مصر تنفي زيادة أسعار المحروقات ومترو الأنفاق

TT

مصر تنفي زيادة أسعار المحروقات ومترو الأنفاق

فندت الحكومة المصرية عدداً من الإشاعات التي ذاعت لدى الرأي العام على صفحات التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الماضية. وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، إنه في ضوء ما تردد من أنباء حول زيادة أسعار المنتجات البترولية في مصر، تواصل المركز مع وزارة البترول والثروة المعدنية التي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنه «لا صحة لتأثر أسعار المنتجات البترولية محلياً بتراجع إنتاج النفط عالمياً»، موضحة أن «السعر الرسمي المعلن من قبل الوزارة لأسعار المنتجات البترولية محلياً كما هو، ولم يطرأ عليه أي زيادات جراء التراجع في الإنتاج العالمي للبترول».
وأوضحت «البترول» أن «الدولة اتخذت الإجراءات التي تمكنها من الحد من تأثير ارتفاع الأسعار العالمية للنفط، والمتمثلة في إجراءات التحوط، التي تؤمن الموازنة العامة من مخاطر صعود الأسعار العالمية للنفط والمنتجات البترولية، بما يفوق تقديرات الموازنة العامة لمتوسطات هذه الأسعار خلال العام المالي الحالي، وأن المؤسسات المالية التي تم الاتفاق معها في إجراءات التحوط هي المسؤولة عن تعويض الحكومة عن أي زيادة بأسعار الكميات التي تشتريها، فوق تقديرات الموازنة».
ورفعت الحكومة المصرية في يوليو (تموز) الماضي، أسعار الوقود في البلاد للمرة الخامسة منذ عام 2014، وبنسب تتراوح بين 16 في المائة و30 في المائة في بعض المنتجات، في إطار خطة إصلاح اقتصادي شاملة، تتضمن تحرير سعر الوقود، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
في غضون ذلك، أكدت وزارة النقل، أمس، أنه «لا نية لزيادة أسعار التذاكر أو الاشتراكات على القطارات ومترو الأنفاق، خلال الوقت الراهن»، مضيفة أن «أسعار التذاكر كما هي، ولن تطرأ عليها أي زيادة، كما أن كافة الاشتراكات الخاصة بقطارات السكة الحديد، ومترو الأنفاق، لكل الفئات، من دون أي تغيير أو زيادة».
وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
في غضون ذلك، نفت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أمس، اعتزامها حذف غير المستحقين للسلع التموينية من منظومة الخبز، مؤكدة أنه «لا نية لحذف أي مواطن من منظومة الخبز»، موضحة أن «المحددات التي وضعتها الوزارة لحذف غير المستحقين، يتم على أثرها حذف الأشخاص من بطاقة السلع التموينية فقط، وليس من بطاقة الخبز».
وأشارت الوزارة إلى أنها «تعمل على توفير احتياجات 71 مليون مواطن يستفيدون من منظومة الخبز المدعم، و64 مليوناً و400 ألف مواطن يستفيدون من المقررات التموينية، وذلك بهدف توجيه الدعم للمستحقين الفعليين، وليس تقليل الفئة المستحقة».
كما نفت وزارة التموين أيضاً ما تردد بشأن وقف استقبال طلبات تظلم المحذوفين من بطاقات الدعم التمويني.
في حين أكد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، عدم فرض أي زيادة جديدة في أسعار الضريبة على الدخل بمشروع قانون الضريبة على الدخل الجديد، موضحاً أن «القانون الجديد لن يتضمن فرض أي زيادة جديدة؛ بل تم إعداده بدلاً من إجراء مزيد من التعديلات على القانون الحالي، وذلك بهدف إزالة غموض بعض المواد وتبسيط الإجراءات وميكنتها»، مضيفاً أن «قانون (الضريبة على الدخل) خضع لأكثر من تعديل، وتمت إضافة 40 في المائة من مواده إلى قانون الإجراءات الضريبية الموحد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.