سويسرا تستعد لإعادة نساء وأطفال «دواعش» من سوريا

TT

سويسرا تستعد لإعادة نساء وأطفال «دواعش» من سوريا

كشفت وسائل إعلام بلجيكية، أمس (الأربعاء)، أن سيّدة تحمل الجنسية البلجيكية وتدعى يسرا الماليجي (28 عاماً) موجودة ضمن قائمة تضم سيدات وأطفالاً تريد سويسرا إعادتهم من معسكرات إيواء «عائلات الدواعش» في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا.
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة «هت لاتست نيوز» البلجيكية، أن مصير العائدات وأطفالهن غير معروف حتى الآن، ولكن إذا جرت محاكمة السيدات بسبب ارتباطهن بتنظيم «داعش» الإرهابي، فإن الأمر يمكن أن ينتهي إلى بضعة شهور من السجن كعقوبة لهن. وبما أن سويسرا تنتمي إلى منطقة «شنغن»، فيمكن للمرأة التي تحمل جواز سفر بلجيكياً أن تعود بسهولة لتستقر في بلجيكا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه السيدة تزوجت من سويسري ولديها طفلان. وذهبت يسرا الماليجي إلى سوريا في يونيو (حزيران) 2014، مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات من زواج سابق، وعلى الفور تزوجت أولاً من شقيق صديقتها من بروكسل، وانفصلت عنه بعد ذلك. وبحسب المصادر الإعلامية البلجيكية نفسها، فقد تركت يسرا زوجها لأنه توقف عن القتال ضمن صفوف «داعش»، ثم تزوجت بعد ذلك من سويسري له مكانته في صفوف «داعش»، ويُزعم أنه له ارتباطات بخطط الهجمات في باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وقالت صحيفة «هت لاتست نيوز» إن زوج يسرا السويسري وصل إلى مكانة مهمة في التنظيم، لدرجة أنه كان يعلم مسبقاً بالهجوم في باريس، واتصل بشقيقته قبل نصف ساعة من الهجوم، ليحذّرها من الوجود في العاصمة الفرنسية. ومن هذا الزواج ولد الطفلان اللذان تريد سويسرا الآن إعادتهما إلى وطنهما. كما تخطط سويسرا لإحضار جميع الأطفال الذين يحملون جنسيتها من مقاتلي «داعش» الموجودين في المعسكرات الكردية في سوريا، وإعادة أمهاتهم أيضاً. ووفق صحيفة «لو ماتان» السويسرية، فإن سبعة أطفال وأربع أمهات سيعودون إلى سويسرا.
وفي منتصف يونيو الماضي، أعلنت بروكسل عن وصول طائرة تقل ستة أطفال من «أبناء الدواعش» وافقت الحكومة البلجيكية على إعادتهم من المخيمات التي تديرها القوات الكردية في سوريا. وأوضح مكتب التحقيقات البلجيكي أن الأمر يتعلق بعودة خمسة أطفال (دون سن 18 سنة) وفتاة بلغت لتوها 18 سنة. ونظراً لأن الأمر يتعلق بأطفال دون سن الرشد، فقد رفض مكتب التحقيقات إعطاء أي معلومات إضافية عنهم؛ لكنه لمّح إلى وجود تدابير لحمايتهم ستقوم بها السلطات المختصة في البلديات التي تعيش فيها عائلاتهم.
من جانبه، انتقد ثيو فرانكين، الوزير السابق لشؤون الهجرة والأجانب (من يمين الوسط)، قرار الحكومة في خصوص إعادة الأطفال من أسر «داعشية». وشكك في تغريدة عبر «تويتر» في أن بعض الأطفال المقرر إعادتهم ليسوا يتامى في الواقع، بسبب الشكوك في صحة الإعلان عن مقتل أهلهم. وتابع بأن عدداً من «أطفال الدواعش» لا يحملون الجنسية البلجيكية، مما يفتح الباب لعودة الأمهات في مرحلة قادمة، وبعدها يعود الآباء الذين قاتلوا في صفوف «داعش».
وطالب اليمين المتشدد، من جهته، بتوضيح من الحكومة للبرلمان حول الخطوة التي اتخذتها بشأن إعادة الأطفال الستة من أبناء المقاتلين البلجيكيين الذين انضموا في وقت سابق لصفوف «داعش» في سوريا والعراق، بحسب بيان وزعه حزب «فلامس بلانغ». وعلّقت البرلمانية باربرا صوفي بأن الحكومة الحالية عليها أن تعود إلى البرلمان لتوضيح الأمر؛ لأن القرار الذي سبق الإعلان عنه هو التفكير في إعادة الأطفال دون سن 10 سنوات، ولكن الستة الذين تقررت إعادتهم بينهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، وآخران عمرهما 14 عاماً، بحسب ما لاحظ بيان اليمين المتشدد.
ورد وزير المالية البلجيكي ألكسندر ديكرو، بأن جهاز الاستخبارات البلجيكي أجرى تقييماً ووافق على اللائحة التي تضم الأشخاص الستة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».