قصفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لليوم الثاني على التوالي، مواقع في مدينة سرت الساحلية، تابعة للميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، الذي أقر في المقابل علانية وللمرة الأولى بعدم وجود جيش في بلاده. واعترف السراج الذي يعتبر نفسه بمثابة القائد الأعلى للجيش، بعدم وجود جيش في ليبيا وأعرب عن أسفه لما وصفه بالحقيقة المؤلمة «وهي أنه لا يوجد جيش في ليبيا»، لكنه أضاف في تصريحات لوسائل إعلام أميركية «نحاول إعادة بناء الجيش، ونؤمن بأن حليفاً مثل الولايات المتحدة يمكن أن يساعدنا في بناء مؤسسة الجيش، للمساعدة في حفظ الاستقرار في ليبيا».
وبعدما اتهم حفتر مجدداً بتدمير العملية السياسية على خلفية هجومه على طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، أضاف: «قواتنا تقوم بعمل جيد، وانتصارنا مسألة وقت لا أكثر، ولا يستطيع حفتر حتى أن يحلم بدخول طرابلس».
من جهة أخرى، وطبقا لما أعلنه بيان للمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني فقد «استهدفت ضربات قوية وأهدافا محققة على جبهة سرت داخل وخارج مدينة سرت، وتمركزات الميليشيات ومقراتها وألحقت بها خسائر كبيرة في الأسلحة والأفراد على مدى اليومين الماضيين»، لافتا إلى أن «بقايا هذه الميليشيات أصبحت الآن في حالة من الإرباك والهلع»، على حد تعبيره.
بدورها، أقرت قوة حماية وتأمين سرت التابعة لحكومة السراج بوقوع ثلاث غارات جوية، ونقلت وسائل إعلام محلية عن النعاس عبد الله آمر قوة حماية المدينة، أن بوابة الـ17 شرق سرت تعرضت لأربع غارات دون وقوع خسائر بشرية، مشيرا إلى أن هذا يعد هذا الاستهداف الثاني على التوالي بعد سلسلة غارات شنها الطيران المسير على مواقع لقوة حماية سرت ومنشأة مدنية أخرى أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة خمسة أشخاص.
من جانبه، رفض مختار المعداني رئيس بلدية سرت، أمس هذه الغارات على خلفية تهديدات وجهها أحد قادة الميليشيات التابعة لحكومة السراج، لأعضاء المجلس البلدي بالمدينة بشأن تقديم استقالتهم من مناصبهم في حال عدم الإعلان عن رفضهم لغارات الجيش.
وطلب المعداني في تصريحات مصورة بثتها الصفحة الرسمية لبلدية سرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج فتح تحقيق بشأن هذه الاتهامات، كما طلب من حكماء ومجلس مدينة مصراتة في غرب البلاد التدخل لوقفها. وأكد أن الأوضاع مستقرة وآمنة في سرت، مشيرا إلى أنه يرفض الضربات الجوية التي تعرضت لها مواقع مدنية، وقال: نحن ضد خروج أي قوة من سرت أو اجتياح المدينة. وطالب اللواء محمد الحداد قائد المنطقة العسكرية التابعة لحكومة السراج بتفعيل المؤسسة العسكرية والشرطة، لافتا إلى وجود نحو 3 آلاف عسكري في المدينة التي تسيطر عليها «قوة حماية وتأمين» تابعة لحكومة الوفاق، ونجحت بدعم أميركي في تحرير المدينة المعقل الرئيسي لـ«تنظيم داعش» عام 2016.
إلى ذلك، نفت القوات البحرية التابعة لحكومة السراج، معلومات تداولتها وسائل إعلام عن غرق أكثر من خمسين من المهاجرين غير الشرعيين قبالة الساحل الليبي، واعتبرت أنه أمر عار عن الصحة. وأوضحت في بيان لها أن عناصر حرس السواحل التي قامت على مدى اليومين الماضيين بعملية بحث استغرقت نحو 24 ساعة وشارك فيها زورقان وقارب مطاطي من القطاع الأوسط، لاكتشاف أن القارب بين حركة وتوقف. وأضافت: «وعليه فإننا نستغرب من الخبر غير الصادق بخصوص غرق المهاجرين غير الشرعيين، ونحن كبحرية وحرس السواحل ندرك أن هذا اصطياد في الماء العكر، ومحاولة للتشكيك في جهودنا الوطنية والإنسانية».
وفى وقت سابق أعلنت السلطات البحرية الليبية إنقاذ قارب مطاطي على متنه 71مهاجرا كلهم رجال، عثرت عليه إحدى دوريات البحث فجر أمس على بعد 45 ميلا شمال غربي الخمس. وقالت إن المهاجرين الذين ينتمون إلى دول السودان ومصر وفلسطين وسوريا وباكستان، تم تقديم المساعدة الإنسانية والطبية لهم والتواصل مع من يهمهم الأمر بغرض تسليمهم لأحد مراكز الإيواء بالمنطقة ولكن دون جدوى.
قوات حفتر تقصف ميليشيات {الوفاق} في سرت لليوم الثاني
قوات حفتر تقصف ميليشيات {الوفاق} في سرت لليوم الثاني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة