سيندي سليم: أريد أن أخاطب أبناء جيلي على طريقتي دون أن أغيّب الطرب الأصيل

تعزف على آلة العود وترأس أول فريق غنائي نسائي في لبنان

سيندي سليم: أريد أن أخاطب أبناء جيلي على طريقتي دون أن أغيّب الطرب الأصيل
TT

سيندي سليم: أريد أن أخاطب أبناء جيلي على طريقتي دون أن أغيّب الطرب الأصيل

سيندي سليم: أريد أن أخاطب أبناء جيلي على طريقتي دون أن أغيّب الطرب الأصيل

ما إن عرض فيديو كليب أغنيتها «لمّا البنت»، حتى راح اللبنانيون يتساءلون عن هويتها وعن الخلفية الفنية التي تتسم بها. فالمغنية الصاعدة سيندي سليم اتبعت أسلوبا مغايرا في عالم الغناء، لم يسبق أن قام به أحد من الجيل الفني الجديد، عندما أطلت على شاشات التلفزة في أغنية مصورة وهي تدقّ على آلة العود، ويرافقها فيها فريق من الفتيات العازفات، مما شكّل لوحة فنية خارجة عن المألوف.
وتعلّق سيندي على هذا الموضوع بالقول: «نعم أردتها فكرة جديدة ومبتكرة وتنمّ عن فكر شبابي بامتياز. فأنا أعزف على العود منذ صغري، وتعلّمت وما زلت أصول الموسيقى والغناء في المعهد الوطني للموسيقى، وعندما قررت الغناء طلبت من زميلاتي في المعهد مرافقتي بالعزف لنؤلف معا فريقا فنيا متكاملا يحمل اسم (ساندي باند) وهكذا كان». وأضافت: «لقد رغبت في مخاطبة أبناء جيلي على طريقتي دون أن أغيب الخط الطربي الأصيل الذي نعتزّ به في بلادنا».
وعما إذا كان عزفها على العود قد أفقدها بعضا من أنوثتها، كونه من المعروف استخدامه من قبل الفنانين الرجال بصورة عامة أجابت: «لقد اخترت آلة عود جديدة من نوعها تعرف بالـ(غودان) وشكله شبيه إلى حدّ كبير بالغيتار، كما أنني أحمله بسهولة ولا أبذل جهدا لحضنه أو العزف على أوتاره».
وتابعت سيندي قائلة: «الفتيات الـ4 الباقيات اللاتي يشاركنني العزف فقط (سيمون واليانا وريتا واليز)، يجدن العزف على آلات القانون والإيقاع والبيانو والناي». أما مؤلّف كلمات أغنيتها «لمّا البنت» فهو والدها الشاعر ريمون سليم، ولحنها لها جهاد حدشيتي الذي يملك في رصيده الفني ألحانا لأغان شهيرة مثل «يلا للي» لنادين صعب و«وردة» لملحم زين و«إذا الله عطاني» لهشام الحاج و«فوق المتر وسبعين» لفارس كرم.
وعن موضوع أغنيتها الجديدة وسبب اختيارها لموضوعها قالت: «هي أغنية تتحدث عن الفتاة بشكل عام وأعجبني كلامها البسيط والمعبّر، خصوصا أنها تتوجه للفتاة مباشرة كما أنها تتناسب وموضوع فكرة فريقي الموسيقي المؤلّف من الفتيات فقط».
وإذا ما هي تشعر بالخوف من هذه الخطوة في خضم ازدحام الساحة بالأصوات الجميلة الشابة، لا سيما تلك المتخرجة حديثا من برامج هواة الغناء أجابت: «لم يساورني الخوف ولا للحظة فلدي الثقة التامة بموهبتي وبصوتي، كما أنني أعول كثيرا على فكرة فريقي بشكل خاص إذ أعدها غير مستهلكة وسيحبها دون شك الشباب في عمري».
وعما إذا كانت ستستمر في نفس الخط الطربي الذي بدأت فيه مع هذه الأغنية قالت: «أعتقد أنني حاليا سأحافظ على هذا الخط الذي يناسب صوتي وقد ألجأ في المستقبل إلى نوعية أغان جديدة ولكن كل شيء بوقته حلو».
وعن الفنانين الذين تأثّرت بهم وحفظت أغانيهم ردّت: «منذ نعومة أظافري وأنا أستمع لأغاني العمالقة أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، ولقد أصبح لدي شغف في العزف على العود من خلال هذين الأخيرين إذ كنت لا أشبع من مشاهدتهما أو الاستماع إلى عزفهما أثناء تقديمهما لوصلاتهما الغنائية». وتابعت: «اليوم أتحضر للحصول على شهادة البكالوريا في الموسيقى وأتمنى أن أكمل في هذا الطريق وأطور موهبتي أكثر فيها».
وعن الفنانين الشباب الذين لفتوها بخطّهم الغنائي قالت: «أنا من المعجبات بالفنانة سابين، فهي خفيفة الظلّ ولديها هويتها الفنية على المسرح. كما أنها تمثّل دما جديدا في مجال الغناء، خصوصا أنها تملك صوتا جميلا مما دفع بالموسيقار ملحم بركات وكذلك الدكتور إلياس الرحباني إلى تقديم ألحان لها». كما عدت أنها تشبه إلى حدّ ما بمسيرتها الغنائية الفنانتين نانسي عجرم وميريام فارس اللتين دخلتا عالم الغناء في سن مبكرة ونجحتا في تحدّيهما.
وعن الشخص الذي كان السبب في دخولها عالم الغناء من بابه العريض، إذ تبنى موهبتها جهاد المرّ أحد أصحاب شركات إنتاج التسجيلات الصوتية في لبنان ردتّ قائلة: «لا شك أن والدي هو الذي أمسك بيدي منذ بدايتي، ولكني لا أنسى فضل الأستاذ جهاد المر علي إذ لفتته موهبتي وقرر تبنيها دون تردد».
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصويرها الكليب الذي أخرجه لها سيمون منصور قالت: «لا يمكنني أن أعدها صعوبات بل هي تحدّ جديد خضته لأول مرة، فاستصعبت وقوفي أمام الكاميرا في البداية ولكن ما لبثت أن اعتدت على الأمر وأصبح واقعا أحببته».
وعن معاني الشهرة وتوقها للوصول إليها أجابت: «أعتقد أن الشهرة أمر جميل يسعد الفنان ويسلّط عليه الأضواء فتصبح أحلامه حقيقة، ولكن لا أنوي الوصول إلى الشهرة بسحر ساحر بل أفضل أن أحقق النجاح درجة درجة بحيث أستمتع بكل مرحلة منه».
واعترفت سيندي بأنها تحلم يوما ما بأن يصل صوتها إلى أكبر عدد من المستمعين في لبنان والعالم العربي، وأن يحبّها الناس ويساندوها في مشوارها حتى تستطيع إكماله على أكمل وجه.
ومن المطربين النجوم الذين تتابعهم على الساحة، الفنان راغب علامة الذي تصفه بالرائع وتقول: «هو فنان لا يشبه الآخرين وأحببت أغنيته (يللا يا شباب) من ألبومه الجديد (حبيب ضحكاتي)، وأعد أنه خاطبني كغيري من أبناء جيلي إن بكلمات الأغنية أو بلحنها، وحتى في الإطار الذي اتبعه في الفيديو كليب الخاص بها فجمع كلّ عناصر العمل المتكامل».



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».