تحويل «تحدي القراءة العربي» إلى برنامج تلفزيوني

الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد: لدينا مخزون من الإدراك يتشكل ويُبنى

سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية
سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية
TT

تحويل «تحدي القراءة العربي» إلى برنامج تلفزيوني

سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية
سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية

قال سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن فكرة تحويل «تحدي القراءة العربي» إلى برنامج تلفزيوني، جاءت بهدف نقل كواليس وخفايا التحدي لجميع أنحاء الوطن العربي، مشيراً إلى أن الإقبال كان مدهشاً من قبل ملايين الفتيان والفتيات في الوطن العربي على الكتاب.
وقال العطر إن «تحدي القراءة العربي» الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2015، استطاع أن يبرز قصصاً ملهمة، أحيت الأمل بأن الغد العربي ليس محكوماً بالفشل أو التردي والتراجع. وأضاف: «كشف أن لدينا مخزوناً من وعي يَتشكّل ويُبنى ويُصاغ معرفياً وثقافياً وإنسانياً».
وتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن في هذه الدورة، أراد المنظمون أن يشارك العالم العربي جانباً من الرحلة الطويلة، الشاقة والممتعة بحسب وصفه، والتي يقطعها أبطال «تحدي القراءة العربي» على مدار العام، من خلال برنامج تلفزيوني تثقيفي وترفيهي في الوقت نفسه، يتسنى خلاله لملايين الناس في مختلف أنحاء الوطن العربي مشاهدة شباب بعمر الورد، يفاجئون المتابعين بفصاحة اللسان وسعة الإدراك، مستعرضين قدراتهم التعبيرية والفكرية التي هي نتاج قراءاتهم المتنوعة.
وبيَّن أن «على مدى ثمانية أسابيع، سيعيش الناس أجواء تحدٍ غير مسبوق من نوعه، وهم يتابعون أداء أبطال (تحدي القراءة العربي) الـ16، المتوجين أوائل في دولهم، يخوضون منافسة معرفية محتدمة، من خلال مجموعة من الاختبارات والتحديات، التي تم تصميمها وفق معايير خاصة، تأخذ في الاعتبار حصيلتهم المعرفية بموازاة الجانب الشخصي والسلوكي التفاعلي لديهم، في حين يستعدّ أبطالنا لهذه الاختبارات قبل مواجهة لجنة التحكيم الخاصة، بمساعدة موجهين ومرشدين يرافقونهم طيلة مراحل التحدي».
وحول برنامج «تحدي القراءة العربي» الذي ينطلق يوم غد الجمعة، وتحوله إلى ما يعرف بـ«تلفزيون الواقع»، مثل «ذا فويس» و«أرابز غوت تالنت»، قال العطر: «نسعى إلى صناعة نجوم من أبطال (تحدي القراءة العربي)، هم يستحقّون أن نحتفي بهم، وأن نعرِّف العالم بهم، لقد اعتاد الجمهور العربي على الاحتفاء بالمواهب الشابة، من خريجي البرامج الفنية والغنائية؛ بل عشنا مظاهر احتفالية لافتة في شوارع وطننا العربي بسبب فوز موهبة فنية لافتة، وهذه ظاهرة حضارية طبعاً؛ لأن الفن دعامة ثقافية لا غنى عنها في أي منظومة ثقافية وإنسانية».
وعن تتويج بطل «تحدي القراءة العربي» في البرنامج، أوضح العطر: «البرنامج سيشهد تصفيات مرحلية، يغادرنا خلالها عدد من الأبطال، بعد منافسة قوية، لا مكان فيها إلا للأكثر تميزاً؛ بحيث يصل التصفية النهائية خمسة أبطال، قبل أن يتم تتويج بطل تحدي القراءة منهم على مستوى الوطن العربي، في حلقة استثنائية يتابع خلالها ملايين العرب حفل تتويج بطل العرب في القراءة، عبر قناة (إم بي سي)».
وشدد العطر على أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما أطلق في عام 2015 «تحدي القراءة العربي» تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كان مدفوعاً برؤية، مفادها أن استئناف الحضارة شرطه الأول والأخير المعرفة، وأن بناء جيل مثقف وواعٍ بقضايا أمته لا يمكن أن يتم إلا من خلال المعرفة والثقافة الأصيلة.
وتابع: «جاء (تحدي القراءة العربي) ليشكل تحدياً حقيقياً، وكيف يمكن أن نصمم مبادرة تجتذب شباباً في زمن الإنترنت والأجهزة الذكية؛ بل في عصر باتت فيه الكتابة سلعة قديمة، ليس هذا فحسب؛ بل إن الشيخ محمد كما عودنا دائماً رفع السقف عالياً، إذ اقترحنا عليه في البداية أن يكون العدد المستهدف للطلبة المشاركين في الدورة الأولى من المبادرة 100 ألف؛ لكنه أصر على أن يكون الرقم المستهدف مليون طالب وطالبة».
ولفت الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «في النهاية، استقطبت الدورة الأولى أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة، على نحو فاق توقعات الجميع. وحتى اليوم شارك أكثر من 33 مليون قارئ، من أبناء أمتنا العربية، في التحدي المعرفي الأرقى من نوعه، ليسهموا في خلق حراك ها هو يتقدم إلى الأمام، ولا مجال أبداً للتوقف أو التراجع».



بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)
احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)
TT

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)
احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)

يهتزّ منزل بيونسيه على وقع الفضيحة التي تلاحق زوجها جاي زي. هو متهمٌ من قِبَل سيّدة باعتداءٍ مشتركٍ عليها، تورّطَ فيه وزميله شون ديدي عام 2000.

لكن رغم الرياح التي تعصف بالبيت الزوجيّ، وهي ليست الأولى في العلاقة المستمرة منذ 27 عاماً، فإنّ الفنانة الأميركية حرصت على الظهور مبتسمةً إلى جانب زوجها قبل أيام، وذلك في العرض الأول لفيلم «Mufasa - Lion King». جاءت الابتسامة العريضة على شرف ابنتهما بلو آيفي، التي تخوض تجربتها السينمائية الأولى.

بيونسيه تتوسّط زوجها جاي زي وابنتها بلو آيفي في العرض الأول لفيلم «موفاسا» (إ.ب.أ)

النجمة رقم 35 على قائمة «فوربس»

واجهت بيونسيه تحدياتٍ كثيرة في كلٍ من حياتها الخاصة ومسيرتها المهنية، وقد لعب ذلك دوراً في تكوين شخصيةٍ صلبة لديها. لم يأتِ اختيارُها من بين أقوى 100 امرأة لعام 2024 عبَثاً من قِبَل مجلّة «فوربس»، وهي ليست المرة الأولى التي تخترق فيها المغنية البالغة 43 عاماً، قوائمَ تتصدّرها رئيسات جمهورية ورائدات أعمال.

احتلّت بيونسيه المرتبة الـ35 في قائمة «فوربس» السنوية، التي تصدّرتها رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تليها كلٌ من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ورئيسة إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم. أما من بين زميلاتها المغنّيات فقد سبقتها تايلور سويفت إلى المرتبة 23، فيما حلّت ريهانا في المرتبة الـ76.

800 مليون دولار و32 «غرامي»

تختار فوربس نجمات قائمتها بناءً على 4 معايير، هي الثروة، والحضور الإعلامي، والتأثير الاجتماعي، ومجالات السلطة. وتبدو بيونسيه مطابقة للمواصفات كلّها، بما أنّ ثروتها تخطّت الـ800 مليون دولار، وهي في طليعة الفنانات ذات الأثر السياسي والثقافي والاجتماعي.

