مقاتلات التحالف تدمر تعزيزات عسكرية في معقل انقلابيي اليمن

TT

مقاتلات التحالف تدمر تعزيزات عسكرية في معقل انقلابيي اليمن

على وقع المعارك العنيفة التي يشهدها الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، شمال غربي صنعاء، تكبدت ميليشيات الانقلاب، خلال الساعات الماضية، الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في جبهة كتاف، شرق صعدة، التي استهدفت مواقع وتجمعات للانقلابيين.
وقالت قيادة محور كتاف العسكري، في بيان لها، نشره مركزها الإعلامي، إن «مقاتلات التحالف العربي شنت عدة غارات على مجموعة من المواقع الخاصة بذراع إيران في اليمن؛ الحوثيين، في محور كتاف».
وأضافت أنه «تم رصد تجمعات للمتمردين الحوثيين ممثلة بكهوف متحصنين بها وعربات تحمل مقاتلين وأسلحة وذخائر تابعة لهم، وتم تدميرها بالكامل».
ونشر مركز إعلام كتاف مقاطع فيديو لعمليات استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية تجمعات وتحصنات ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي الانقلابية.
إلى ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، قصفها على عدد من المواقع التابعة للقوات المشتركة من الجيش الوطني، في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، غرب اليمن، وذلك في إطار استمرارها في خروقاتها وانتهاكاتها المتواصلة للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار، علاوة على قصفها المستمر على المواقع المحررة في مدينة الحديدة والقرى الريفية للمحافظة حيس والتحيتا والدريهمي.
وذكر مركز إعلام قوات ألوية العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل خروقاتها اليومية للهدنة الأممية في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة». ونقل المركز عن مصادر عسكرية ميدانية، قولها إن «ميليشيات الحوثي قامت باستهداف مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الحديدة بالمدفعية في أوقات متفرقة منذ صباح السبت».
وأشارت إلى أن «مواقع القوات المتمركزة شرق المدينة تعرضت للقصف بقذائف مدفعية الهاون الثقيلة وبقذائف آر بي جي دون وقوع خسائر بالأرواح في صفوف القوات المشتركة، بالتزامن مع شن الانقلابيين عمليات قصف واستهداف واسعة على الأحياء السكنية في مدينة التحيتا، جنوبا، بعدد من قذائف مدفعية الهاون الثقيل، حيث سقطت إحدى القذائف على أحد منازل المواطنين وألحقت به أضراراً بالغة، فيما سقطت قذائف أخرى بالقرب من منازل أخرى».
ونوهت ذات المصادر إلى «قيام الميليشيات بتكثيف استهداف مواقع أخرى تابعة للقوات المشتركة بالأسلحة الثقيلة من عيار 23 والأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وعيار 12.7».
وذكرت العمالقة أن «الميليشيات أطلقت قذائف مدفعيتها على منازل المواطنين في حي سكني بمدينة التحيتا، وسقطت قذيفة في منزل المواطن يوسف الشامي وأدت إلى سقوط ضحايا من سكان المنزل حسب إفادة المواطنين».
وتأتي هذه الخروقات والانتهاكات الحوثية اليومية للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة في الوقت الذي تلتزم الأمم المتحدة الصمت تجاه تلك الخروقات والانتهاكات المتواصلة.
وذكرت مصادر محلية، وفقا لما أورده موقع «مسام» أن «الحوثيين استقدموا خلال الأيام الماضية كثيرا من التعزيزات العسكرية من عدة محافظات مجاورة للحديدة»، و«كثيرا من المسلحين تم تجميعهم في مساجد ومرافق خدمية في مناطق متفرقة من المدينة تمهيدا لإرسالهم لجبهات القتال».
وقالت إن «ميليشيات الحوثي حولت عددا من المساجد والمرافق الحكومية والخدمية الواقعة في شوارع الستين والأقصى والأربعين وصنعاء وجمال والكورنيش والقدس وأحياء سكنية قريبة من جبهات القتال إلى ثكنات عسكرية للعناصر القادمة من خارج المدينة إلى جانب تكديس كثير من الأسلحة والألغام والقذائف في تلك المباني».
وكان محافظ الحديدة الحسن طاهر، أكد أن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه مؤخراً عبر اللجنة الأممية الخاصة بالتنسيق لإعادة الانتشار وأكد الاتفاق على وقف إطلاق النار. موضحاً أن الحوثيين صعدوا من خروقاتهم وهجماتهم العسكرية ضد المناطق والمدن المحررة ومواقع القوات المشتركة في رسالة واضحة بعدم جديتهم في الالتزام بأي بنود أو اتفاقات.
وفي الضالع جنوب البلاد، أفادت مصادر بتمكن قوات الجيش الوطني المقاومة الشعبية، السبت، من إفشال هجوم مجاميع حوثية على مواقع الجيش الوطني في منطقة حجر السفلى، شمال غربي الضالع، ما أسفر عن اندلاع مواجهات مصحوبة بقصف متبادل.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».