ما أسباب تحقيق ستوك سيتي لأسوأ نتائج له منذ أكثر من 100 عام؟

يضم الفريق أغلى تشكيلة من اللاعبين في دوري الدرجة الأولى بقيمة تتجاوز 140 مليون إسترليني

بوتلاند لاعب ستوك (يسار) ينظر إلى زميله إدواردز وهو يضع الكرة في مرماه ليفوز بريستول بالمباراة
بوتلاند لاعب ستوك (يسار) ينظر إلى زميله إدواردز وهو يضع الكرة في مرماه ليفوز بريستول بالمباراة
TT

ما أسباب تحقيق ستوك سيتي لأسوأ نتائج له منذ أكثر من 100 عام؟

بوتلاند لاعب ستوك (يسار) ينظر إلى زميله إدواردز وهو يضع الكرة في مرماه ليفوز بريستول بالمباراة
بوتلاند لاعب ستوك (يسار) ينظر إلى زميله إدواردز وهو يضع الكرة في مرماه ليفوز بريستول بالمباراة

من المعروف أن المدير الفني الويلزي لنادي ستوك سيتي، ناثان جونز - الذي يواجه مستقبلاً غامضاً بعد مسلسل الهزائم المتواصلة التي مني بها فريقه - متدين للغاية، ولديه أكثر من وشم على جسده، يؤكد إيمانه. ويعني الإيمان الكثير بالنسبة لجونز، كما أن إيمانه بالفلسفة التي أوصلته لهذه المكانة لا يتزعزع أيضاً، رغم تلقي فريقه لـ8 خسارات في 10 مباريات خاضها في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم.
وقال جونز بعد خسارة فريقه أمام هيدرسفيلد الثلاثاء: «لا أعرف السبب وراء سوء الحظ الغريب الذي يلازمنا، لكن يبدو أن كل شيء يسير ضدنا». وبعد إطلاق حكم اللقاء لصافرة النهاية، أحنى جونز رأسه لفترة وجيزة وأشار بيديه إلى جمهور الفريق كما لو كان يقول لهم إنه يشعر بالأسف ويوجه لهم الشكر على الوقوف بجانبه خلال تلك الفترة العصيبة.
ويضم ستوك سيتي أغلى تشكيلة من اللاعبين في دوري الدرجة الأولى - بقيمة تتجاوز 143 مليون جنيه إسترليني - لكنه يتذيل جدول الترتيب بنقطتين وحيدتين. وقال جونز في الآونة الأخيرة: «أنا لا أطلب من رئيس النادي أن أجلس معه في الطائرة الخاصة به، لكن كل ما أطلبه هو بعض الوقت».
ويثق جونز ومسؤولو النادي في أن الفريق سوف يعود إلى الطريق الصحيح، لكن يبدو أن ستوك سيتي، الذي حقق أسوأ بداية له في الموسم منذ أكثر من 100 عام، قد نسي كيفية تحقيق الانتصارات، حيث كانت آخر مرة حصل فيها الفريق على ثلاث نقاط في السادس من أبريل (نيسان) الماضي، كما مر 200 يوم على آخر انتصار حققه الفريق على ملعبه وبين جماهيره. ولم يحقق الفريق الفوز في مباراتين متتاليتين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما كان غاري روويت يتولى قيادة الفريق، ولم يكن دين سميث قد تولى قيادة أستون فيلا خلفا لستيف بروس.
وحقق جونز الفوز في أربع مباريات فقط من أصل 30 مباراة قاد فيها الفريق (ثلاثة انتصارات من 27 مباراة في الدوري)، وهو ما يعد سجلا سيئا للغاية. ومع ذلك، فقد ظل جونز في قيادة النادي لفترة أطول من سلفه روويت، الذي حقق الفوز في تسع مباريات من 29 مباراة تولى خلالها قيادة الفريق (8 مباريات من 26 مباراة بالدوري)، وهو ما يعد مؤشرا واضحا على أن جونز يحظى بثقة كبيرة من جانب مسؤولي النادي.
وقال رئيس ستوك سيتي، بيتر كواتس، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخرا: «في الحقيقة، لم نكن نتوقع أن نكون في الوضع الذي نحن عليه الآن، ولا نتوقع أن نبقى في مكاننا هذا، ونحن نعمل بكل قوة على تغيير هذا الوضع. لقد بدأنا الموسم بشكل سيئ، لكن العالم لم ينته بعد». وفي الجولة السابعة من المسابقة، وبعد مرور 12 دقيقة على بداية المباراة كان ستوك سيتي متقدما بهدف دون رد، قبل أن يحصل لاعب الفريق جوي ألن على بطاقة حمراء، وهو ما ساعد بريستول سيتي على تحقيق الفوز. وكانت هذه النتيجة بمثابة ضربة موجعة أخرى لمسيرة الفريق، بعد إصابة قائد الفريق ريان شوكروس بكسر في الساق قبل بداية الموسم.
