الشاباك الإسرائيلي يعلن إحباط «100 عملية» في الضفة

TT

الشاباك الإسرائيلي يعلن إحباط «100 عملية» في الضفة

أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) في إسرائيل، أمس (الجمعة)، أنه في سنة 2015 أجرى سلسلة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية أدت إلى إجهاض نحو 100 عملية مسلحة ضد جنود إسرائيليين ومستوطنين يهود. وادّعى ناطق بلسان الجهاز أن قواته منعت بذلك نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، إذ إن هذه العمليات استهدفت تفجير صدامات عنيفة شاملة في الضفة الغربية.
وكانت الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان، قد شهدتا في تلك السنة سلسلة من عمليات الطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات وبعض العمليات القليلة المسلحة، التي تسببت في قتل 50 إسرائيلياً وأكثر من 200 فلسطيني، ما دفع إسرائيل إلى اعتبارها «انتفاضة سكاكين» وتمهيداً لانتفاضة ثالثة.
وعند فحص ملفات منفذي تلك العمليات تبين أنهم أفراد غير منتمين لأي تنظيم، لكنهم غاضبون قرروا تنفيس غضبهم ضد أي شيء إسرائيلي بأي شيء يستطيعون استخدامه والإيذاء به.
وحسب شاريك بيربينغ، رئيس قسم السايبر في الشاباك آنذاك، فإن عمليات الفحص شملت حسابات كل واحد من منفذي تلك العمليات على الشبكات الاجتماعية. وتمكنوا من رسم هوية القاسم المشترك بينهم، فتبين أنهم في جيل 16 – 20 عاماً بالمعدل، وقسم كبير منهم إناث، ولم يكونوا متدينين، ولا من أتباع أي مذهب آيديولوجي، كل واحد منه تعرض لحادث أو أكثر غيّر توجهه وتفكيره وجلبه إلى موقع العداء الشديد لإسرائيل والرغبة الشديدة لعمل شيء ضدها. فاستغل أول سلاح وقع بين يديه. حتى الذين نفذوا عمليات بالسلاح الناري، كانوا قد حصلوا عليه بقواهم الذاتية وبتمويل ذاتي. وقد ظَهَرَ التغيير المفاجئ في أوضاعهم، وحالتهم النفسية، بوضوح في مضمون كتاباته على الشبكة. وبناء على هذا التوجه، تم بناء باروميتر لقياس الشخصية، وبدأ الشاباك يراقب حسابات فلسطينية بكميات هائلة على الشبكة العنكبوتية، فعثر على كثيرين ممن أثاروا الشكّ حول نوايا تنفيذ عمليات. فوُضعوا تحت المراقبة الكثيفة والمتابعة طيلة 24 ساعة لـ7 أيام في الأسبوع، وهكذا ألقوا القبض على عشرات الأشخاص، فاعترف الغالبية الساحقة منهم خلال التحقيق بأنهم كانوا ينوون فعلاً تنفيذ عمليات أو على الأقل كانوا يفكرون بجدية في هذا الاتجاه.
وقال بيربينغ إن هذه العملية استغرقت سنتين تقريبا، حتى خمدت هذه الهبة الشعبية في سنة 2017، ولكن عددا من أخطاء السياسيين هدد مرة أخرى بنشوبها، مثل وضع أجهزة المراقبة الإلكترونية لتفتيش المصلين، على بوابات المسجد الأقصى، والتي أثارت المشاعر وخلقت أجواء مشجعة للعمليات ضد إسرائيل.
وأكد الضابط المتقاعد في المخابرات الإسرائيلية أن الشاباك طور آليات حديثة في التعامل مع ما يكتب في الشبكات الاجتماعية، بفضله يصبح ممكنا الكشف عن الكثير من أسرار الشخصيات الحاقدة التي يمكن أن تترجم عداءها وأخطاءها إلى عمليات عدائية خطرة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.