مسؤولون لبنانيون: صديق وفيّ للبنان وشعبه

شيراك مع رفيق الحريري في باريس في 25 أبريل 2003 (أ.ف.ب)
شيراك مع رفيق الحريري في باريس في 25 أبريل 2003 (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون لبنانيون: صديق وفيّ للبنان وشعبه

شيراك مع رفيق الحريري في باريس في 25 أبريل 2003 (أ.ف.ب)
شيراك مع رفيق الحريري في باريس في 25 أبريل 2003 (أ.ف.ب)

نعى المسؤولون اللبنانيون الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، مشيدين بمزاياه وبوقوفه إلى جانب لبنان في أزماته. وأبرق رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معزياً بوفاة شيراك الذي وصفه بالصديق الوفي، ومعبّرا عن «مشاركة عائلته والقريبين منه، كما الشعب الفرنسي بأجمعه، مشاعر الألم والحزن». وقال عون «لقد ترك الرئيس الراحل بصماته في مختلف مراكز المسؤولية التي تسلمها خلال سنوات طويلة، في الحياة السياسية الفرنسية. وأضاف: «يذكر لبنان فيه الصديق الوفي الذي لطالما وقف إلى جانبه، وقد عمل بصدق وبشغف من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا، وجعلها مميزة. وأنا على ثقة بأننا سنعمل على الحفاظ على هذه العلاقة، النابعة من القلب والروح، وإبقاء شعلتها مضاءة».
كذلك، أصدر رئيس الحكومة سعد الحريري بيانا قال فيه: «غاب عن العالم اليوم رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا، وشخصية فذة لعبت أدواراً مميزة في قيادة أوروبا وترسيخ مكانتها في المعادلات الدولية». وأضاف «يرحل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بعد أن كتب تاريخاً حافلاً بالإنجازات تشهد عليها قضايانا العربية واللبنانية، وهو الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه المشروعة وأمسك بيد لبنان في أصعب الظروف وتقدم الصفوف دفاعاً عن حريته واستقلاله وسيادته».
وقال: «إذا كان اللبنانيون والعرب يشعرون اليوم بخسارة رجل ترك أثراً عميقاً في وجدانهم على مدى سنوات طويلة، فإنني من موقعي السياسي والعائلي أشعر بخسارة خاصة لصديق عزيز، شكل التوأم الروحي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والأخ الكبير لعائلتي التي عرفته داعماً ونصيراً وأباً ولبلدي الذي لن ينسى أياديه البيضاء في دعم لبنان والعمل على حمايته وتقدمه». وختم «باسمي الشخصي وباسم الحكومة اللبنانية أتقدم بأحر التعازي من عائلته ومن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يسير على خطاه في دعم لبنان، ومن الشعب الفرنسي الصديق الذي أحب جاك شيراك ومحضه ثقته لسنين طويلة».
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان له أن «لبنان والوطن العربي خسرا بوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق شخصية فرنسية وأوروبية وعالمية مهمة وقامة كبرى واستثنائية ولا سيما في زمن الانحسار الكبير في عدد العمالقة من القياديين الدوليين. وهو إلى جانب ذلك الدور الذي تميز به، فقد كان شخصية أوروبية صديقة وصدوقة قل أن تتكرر بالنسبة للعرب وتحديدا فيما خص دفاعه المستمر والقوي عن قضاياهم ومصالحهم الوطنية. كذلك في حرصه ودفاعه عن لبنان واستقلاله وسيادته وحرياته واستقراره الاقتصادي والمالي والنقدي وعن نظامه القائم على العيش المشترك بين اللبنانيين».
من جهته، قال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «يخسر لبنان بغياب الرئيس الفرنسي جاك شيراك صديقا وقف إلى جانبه في كل الظروف ودعمه في كل المحافل مدافعا عن سيادته واستقلاله ووحدة أبنائه».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.