تونس: هيئة الانتخابات تحسم تاريخ الدورة الرئاسية الثانية

المرشح نبيل القروي يؤكد أن حزبه لن يتحالف مع «النهضة»

TT

تونس: هيئة الانتخابات تحسم تاريخ الدورة الرئاسية الثانية

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، أن تاريخ إجراء الدورة الرئاسية الثانية سيكون في 13 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، على أن تنطلق الحملة اليوم الخميس.
وقال رئيس الهيئة نبيل بفون في مؤتمر صحافي، أمس: «يوم الأحد 13 أكتوبر سيكون موعداً لإجراء الدورة الرئاسية الثانية، وتنطلق الحملة بداية من يوم الخميس». وعلى صعيد متصل، أعلن نبيل القروي، المرشح الرئاسي لحزب «قلب تونس» والموقوف في السجن حالياً، أنه لن يدخل في تحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية في حال فوزه في الانتخابات.
وأوضح القروي في رسالة نشرت على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أن رفضه للتحالف مع «النهضة» يستند إلى وجود «شبهات قوية حول جرائم اغتيال لسياسيين وجنود وأمنيين ومدنيين».
كما لفت القروي إلى شبهات أخرى ترتبط بالتورط في «شبكات تسفير مواطنين تونسيين إلى القتال في سوريا، وإدارة جهاز سري». وتأتي رسالة القروي ضمن حرب كلامية متصاعدة، بعد تصريحات سابقة لرئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، الذي أعلن أيضاً في اجتماع شعبي عن رفض التحالف مع حزب «قلب تونس»، وذلك لوجود شبهات فساد من حوله. ويتنازع الحزبان، بحسب نتائج استطلاعات الرأي لنيات التصويت قبل الفترة الانتخابية، من أجل الحصول على الأغلبية في البرلمان، ما يمكنهما من تكوين الحكومة المقبلة؛ علماً بأن حركة «النهضة» موجودة في السلطة منذ أول انتخابات ديمقراطية بعد الثورة عام 2011، بينما يعد حزب «قلب تونس» ناشئاً، ويقوده نبيل القروي رجل الأعمال في قطاع الإعلام والإشهار، والموقوف في السجن منذ 23 أغسطس (آب) الماضي، لاتهامات بفساد مالي في قضية قامت بتحريكها منظمة «أنا يقظ» منذ سبتمبر (أيلول) 2016؛ لكنه نجح في المرور إلى الدور الثاني من السباق الرئاسي، وسيواجه المرشح المستقل قيس سعيد يوم الاقتراع، في 13 من الشهر الجاري.
ورفض القضاء ثلاثة مطالب تقدم بها محامو القروي للإفراج عنه، وقد أحدث هذا الرفض حالة من الإرباك لدى هيئة الانتخابات، لعدم توفر فرص متكافئة للمرشحين خلال الحملة الانتخابية.
ويتهم القروي الحكومة الحالية بالوقوف وراء إبقائه في السجن، وقال في رسالته إلى حزب «النهضة»: «أرفض التحالف معكم؛ لأنكم لجأتم مع حلفائكم في الحكومة إلى الجناح القضائي لتنظيمكم السري لإيقافي، ثم إبقائي في السجن، وإقصائي وتغييبي من الساحة السياسية».
وتنفي حركة «النهضة» أي ارتباطات لها بجهاز سري، أو بممارسة ضغوط على القضاء، كما تنفي أي مسؤولية لها في اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».