إضراب عربي في إسرائيل احتجاجاً على تقاعس الشرطة

«القائمة المشتركة» تقاطع الاحتفال الرسمي بافتتاح الكنيست اليوم

TT

إضراب عربي في إسرائيل احتجاجاً على تقاعس الشرطة

في أعقاب تفاقم العنف وجرائم القتل الأهلية في صفوف المواطنين العرب في إسرائيل، والشعور بأن الشرطة ليست معنية بمكافحة هذه الظاهرة، ووصول عدد القتلى إلى نحو 70 شخصاً منذ مطلع العام، أعلنت لجنة المتابعة العليا في اجتماع طارئ عقدته، أمس، إضراباً عاماً اليوم، فيما قررت «القائمة المشتركة» التي تضم الأحزاب العربية عدم حضور الجلسة الاحتفالية للكنيست، اليوم، احتجاجاً على تقاعس الشرطة.
وكانت جرائم القتل والعنف قد شهدت قفزة في الأسبوع الأخير، إذ قُتل 9 أشخاص، ليصل العدد إلى 71 شاباً منذ مطلع السنة الأخيرة، إضافة إلى نحو 1000 جريح. وجاء اجتماع لجنة المتابعة الطارئ في أعقاب جريمة قتل الشقيقين أحمد وخليل سامي مناع (30 و23 عاماً) وإصابة آخرين بجروح خطيرة في بلدة مجد الكروم، وذلك لاتخاذ قرارات للتصدي للعنف والجريمة.
وشهد الاجتماع أجواء مشحونة مليئة بالغضب من الحال الذي وصل إليه المجتمع العربي. فالعنف بات لغة مألوفة بشكل مبالغ فيه، والشرطة تحتفل بذلك، لأن انشغال العرب بالعنف يجعلها مطمئنة بأنهم لن ينشغلوا في قضايا سياسية.
وافتتح رئيس المجلس المحلي لمجد الكروم، سليم صليبي، الجلسة مستشهداً بحالة الغضب والاحتقان السائدة في مجد الكروم والبلدات العربية، على خلفية تفشي أعمال العنف والجريمة. وأشار إلى أن «الحالة السائدة في مجتمعنا تحتم علينا عدم التعامل مع الضحايا كأرقام، وأدعو قيادات مجتمعنا لاتخاذ قرارات جريئة وشجاعة تعبيراً عن غضب المواطنين العرب في البلاد».
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: «نحن هنا، بصدد اتخاذ إجراءات جديدة، وهذه تتحمل مسؤوليتها الأطر السياسية والمجتمعية والسلطات المحلية كافة، من أجل تنفيذها، فنحن لسنا هنا لندين ونعود إلى بيوتنا. فالمؤسسة الحاكمة لا تغض الطرف عن الجريمة فحسب، بل هي تدعم وتؤازر عصابات الإجرام التي تعمل بين صفوفنا، وهي ليست تعرف فقط عن السلاح المرخص، وإنما أيضاً السلاح غير المرخص، وتعرف مصادره. ولهذا فإننا نحمل وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، المسؤولية المباشرة عن كل جريمة تقع».
واستمع الاجتماع إلى تقارير من رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مضر يونس، ومن رئيس «القائمة المشتركة» النائب أيمن عودة، ومن رئيس لجنة مكافحة العنف في القائمة النائب إمطانس شحادة، ثم فتح باب النقاش والمداولات. وجاء في البيان الختامي: «منذ العام 2000، بلغ عدد الضحايا 1380 شخصاً، وهذا شلال دم مستمر ولا يتوقف، أمام تواطؤ أجهزة تطبيق القانون، بأوامر عليا تصدر بشكل واضح من رأس الهرم الحاكم».
وأضاف أن «المتابعة والهيئات الشعبية بحثت على مدار السنين، وطرحت كثيراً من البرامج لمواجهة العنف والجريمة، وهي تتحمل مسؤولية العمل على تحصين المجتمع ونبذ المجرمين ومؤازريهم، ولكنها في الوقت ذاته، ليست لديها القدرة، وليس من مسؤوليتها جمع السلاح وملاحقة المجرمين، فالمكلف بهذه المهمة الحكومة وشرطتها، وهما ترفضان القيام بواجبهما، لأنه معنيتان بتفتيت مجتمعنا من الداخل، مع سبق الإصرار والترصد».
وأهابت بالعرب الفلسطينيين في البلاد «الالتفاف حول القيادات السياسية ولجنة المتابعة، وأن يكونوا شركاء فعالين في النشاطات الجماهيرية للتصدي لمسلسل الجريمة والعنف... نحن نريد حاضراً ومستقبلاً آمناً لنا ولأبنائنا والأجيال التي تأتي من بعدنا، فسلامة مجتمعنا هي حق إنساني، ولكنها في الوقت ذاته شرط أساس للبقاء والصمود في الوطن، لذا على كل واحد منا أن يرى نفسه مسؤولاً في الجهد العام لاقتلاع هذه الآفة، بدءاً من نظافة وسلامة البيت ومن ثم الشارع والمجتمع بأسره».
وبالإضافة إلى الإضراب، قررت اللجنة تسيير قوافل نحو مكتب رئيس الحكومة في الأيام المقبلة، والتظاهر هناك. وقررت أيضاً مطالبة السلطات المحلية العربية بتخصيص ميزانيات لتطبيق برنامج مكافحة العنف الذي بلورته المتابعة من خلال أكثر من 150 خبيراً، وبات جاهزاً للتطبيق.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».