«المركزي» التونسي يخفض توقعات النمو من 2.8 إلى 2.3 في المائة خلال 2014

تواصل مع استمرار تراجع الإنتاج الصناعي وتفاقم العجز التجاري

«المركزي» التونسي يخفض توقعات النمو من 2.8 إلى 2.3 في المائة خلال 2014
TT

«المركزي» التونسي يخفض توقعات النمو من 2.8 إلى 2.3 في المائة خلال 2014

«المركزي» التونسي يخفض توقعات النمو من 2.8 إلى 2.3 في المائة خلال 2014

أكد مجلس إدارة البنك المركزي التونسي أن «آخر التقديرات تشير إلى مراجعة نسبة النمو الاقتصادي المنتظرة لسنة 2014 نحو الانخفاض إلى ما بين 2.3 في المائة و2.4 في المائة مقابل 2.8 في المائة حسب التوقعات السابقة» متوقعا أن «تناهز نسبة النمو 3 في المائة في السنة المقبلة 2015».
كما أشار «المركزي» التونسي في بيان أصدره أمس الثلاثاء عقب الاجتماع الدوري لمجلس إدارته، إلى «تواصل انزلاق عجز الميزان الجاري (+34.8 في المائة) أي ما يمثل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2014 مقابل 5.3 في المائة خلال الفترة نفسها من سنة 2013»، وذلك بسبب «استمرار ارتفاع عجز الميزان التجاري (+22.7 في المائة إلى موفى أغسطس (آب) 2014 ليتجاوز 9.4 مليار دينار تونسي (نحو 5.5 مليار دولار أميركي) نتيجة تراجع الصادرات (-0.6 في المائة) وارتفاع الواردات (+6.2 في المائة)».
كما لاحظ المجلس وفق البيان نفسه «تواصل تعمق عجز ميزان الطاقة (زيادة بـ71 في المائة) الذي بلغ إلى حدود الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية نفس المستوى المسجل لكامل سنة 2013 ليساهم بذلك في توسع العجز التجاري الجملي بأكثر من 60 في المائة».
كما أشار البيان إلى «تواصل تقلص الإنتاج الصناعي خلال النصف الأول من السنة الحالية بسبب تراجع الصناعات غير المعملية خاصة قطاع الطاقة، مسجلا من جهة أخرى مؤشرات إيجابية بالنسبة للقطاع الفلاحي مع بوادر واعدة لموسم زيت الزيتون بعد الأداء الجيد على مستوى موسم الحبوب (زيادة المحصول بـ80 في المائة)، وذلك بالتوازي مع تحسن مداخيل القطاع السياحي خلال شهري أوت (أغسطس) وسبتمبر».
وشدد المجلس في بيانه على «جدية المخاطر التي تهدد التوازنات المالية خاصة على مستوى القطاع الخارجي من خلال التدهور المتزايد للعجز التجاري خاصة في ظل تقلص نسق الصادرات الذي قد يحتد خلال الأشهر المقبلة بالعلاقة مع احتمال تعطل الانتعاشة في منطقة الأورو، الأمر الذي يبرز الحاجة الملحة إلى التسريع في وضع الإجراءات العملية الهادفة إلى ترشيد الواردات».
وبالنسبة لمسار التضخم، سجل المجلس «بعض التحسن في تطور الأسعار، في شهر أغسطس (آب) 2014، حيث بلغت نسبة التضخم 5.8 في المائة بحساب الانزلاق السنوي مقابل 6 في المائة في الشهر السابق، وذلك بالعلاقة مع انخفاض النسق الذي عرفته أسعار المواد المعملية والمواد الغذائية، والذي مكن من الحد من أثر تسارع أسعار الخدمات»، مضيفا أن المسار نفسه «شمل التضخم الأساسي (فيما عدا أسعار المواد المؤطرة والطازجة) الذي تراجع إلى حدود 5.8 في المائة مقابل 6.2 في المائة في شهر يوليو (تموز).
من جهة أخرى أشار «المركزي» التونسي إلى أن تعبئة تمويلات خارجية مهمة «مكنت من الحفاظ على مستوى مريح للموجودات الصافية من العملة الأجنبية، التي بلغت ما يعادل 110 أيام من التوريد بتاريخ 26 سبتمبر (أيلول) 2014، مقابل 103 أيام في نفس التاريخ من سنة 2013».
وعلى مستوى التطورات النقدية، لاحظ المجلس «استمرار تراجع حاجيات البنوك من السيولة خلال شهر سبتمبر وللشهر الثالث على التوالي، مما أدى إلى انخفاض تدخل البنك المركزي لضخ السيولة» مضيفا أن «نسبة الفائدة الوسطية سجلت في السوق النقدية شبه استقرار في مستوى 4.93 في المائة، خلال الفترة نفسها مقابل 4.94 في المائة قبل شهر». وقرر المركزي التونسي «الإبقاء على نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزي دون تغيير».
وفي ما يتعلق بسعر الصرف، سجل المجلس «تحسن قيمة الدينار إزاء الأورو خلال شهر سبتمبر، بنحو 0.5 في المائة مقبل تراجع بـ3.1 في المائة مقابل الدولار الأميركي»، مبينا أنه «بالمقارنة مع بداية السنة الحالية، سجل سعر صرف الدينار تراجعا بـ0.7 في المائة أمام الأورو، و8.2 في المائة إزاء الدولار الأميركي».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).