«إفتاء» مصر توثق تاريخ «خداع الإخوان» عبر إصدارات مبتكرة

«فيديو غرافيك» أكد أن التنظيم لم يتوقف عن «تسويق تعرضه للظلم»

فيديو غرافيك يوثق تاريخ «خداع تنظيم الإخوان» واستخدامه التنظيمات المتطرفة (الشرق الأوسط)
فيديو غرافيك يوثق تاريخ «خداع تنظيم الإخوان» واستخدامه التنظيمات المتطرفة (الشرق الأوسط)
TT

«إفتاء» مصر توثق تاريخ «خداع الإخوان» عبر إصدارات مبتكرة

فيديو غرافيك يوثق تاريخ «خداع تنظيم الإخوان» واستخدامه التنظيمات المتطرفة (الشرق الأوسط)
فيديو غرافيك يوثق تاريخ «خداع تنظيم الإخوان» واستخدامه التنظيمات المتطرفة (الشرق الأوسط)

وثقت دار الإفتاء المصرية تاريخ «خداع تنظيم الإخوان»، الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً، عبر إصدارات مبتكرة، بإنتاج «فيديوهات غرافيك» تتطرق فيها الدار لأساليب التنظيم التي وصفتها بـ«الزائفة»، و«المنهجية المنحرفة للتيارات المتطرفة». وأطلقت وحدة الرسوم المتحركة بالإفتاء، أمس، «موشن غرافيك»، قالت فيه إن «وقائع التاريخ تخبرنا عن الفرق المنحرفة». وضربت الإفتاء مثالاً بتنظيم «الإخوان»، قائلة: «أجاد فن الخداع منذ عهد مؤسسه حسن البنا، الذي أجاز لتنظيمه المتاجرة بالدماء من أجل مصلحة التنظيم، وأغراضه السياسية». ورأت الإفتاء المصرية أن التنظيم الذي وصفته بـ«الضال» لم يتوقف عن «تسويق تعرضه للظلم والاضطهاد من قبل الأنظمة، ويعتمد في وجوده واستمراره على ارتداء ثوب المظلومية؛ وذلك لكسب التعاطف وجذب الأتباع والتغطية على الجرائم ضد الحكومات، تحت زعم أن (الإخوان) يحملون قضية الدعوة والدفاع عن الإسلام». وأكدت الدار في الفيديو: «يتبين أن (الإخوان) عبر مسيرتهم، هم من المعتدين بحكم الشرع والعقل والإنسانية». وقال مصدر في الإفتاء لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنظيم سعى لشرعنة مفاهيم العنف والإرهاب... والفيديو شدد على عدم الانخداع بأكاذيب (الإخوان)». وأطلقت الإفتاء منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة (موشن غرافيك)، للرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، في استجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة تصحيح مفاهيم الخطاب الديني.
وقال المصدر في الإفتاء، إن «الوحدة متخصصة في إنتاج أفلام رسوم متحركة، لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب، في قوالب تكنولوجية حديثة، تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة داخل المجتمع، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة».
وفي «موشن غرافيك» آخر أنتجته وحدة الرسوم المتحركة، أمس، وجهت «التحية إلى القوات المسلحة المصرية بمناسبة ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر (تشرين الأول)». وقالت الوحدة في الفيديو: «تهل علينا ذكرى يوم مجيد من أيام العزة والكرامة لوطننا مصر ولأمتنا الإسلامية، حيث انطلق أبناء مصر بقلوب يملأها الإيمان بالله، مستظلين بشعار الله أكبر، ضاربين أعلى الأمثلة في البطولة والفداء؛ ليسجلوا لوطنهم انتصاراً أدهش العالم».
وفي «موشن غرافيك» ثالث، أكدت الإفتاء أن «من أبشع نتائج ظهور الجماعات الإرهابية في أمتنا الإسلامية، تحريف المعاني الشرعية، وتلبيس الحق بالباطل»، موضحة أن «ذلك ظهر واضحاً في جرأة تلك التيارات المنحرفة على الإسلام، فنسبوا فكرهم التكفيري وعملهم السري، وممارسات الاغتيال، واستحلال دماء الأبرياء، والخروج على نظام الدولة، إلى الدين الإسلامي، تحت مزاعم باطلة»، مشيرة إلى أن «تلك المنهجية المنحرفة لتيارات الضلال - على حد وصفها - باطلة بإجماع الأمة». وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن «بلادنا تواجه في الوقت الحالي حرباً مستعرة ضد الإرهاب، لا تقل بأي حال من الأحوال عن حرب السادس من أكتوبر عام 1973». وأكد علام في تصريحات له أن «جيش مصر هو درع الوطن الحصين، الذي قدم ولا يزال يقدم كثيرا من التضحيات، من أجل الدفاع عن حقوق الشعب المصري، وهو لا يزال يقوم بدوره الحاسم في استئصال جذور جماعات العنف والإرهاب، التي تحاول العبث بأمن واستقرار مصر».
ودعا مفتي مصر إلى «استمرار ملحمة التكاتف بين أفراد الشعب المصري وقواته المسلحة وأجهزة الشرطة في حربها ضد جماعات الغدر والضلال - على حد وصفه - حتى تندحر تنظيمات وجماعات الإرهاب، التي تسعى لنشر الخراب والدمار في مختلف البلاد؛ بل في جميع أنحاء المنطقة العربية والعالم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.