وقال جاك بوتلاند، الذي استبعده غاريث ساوثغيت من قائمة المنتخب الإنجليزي الأخيرة، إنه يمر بفترة صعبة بعد الخطأ الذي ارتكبه أمام ليدز يونايتد، مشيرا إلى أنه يشعر بأن «صاعقة من السماء سوف تلتهمه» في كل مرة يخرج فيها، لكنه أكد على أنه لا يوجد مجال للحديث عن سوء الحظ. وقد تراجع ستوك سيتي بشكل مذهل، بعدما احتل المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات على التوالي!
وعندما ينظر أي شخص إلى ستوك سيتي، سيجد أن الفريق يضم عددا كبيرا من اللاعبين الجيدين وأصحاب الإمكانيات العالية. وحتى لو لم يكن بوتلاند في مستواه المعروف، فإن النادي يضم حارسا دوليا، كما أن مدافع الفريق برونو مارتينز إندي قد لعب مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم قبل خمس سنوات؛ كما أن ألين وسام فوكس يلعبان في صفوف منتخب ويلز. ويلعب بادو ندياي، الذي ضمه النادي مقابل 14 مليون جنيه إسترليني والذي قدم أداء مثيرا للإعجاب في أول ظهور له مع الفريق، وبيتر إيتيبو بشكل أساسي في صفوف منتخبي السنغال ونيجيريا على التوالي.
وبلغت قيمة التشكيلة الأساسية للفريق في نهاية الأسبوع الماضي أكثر من 61 مليون جنيه إسترليني، لكن هناك لاعبين أيضا بقيمة تتجاوز 50 مليون جنيه إسترليني يلعبون بالخارج على سبيل الإعارة، بما في ذلك أغلى صفقة في تاريخ النادي جيانيلي إيمبولا الذي تعاقد معه النادي مقابل 18.3 مليون جنيه إسترليني، وكيفن فيمر، وهو الأمر الذي يعكس تخبط النادي وعدم وجود رؤية واضحة فيما يتعلق بالاعتماد على اللاعبين الذين يمكنهم تقديم الإضافة اللازمة للفريق. وهناك أيضا بينيك أفوبي، الذي يقدم مستويات جيدة مع نادي بريستول سيتي. وهناك لاعبون آخرون، مثل مامي بيرام ديوف، لم يحصلوا حتى على أرقام قمصانهم مع الفريق!
وقبل وقت طويل من هذا الصيف، ونتيجة للحاجة لمراعاة قواعد الربح والاستدامة، أقر النادي بالحاجة إلى تغيير المسار بعدما أنفق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع لاعبين جدد خلال فترات الانتقالات الأربع السابقة. وفور التعاقد مع جونز، دعم النادي صفوفه بعشرة وجوه جديدة، غالبيتهم في صفقات انتقال حرة، وكانت أكبر صفقة للنادي في ذلك الوقت هي التعاقد مع تومي سميث، الذي قاد هيدرسفيلد تاون للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2017 مقابل أربعة ملايين جنيه إسترليني. وتم الاعتماد على لي غريغوري، الذي تعاقد معه النادي في صفقة انتقال حر قادما من ميلوول، لقيادة الخط الأمامي للفريق، لكنه لم يعرف طريق الشباك حتى الآن.
وقبل ثمانية أشهر، كان جونز، الذي قاد نادي لوتون للترقي من دوري الدرجة الرابعة إلى دوري الدرجة الثانية، وجها جديدا في عالم التدريب ويتمتع بسمعة جيدة للغاية، وكان عازما على إعادة ستوك سيتي للتأهل للدوري الإنجليزي الممتاز. لكن اتضح أن عملية إعادة بناء الفريق بعد الهبوط، وعملية «التطهير» الناتجة عن ذلك، لم تكن سهلة على الإطلاق في ستوك سيتي. وقد أكد كوتس على أن النادي قد نجح في التعامل مع تداعيات الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن كان يتعين على النادي خلال هذا الصيف بناء جيل جديد من اللاعبين، بعد رحيل الكثير من اللاعبين المميزين مثل إبراهيم أفيلاي، وسايدو بيراهينو، وإريك بيترز، وبوجان كركيتش. وقال جونز، المدافع السابق لبرايتون ويوفيل، في وقت سابق: «لقد تركت للتو مجموعة من اللاعبين في لوتون يلعبون حتى الرمق الأخير من أجل تحقيق الفوز. وعندما جئت إلى هنا في يناير (كانون الثاني) لم يكن الأمر كذلك».
ولم يتمكن جونز من إصلاح مواطن الخلل سريعا. وعندما سئل عما إذا كان ستوك سيتي قد أصبح في وضع أسوأ مما كان عليه عندما تولى هو مسؤولية الفريق، قال جونز بكل صراحة: «النادي في وضع أفضل، واللاعبون في وضع أفضل، وهناك أجواء أفضل من قبل، لكننا في وضع أسوأ في جدول الترتيب في الدوري! باستثناء النتائج، أشعر بأننا في وضع أفضل».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».