عشرات القتلى والجرحى إثر تفجيرات ومواجهات قبلية بليبيا

اشتباكات دامية بين «القذاذفة» و«أولاد سليمان».. وهدنة بين الطوارق و«التبو»

عشرات القتلى والجرحى إثر تفجيرات ومواجهات قبلية بليبيا
TT

عشرات القتلى والجرحى إثر تفجيرات ومواجهات قبلية بليبيا

عشرات القتلى والجرحى إثر تفجيرات ومواجهات قبلية بليبيا

أعلن قائد القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي في بنغازي ونيس بوخمادة، أن 7 جنود على الأقل قتلوا وجرح 50 آخرون جراء تفجيرين انتحاريين واشتباكات مع مسلحين متشددين في المدينة اليوم (الخميس).
وقال بوخمادة إن سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، اقتحمتا نقطة عسكرية قرب مطار بنغازي وانفجرتا؛ مما أدى إلى مقتل 3 جنود، في حين قتل 4 جنود آخرون جراء اشتباكات مع متشددين مسلحين في المنطقة نفسها.
وأشار قائد القوات الليبية الخاصة، إلى أن عددا من المتشددين حاولوا السيطرة على مطار بنغازي، لكنهم فشلوا وتكبدوا خسائر كبيرة، حسب قوله.
إلى ذلك، قال عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عبد المنعم قريميدة، إن 15 شخصا على الأقل بينهم طفلان قتلوا جراء اشتباكات دامية في حي المنشية بمدينة سبها جنوب البلاد، بين قبيلتي «القذاذفة» و«أولاد سليمان».
وأضاف قريميدة، في تصريح صحافي، أن اثنين من القتلى جرت تصفيتهما في المستشفى المركزي بالمدينة، خلال تلقيهما العلاج من إصابات. وندد بتجدد أعمال العنف وإطلاق النار والقتل على الهوية الاجتماعية، والقصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة الذي طال المدنيين.
وقال عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان: «البيوت هدمت فوق رؤوس سكانها، مخلفة أعدادا من القتلى والجرحى والنازحين». وأردف: «نحن في حقل ألغام، والعمل على الأرض ليس بالأمر السهل».
وطالب مجلس النواب وحكومة الأزمة بدعم تحرك اللجنة في المحافل الدولية، ولا سيما اتخاذ إجراءات حيال مرتكبي جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال إن «هناك تجاهلا واضحا لمطالبنا من قبل (الجنائية الدولية)»، وتابع قائلا: «إنها تتحرك وفقا لدوافع سياسية».
وأثنى قريميدة على جهود مكتب حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في ليبيا، في دعم جهود اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس العسكري بمنطقة مرزق الليبية، بركة وردكو، إن الجهود التي قادها أعيان قبائل الجنوب لتهدئة الاشتباكات في منطقة أوباري أسفرت عن نتائج «طيبة».
ووصف الوضع الأمني في منطقة أوباري بـ«المستقر»، رغم حظر التجوال الذي فرض على سكان المنطقة، مشيرا إلى وجود عدد من المجرمين الفارين من السجون تطاردهم دوريات الشرطة.
وكشف «وردكو» عن اتفاق وشيك بين قبيلتي «التبو» و«الطوارق» وتكوين قوة عسكرية مشتركة لتأمين المنطقة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.