تواصل الاستعدادات لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب

ريعه سيذهب إلى المؤسسات العلمية الحكومية

جانب من دورة سابقة لمعرض «المدى» في أربيل
جانب من دورة سابقة لمعرض «المدى» في أربيل
TT

تواصل الاستعدادات لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب

جانب من دورة سابقة لمعرض «المدى» في أربيل
جانب من دورة سابقة لمعرض «المدى» في أربيل

تتواصل الاستعدادات في بغداد لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة من 11 إلى 21 ديسمبر 2019، والذي من المتوقع أن يكون المعرض الأهم في بغداد، بحجمه ونوعية العناوين المشاركة فيه.
والمعرض تقيمه مؤسسة «المدى للإعلام والثقافة والفنون»، وهي مؤسسة انتقلت إلى بغداد بعد عام 2003، بعد أن كان مقرها دمشق، وقدمت نشاطات ثقافية مهمة، مثلما رعت عدداً من المواهب الثقافية، وكانت الجهة الراعية لمعرض أربيل للكتاب أربع عشرة دورة، مما أكسبها خبرة ودراية في تنظيم المعارض والإشراف عليها.
وما يلفت النظر في هذا المعرض الذي اتخذ من اسم الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عنواناً له، أنه - كما يقول إيهاب القيسي مدير المعرض - غير ربحي، إذ اتخذ رئيس المؤسسة فخري كريم وإدارتها قراراً، بأن تخصص أرباح هذه الدورة من المعرض بالكامل إلى المؤسسات العلمية الحكومية، وشراء كتب ومستلزمات للجامعات الحكومية، ويخصص جزء كبير منها لدعم وتمويل المشروعات العلمية، وكذلك الثقافية والفنية.
يضيف القيسي: «إن أهم ما يتميز به معرض العراق الدولي أنه مشروع ثقافي، يضاف إلى المشروعات الثقافية التي قامت بها (المدى) لـ16 عاماً منذ انتقالها إلى بغداد عام 2003. ولا بد هنا من الإشارة إلى أنها المرة الأولى في العراق وفي المنطقة التي يقام فيها معرض غير ربحي».
وعن الجديد في هذا المعرض، قال القيسي: «هناك كثير من العروض التي سيقدمها هذا المعرض، منها – مثلاً - نسبة الخصم على مطبوعات (المدى) ستكون 50 في المائة، بينما ستفرض على الدور المشاركة نسبة خصم تصل إلى 25 في المائة من مبيعاتها، كما سيقدم تخفيضات كبيرة للجامعات والمؤسسات العلمية، دعماً لرسالتها. وسيعتمد المعرض، ولأول مرة أيضاً، خصماً على فاتورة الشراء تصل إلى 10 في المائة، إضافة إلى الخصومات التي تحدثنا عنها، والتي ستذهب لاقتناء عدد إضافي من الكتب. وسيتم العمل من جديد بطرح كتاب (المدى) المجاني، الذي سيوزع مجاناً لزوار ورواد المعرض، وهو الكتاب الذي كانت توزعه (المدى) مع عدد من الصحف العربية كل شهر مجاناً».
وعن حمل دورته الأولى اسم الشاعر مظفر النواب، قال مدير المعرض: «كما هو متعارف عليه، فإن كثيراً من معارض الكتب تمارس هذا التقليد الثقافي، ومن جهتنا اخترنا أحد أبرز الأسماء في المشهد الثقافي العراقي على مدى أكثر من خمسين عاماً، والذين كان لهم دور إبداعي ونضالي مهم. وبهذه المناسبة ستتم إعادة نشر دواوين النواب، وتقديم جلسات نقدية عنه، إضافة إلى فعاليات فنية، بضمنها عرض مسرحي عن سيرته. إن جمهور المعرض سيتفاجأ بالشخصيات الثقافية التي ستلبي دعوة المعرض من مثقفين ومفكرين وفنانين، فضلاً عن كتب حديثة سيجري توقيعها في المعرض والاحتفاء بكتابها».
وعن النشاطات الثقافية والفنية المصاحبة لفعاليات المعرض، قال القيسي: «ما تم وضعه من خطط من قبل إدارة المعرض فيما يخص النشاطات الثقافية والفنية المصاحبة، هي جديرة بمهرجان ثقافي وفني كبير؛ حيث تم الاتفاق على إقامة نشاطات ثقافية وفنية، بشكل يومي وطيلة أيام المعرض، تتضمن جلسات وندوات بعناوين تستلهم تفاصيل الحراك الفكري والثقافي، وسيساهم فيها أبرز الأسماء في المشهد الثقافي في العراق والعالم العربي، إضافة إلى حوارات مع أبرز المسؤولين في الدولة العراقية، عن أبرز المستجدات في الوضع السياسي، كما ستتضمن نشاطات فنية وترفيهية متنوعة، إضافة إلى نشاطات يسهم فيها زوار المعرض، وتنطوي على كثير من المفاجآت».



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».