القضاء التونسي يرفض كافة الطعون في الاقتراع الرئاسي

TT

القضاء التونسي يرفض كافة الطعون في الاقتراع الرئاسي

أكد عادل البرينصي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن المحكمة الإدارية بالعاصمة التونسية رفضت رفضاً نهائياً كل الطعون الخمسة في مرحلة الاستئناف التي تقدم بها مرشحون للانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى، مشيراً إلى أن يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي هو موعد إجراء الدورة الثانية التي ستكون محصورة بين المرشح المستقل قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري، ونبيل القروي مرشح حزب «قلب تونس».
وقال البرينصي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن هيئة الانتخابات ثبتت كذلك موعد السادس من هذا الشهر لإجراء الانتخابات البرلمانية، ما يعني أن الانتخابات بشقيها الرئاسي والبرلماني لن تجري في يوم واحد مثلما كان قد تردد سابقاً.
وفي السياق ذاته، أكد عماد الغابري المتحدث باسم المحكمة الإدارية (المحكمة المختصة بالبت في النزاعات الانتخابية في غياب المحكمة الدستورية)، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجلسة العامة القضائية بالمحكمة الإدارية، بوصفها محكمة استئناف، أصدرت أمس أحكاماً باتة ونهائية برفض كافة الطعون المتعلقة بنتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وأوضح أن المحكمة الإدارية رفضت مطالب استئناف أحكام الطعون الخمسة التي تقدم بها كل من المرشحين حاتم بولبيار وناجي جلول ويوسف الشاهد وسليم الرياحي وسيف الدين مخلوف، بحضور المحامين الممثلين لكافة أطراف النزاع الانتخابي وهم محامو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ومحامو الفائزين في الطور الأول من الرئاسيات، ومحامو المرشحين الذين استأنفوا الطعون.
وبذلك تكون هيئة الانتخابات قادرة على إعلان النتائج النهائية للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية إثر انتهاء طور النزاع القضائي فيما يتعلّق بنتائج تلك الانتخابات.
وكان قيس سعيد قد حصل على نسبة 18.4 في المائة من الأصوات في الدورة الأولى من السباق الرئاسي، في حين لم يحصل منافسه سوى على 15.5 في المائة من أصوات الناخبين، ليكون الحسم بينهما باختيار الناخبين أحدهما وحصوله قانونياً على نسبة تفوق 50 في المائة من الأصوات.
ومن المنتظر أن تنظر دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالعاصمة التونسية يوم 2 أكتوبر الحالي في مطلب الإفراج عن نبيل القروي، الذي مر إلى الدورة الثانية. وتوقعت أطراف في هيئة الدفاع عن القروي إيقاف التتبع القضائي ضده بصفة ظرفية وإطلاق سراحه للإشراف على الحملة الانتخابية تنفيذاً لمبدأ تكافؤ الفرص بينه وبين منافسه سعيّد.
وبشأن استمرار سجن نبيل القروي منذ يوم 23 أغسطس (آب) الماضي، قال البرينصي إن هيئة الانتخابات وجهت الكثير من المراسلات إلى وزارة العدل التونسية والمجلس الأعلى للقضاء ومحكمة الاستئناف وقاضي التحقيق، للاستفسار عن الإشكال القانوني وتبعاته على السباق الانتخابي في نطاق ضمان تساوي الفرص بين المرشحين.
على صعيد متصل، أقرت «التفقدية العامة» التابعة لوزارة العدل التونسية بسلامة الإجراءات القانونية المتخذة ضد نبيل القروي المعتقل في سجن المرناقية غرب العاصمة التونسية منذ أكثر من شهر. وأكدت أن عملية إصدار بطاقة الإيداع بالسجن ضده تمت إثر إقرار القطب المالي والقضائي للحكم الابتدائي الصادر ضده واتهامه بغسل الأموال والتهرب الضريبي والاحتيال (وهي اتهامات ينفيها القروي)، وأكدت كذلك على أن العملية استوفت كل الشروط القانونية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».