الهلال بين الإشادة والتطبيل

بالتأكيد لن تمر أي مقالة عن واحد من الأندية الجماهيرية الأربعة في السعودية، وهي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، دون جدل حول انتماءات كاتب المقالة، فإن كانت مديحاً فهي تطبيل للنادي المعني، وإن كانت قدحاً فهي من كاره وباحث عن الأخطاء.
وأعتقد أننا يجب أن نخرج من عباءة الانتماءات (المشروعة على أي حال) وعباءة الأحكام المسبقة على الآخرين وانتقاد النص أو المقالة نفسها دون الدخول في نوايا كاتبها، مع اعترافي أن هناك (زملاء) تطغى عليهم ميولهم، فلا يرون خطأ في تصرفات أنديتهم ولا يرون إلا الخطأ في تصرفات الآخرين واستخدام معايير مزدوجة والكيل بمكيالين، وهذا موجود في معظم دول العالم على أي حال.
والثابت أن الهلال ثابت في خريطة المنافسات السعودية والآسيوية والأرقام تدحض أي رأي مخالف، والثابت أيضاً أن الهلال مؤسسة لا تهتز مهما تغيرت هوية رئيسه أو تشكيلة نجومه، والثابت أيضاً وأيضاً أن كرة القدم فيها فوارق فنية وبالتالي فوز فريق على آخر ليس بالضرورة نتيجة تحيز تحكيمي أو أخطاء مدرب أو سوء إدارة، بل بكل بساطة فوارق فنية وإمكانات لاعبين ومن يشاهد كتيبة الهلال منذ سنوات طويلة سيجد أنها مرعبة على مر التاريخ وفي آخر مواجهتين مع الاتحاد آسيوياً وفي الدوري استمتعنا جميعاً سعوديين ومحايدين بمباراتين من العيار الثقيل وبأداء كبير يجعلنا نفتخر بكرتنا العربية وإلى أين وصلت، ولكن كعب الهلال كان أقوى بسبب إمكانيات نجومه من كاريلو إلى خربين إلى إدواردو إلى غوميز مروراً بسالم الدوسري والبريك وجوفينكو وكنو والعابد والمعيوف وبقية التشكيلة من أساسيين واحتياطيين ويكفي أن أفضل لاعب في آسيا يخرج ويدخل مكانه مرعب (احتياطي) مثل جيوفينكو الذي سجل هدفاً خرافياً... هنا الفارق بين لاعب تسنح له فرصة فيسجل أو لديه الحل الفردي وبين لاعب على الباب ولا يسجل (فما ذنب الإدارة أو المدرب في هذه اللحظة بعيداً عن مقولة من أتى به لأن المثل يقول «على قد لحافك مد رجليك»)، وهناك أندية معها لتصرف وأخرى تصرف على قد بساطها.
وعندما نشيد بالهلال فنحن لا نطبل له ولا نحتاج بعد كل مقالة أو تغريدة عنه لإرفاقها بعبارة (لست هلالياً وهو شرف لا أدعيه). ولنميز حقيقة بين الإشادة المستحقة والتطبيل الفارغ.