محكمة مصرية تقرر استكمال المداولات في قضية «أنصار بيت المقدس»

TT

محكمة مصرية تقرر استكمال المداولات في قضية «أنصار بيت المقدس»

مددت محكمة جنايات القاهرة، أمس، موعد النطق بالحكم في محاكمة 208 متهمين، على رأسهم هشام عشماوي، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أنصار بيت المقدس»، إلى الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك بعد تعذّر حضور المتهمين من محبسهم في جلسة أمس نتيجة دواع أمنية ولاستكمال المداولات، مع الاستمرار في حبس المتهمين.
وتسند النيابة العامة إلى المتهمين تهم «ارتكاب جرائم تأسيس وتولي القيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات».
ولفتت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن مصر تسلمت عشماوي من «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر في مايو (أيار) الماضي. واعتُقل عشماوي في مدينة درنة الليبية في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وهو يُعد أحد أبرز القيادات التي كانت تقاتل مع جماعة «شورى مجاهدي درنة» قبل أن تتمكن القوات الليبية التابعة لحفتر من القبض عليه.
وعشماوي ضابط سابق في سلاح الصاعقة بالجيش المصري، وكان قائد الخلية الإرهابية التي نفذت هجوم الواحات الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 55 قتيلاً من عناصر الشرطة المصرية. واتهمت السلطات المصرية عشماوي بالضلوع في عدد كبير من الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، ومن بينها تفجيرات كنائس في الإسكندرية وطنطا والقاهرة، ودير الأنبا صموئيل في المنيا، كما اتُهم بتأسيس وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا ونقله عناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر وتفجيرات ضد الكنائس واستهداف للأقباط ورجال الشرطة والجيش، بحسب الوكالة الألمانية.
في غضون ذلك، أرجأت محكمة جنايات شرق القاهرة العسكرية، أمس، سماع أقوال الشهود في محاكمة 271 متهماً بالقضية المعروفة إعلامياً بـ«حسم 2 ولواء الثورة»، لجلسة تُعقد يوم 9 أكتوبر الحالي، لتعذر حضور المتهمين من محبسهم لأسباب أمنية.
وكانت النيابة العامة قد نسبت إلى المتهمين في قضية «حسم 2» استهداف النقيب إبراهيم عزازي، والاشتراك في الهجوم على كمين أمني بمدينة نصر شرق القاهرة، ما أسفر عن مقتل 7 من أفراد الشرطة، والهجوم على سيارة شرطة بطريق الفيوم. كما أسندت إلى المتهمين بقضية «لواء الثورة» تهماً عدة؛ منها الانضمام إلى تنظيم إرهابي يستهدف دور عبادة الأقباط، ورجال الجيش والشرطة والقضاء باعتبارهم «طائفة ممتنعة» ترفض تطبيق شرع الله. يأتي هذا في وقت جددت النيابة العامة، أمس، حبس 9 متهمين فترة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة العامة، في اتهامهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر إشاعات وبيانات كاذبة ضد الدولة المصرية.
وأسندت النيابة إلى المتهمين «ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.