 مليون دولار من مبيعات التذاكر المحلية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، وهو أكبر عائد في أول أيام العرض خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما تصفه وكالة «أسوشييتد برس» بأن «الجوكر حصل على ابتسامته الأولى».
وفي الأسبوع الأول من عرضه، حصل الفيلم على 9.1 من 10 في تقييم موقع الأفلام الشهير «آي إم دي بي»، وقد وصل على الموقع ذاته إلى المرتبة التاسعة في قائمة الأفلام الأكثر تقييماً من المستخدمين.
جدير بالذكر أن الفيلم قد حصد جائزة كبرى في مهرجان البندقية للأفلام في مطلع هذا الشهر. ويتوقع أن يدر الفيلم أرباحاً تُقدر بـ100 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع من عرضه في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.