عباس يبدأ سلسلة اجتماعات لبحث «إنجاح الانتخابات»

السلطة تريد «خريطة طريق» لإجرائها في القدس وغزة رغم «التعقيدات» من إسرائيل و«حماس»

جنود إسرائيليون يوجهون أسلحتهم نحو شاب فلسطيني يشارك في احتجاجات قرب رام الله بالضفة الغربية أمس تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يوجهون أسلحتهم نحو شاب فلسطيني يشارك في احتجاجات قرب رام الله بالضفة الغربية أمس تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال (أ.ف.ب)
TT

عباس يبدأ سلسلة اجتماعات لبحث «إنجاح الانتخابات»

جنود إسرائيليون يوجهون أسلحتهم نحو شاب فلسطيني يشارك في احتجاجات قرب رام الله بالضفة الغربية أمس تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يوجهون أسلحتهم نحو شاب فلسطيني يشارك في احتجاجات قرب رام الله بالضفة الغربية أمس تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال (أ.ف.ب)

بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سلسلة اجتماعات من أجل وضع خطة لإنجاح إجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال منع إسرائيل إجراءها في القدس ومنع «حماس» إجراءها في قطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة الفلسطينية ستضغط من أجل إجراء الانتخابات في القدس، وتنتظر من «حماس» القبول بإجرائها في قطاع غزة. وأضافت: «مع ذلك ستدرس القيادة كل الخيارات».
ويعتزم عباس إصدار مرسوم رئاسي من أجل إعلان انتخابات عامة، لكنه قبل ذلك سيوفد رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية إلى قطاع غزة من أجل المشاورات وسينتظر «تقييم موقف» حول إمكانية إجرائها في غزة، في الوقت الذي ستضغط فيه السلطة من أجل إجرائها في القدس كذلك.
وأعلن عباس في كلمته خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أنه سيدعو إلى إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة حال عودته. وأوضح: «أجرينا انتخابات في عام 1996 وعام 2005 وعام 2006. لكن توقفت بعد ذلك بسبب انقلاب حماس عام 2007. ومنذ عام 2007 إلى الآن ونحن ندعو إلى مصالحة وإلى انتخابات». وأضاف: «عند عودتي إلى أرض الوطن سأدعو إلى انتخابات عامة في كل من الضفة الغربية وغزة والقدس، وسنحمّل من يعترض على الانتخابات المسؤولية أمام الله والمجتمع الدولي والتاريخ». وأجريت آخر انتخابات في فلسطين عام 2006.
واستهل عباس اجتماعاته بعد عودته إلى رام الله بلقاء للجنة المركزية لحركة «فتح» أمس.
وقال عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» صبري صيدم، قبل بداية الاجتماع، إن «المحور الرئيسي هو القرار الذي سيصدره الرئيس بالدعوة لانتخابات عامة، ومجمل الأوضاع والمستجدات السياسية والعربية والإقليمية». وأوضح أن آلية إجراء الانتخابات في ظل المعوقات الداخلية والخارجية ستكون مدار بحث على مدى أيام. وأضاف صيدم أن اجتماع اللجنة المركزية سيتبعه اجتماع آخر للجنة التنفيذية وآخر موسع على مستوى القيادة سيقرر تحديد تفاصيل خريطة العمل خلال الأيام المقبلة.
وأكد صيدم أن إنهاء حالة الانقسام والخروج من عنق الزجاجة لم يعد ممكناً الآن سوى من خلال الاحتكام لصندوق الانتخابات. وأضاف أن «الشعب هو سيد الموقف وهو من يمتلك القرار وأن استمرار حالة المراوحة من قبل حماس وتحويل قطاع غزة إلى إمارة وإبقاءه رهينة للظروف السياسية يجب أن ينتهي بموجب هذه الانتخابات وصندوق الاقتراع».
ويفترض أن يتبع هذا الاجتماع اجتماع آخر لمنظمة التحرير. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، إن المنظمة ستناقش قرار الرئيس الدعوة لإجراء انتخابات عامة. وأضاف: «إنه قرار مهم يشكل حافزاً ودافعاً لكثير من الدول للاعتراف بدولة فلسطين في إطار ترسيخ الشرعية الفلسطينية، وبإعادة تجديد مؤسساتها».
وأشار إلى أن المطلوب من «حماس» الموافقة على إجراء الانتخابات لإنهاء الانقسام، لافتاً إلى أنه في حال كان هناك «تعنت» من قبلها، ووضعت شروطاً مسبقة، فإنها بذلك «تتقاطع مع الاحتلال في مصلحة واحدة، وهي تدمير الشرعية الوطنية».
وكانت «حماس» قد أعلنت موافقتها على إجراء الانتخابات، لكنها ربطت ذلك بكونها شاملة بما في ذلك انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير. ولا تريد حركة «فتح» إقحام المنظمة في المسألة قبل إنهاء الانقسام. وملف المنظمة أفشل محاولات سابقة من أجل المصالحة وإجراء الانتخابات.
ولا يعرف كيف سيتصرف عباس إذا لم يستطع إجراء الانتخابات في القدس وقطاع غزة.
ومن غير المرجح أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالتصويت في القدس في انتخابات تابعة للسلطة الفلسطينية، لأنها تعد ذلك مساً بالسيادة الإسرائيلية على المدينة. كما لم يعرف إذا ما كانت «حماس» التي أعلنت استعدادها لهذه الانتخابات ستوافق على إجرائها إذا لم تكن تتضمن انتخابات مجلس وطني فلسطيني، أم لا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.