منظمة التجارة تمنح أميركا عصا معاقبة أوروبا بـ7.5 مليار دولار

إيرباص: الرسوم الأميركية تضر بصناعة الطيران

TT

منظمة التجارة تمنح أميركا عصا معاقبة أوروبا بـ7.5 مليار دولار

أقرت منظمة التجارة العالمية أمس بأحقية الولايات المتحدة في فرض رسوم على واردات من الاتحاد الأوروبي تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار سنويا بسبب الدعم المالي الأوروبي غير القانوني لشركة «إيرباص» لصناعة الطائرات.
من جانبها، ذكرت شركة «إيرباص» لصناعة الطائرات أن صناعة الطيران في كل من أوروبا والولايات المتحدة سوف تتأثر إذا ما فرضت واشنطن رسوماً على الطائرات أو أجزاء من الطائرات عقب حكم منظمة التجارة.
وقالت الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات إن نحو 40 في المائة من إجراءاتها المتعلقة بالطائرات تأتي من الموردين الأميركيين، وتوفر سلسلة الإمداد الخاصة بها 275 ألف وظيفة في الولايات المتحدة. وأضافت إيرباص في بيان «في حال تطبيق الرسوم، سوف تتضرر كل الصناعة العالمية»، مشيرة إلى أن حكما آخر لمنظمة التجارة العالمية في الشهور المقبلة سوف يحدد الإجراءات المضادة التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن واردات أميركا في قضية متوازية بشأن الدعم المالي من جانب الولايات المتحدة لشركة «بوينغ» المنافسة.
وتابعت إيرباص أن «السبيل الوحيد للحيلولة دون الآثار السلبية لهذه الرسوم هو توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحل لنزاعهما القائم منذ فترة طويلة من خلال تسوية يتم التفاوض عليها».
وقبل الإعلان عن الحكم أمس، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم إن الاتحاد يبحث جميع الردود الممكنة على احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية عليه هذا الشهر، وذلك في إطار نزاع بخصوص دعم صناعة الطائرات.
وخلصت منظمة التجارة العالمية إلى أن كلا من شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص ومنافستها الأميركية بوينغ حصلتا على دعم بمليارات الدولارات لا تجيزه القواعد، وذلك في قضيتين تنظرهما منذ 15 عاما.
ومن المتوقع أن يحصل الاتحاد الأوروبي على حكم مماثل في قضية بوينغ في أوائل 2020 مما يمنح واشنطن ضربة البداية. وقالت مالمستروم: «ندرس شتى الردود... لكننا نعطي الأولوية لحل عن طريق المفاوضات قبل أن تبدأ الولايات المتحدة فرض الرسوم... الاتحاد الأوروبي لن يتخذ أي إجراء لا يتماشى مع منظمة التجارة العالمية».
وليس في وسع الاتحاد الرد الفوري على أي رسوم أميركية بعد صدور الحكم في القضية، مثلما فعل ردا على ما اعتقد بأنه رسوم جمركية أميركية مخالفة للقانون على واردات المعادن في 2018، وسيكون على الاتحاد الانتظار حتى يصدر الحكم في قضية بوينغ، لكنه قد يسعى لإحياء حق قائم باستهداف واردات أميركية بأربعة مليارات دولار في نزاع أمام منظمة التجارة بشأن إعفاءات ضريبية أميركية على الصادرات، رغم أن الجانبين توصلا إلى تسوية في هذا الصدد في 2006، وأحجمت مالمستروم يوم الثلاثاء عن التعليق على هذا الاحتمال تحديدا. وقالت للصحافيين بعد اجتماع لوزراء تجارة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «نبحث كل شيء، ولا يعني ذلك أننا سنلجأ لهذه الاحتمالات... لكن كل شيء مطروح».
ونشرت الولايات المتحدة بالفعل قائمة بقيمة 25 مليار دولار ستختار منها السلع التي ستستهدفها من الطائرات ومكوناتها إلى النبيذ والجبن والمنتجات الفاخرة. وأعد الاتحاد الأوروبي هو الآخر قائمة بقيمة 20 مليار دولار لمنتجات أميركية يمكن استهدافها بعد الفصل في قضية بوينغ.



«يو إس ستيل» و«نيبون» تقاضيان إدارة بايدن

شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

«يو إس ستيل» و«نيبون» تقاضيان إدارة بايدن

شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

رفعت شركتا «يو إس ستيل» و«نيبون ستيل» دعوى قضائية على الإدارة الأميركية، قالتا فيها إن الرئيس جو بايدن منع دون سند من القانون عرضاً قيمته 14.9 مليار دولار قدّمته الثانية لشراء الأولى من خلال مراجعة «وهمية» لاعتبارات الأمن القومي.

وتريد الشركتان من محكمة الاستئناف الاتحادية إلغاء قرار بايدن رفض الصفقة، لتتمكنا من الحصول على فرصة أخرى للموافقة، من خلال مراجعة جديدة للأمن القومي غير مقيّدة بالنفوذ السياسي.

وتذهب الدعوى القضائية إلى أن بايدن أضرّ بقرار لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة التي تفحص الاستثمارات الأجنبية، بحثاً عن مخاطر تتعلق بالأمن القومي، وانتهك حق الشركتين في مراجعة عادلة.

وأصبح الاندماج مسيّساً للغاية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ تعهّد كل من الديمقراطي بايدن والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب برفضه، في محاولة منهما لاستقطاب الناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة حيث يقع المقر الرئيسي لـ«يو إس ستيل». وعارض رئيس نقابة عمال الصلب المتحدة ديفيد ماكول هذا الاندماج.

وأكد ترمب وبايدن أن الشركة يجب أن تظل مملوكة للولايات المتحدة، حتى بعد أن عرضت الشركة اليابانية نقل مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة إلى بيتسبرغ، حيث يقع مقر شركة صناعة الصلب الأميركية، ووعدت باحترام جميع الاتفاقيات القائمة بين «يو إس ستيل» ونقابة عمال الصلب المتحدة.

وتشير الشركتان إلى أن بايدن سعى إلى وأد الصفقة؛ «لكسب ود قيادة نقابة عمال الصلب المتحدة في بنسلفانيا، في محاولته آنذاك للفوز بفترة جديدة في المنصب».

وقالت الشركتان، في بيان: «نتيجة لنفوذ الرئيس بايدن غير المبرر لتعزيز برنامجه السياسي، لم تتمكّن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة من إجراء عملية مراجعة تنظيمية بحسن نية تركّز على الأمن القومي».

ودافع متحدث باسم البيت الأبيض عن المراجعة، مضيفاً: «لن يتردّد الرئيس بايدن أبداً في حماية أمن هذه الأمة وبنيتها التحتية ومرونة سلاسل التوريد الخاصة بها».

وتظهر الدعوى القضائية أن الشركتين تنفّذان تهديداتهما بالتقاضي، وستواصلان السعي للحصول على الموافقة على الصفقة.

وقال نائب رئيس شركة «نيبون ستيل»، تاكاهيرو موري، لصحيفة «نيكي»، أمس الاثنين: «لا يمكننا التراجع بعدما واجهنا معاملة غير منطقية. سنقاوم بشدة».