إلى جانب كونها إحدى أكثر المشاهير ثراءً، تُوّجت بيونسيه بأكبر عدد من جوائز «غرامي» محطّمةً الرقم القياسي بحصولها على 32 منها خلال مسيرتها. وهي لم تكتفِ بلقب فنانة، بل إنها رائدة أعمال أطلقت شركاتها وعلاماتها التجارية الخاصة على مرّ السنوات. تذكر «فوربس» أن مصدر ثروتها الأساسي هو الموسيقى، إلى جانب مبادراتها الفرديّة، وتلفت إلى أنّ بيونسيه صنعت نفسها بنفسها، مع العلم بأنها لم تتابع أي اختصاص جامعيّ، بل تركت المدرسة قبل التخرّج فيها.

حطّمت بيونسيه الرقم القياسي بحصولها على 32 جائزة «غرامي» حتى عام 2023 (أ.ب)

طفلة القدَر

جاء العِلمُ في حياة بيونسيه على هيئة والدةٍ بدأت مصفّفةَ شَعر ثم فتحت صالونها الخاص، وعلى هيئة والدٍ كان يعمل مدير مبيعات في إحدى الشركات، قبل أن يصبح مدير أعمال ابنته. منهما تلمّست المنطق التجاري.

أما فنياً، فقد لمع نجمُها للمرة الأولى في مسابقةٍ مدرسيّة، عندما غنّت وهي في السابعة لتتفوّق على مَن هم في الـ15 والـ16 من العمر. فما كان من والدها سوى أن يترك وظيفته ويتفرّغ لإدارة أعمالها والفريق الغنائي الذي انضمّت إليه في الثامنة من عمرها، والمكوَّن من فتياتٍ صغيرات. تحوّل الفريق ذاتُه عام 1996 إلى «Destiny’s Child» (طفل القدَر)، لتنطلق معه رحلة بيونسيه نحو العالميّة.

فريق Destiny’s Child الذي انطلقت منه بيونسيه عام 1996 (فيسبوك)

صنعت الليموناضة

بعد انفصال الفريق، لم تتأخر بيونسيه في استئناف رحلتها الفنية منفردةً، فخاضت التمثيل والغناء. إلا أن تلك الرحلة لم تكن اعتياديّة، إذ سرعان ما ارتفعت أسهُمُها وبدأت تُراكِم الإصدارات، والحفلات، والجولات العالمية، والأدوار السينمائية، والجوائز، والألقاب.

لم يحصل ذلك بالصُدفة، بل بكثيرٍ من المثابرة. عندما طُلب منها مرةً أن تفسّر نجاحها غير المسبوق، أجابت بيونسيه: «صحيحٌ أنني مُنحت الليمون، لكنّي صنعت الليموناضة». يُنقل عمّن يواكبون تحضيراتها من كثب، أنها تُشرف على كل تفصيلٍ متعلّقٍ بألبوماتها وحفلاتها، هذا إلى جانب انخراطها المباشر في عمليّة التأليف والتصميم. تشهد على ذلك جولتها العالمية الأخيرة Renaissance والتي تحوّلت إلى ظاهرة اقتصادية.

هذا فنياً، أما نفسياً فلم يكن صعود بيونسيه الصاروخيّ مهمة سهلة. كان عليها مصارعة خجلها وشخصيتها الانطوائيّة لسنوات عدة، لكنها استلهمت تجارب نجماتٍ سبقنها. تقول إنها تأثرت بمادونا، ليس كأيقونة موسيقية فحسب، بل كسيّدة أعمال كذلك؛ «أردت أن أسير على خطاها وأن أبني إمبراطوريتي الخاصة».

تذكر بيونسيه مادونا من بين السيّدات اللواتي ألهمنها (فيسبوك)

صوت المرأة

لا تخترق بيونسيه عبثاً قوائم تضمّ أفضل رئيسات مجالس الإدارة، ومديرات الشركات الناجحة، فهي أثبتت أنها سيدة أعمال متفوّقة. أسست شركة الإنتاج الخاصة بها عام 2010 تحت اسم Parkwood Entertainment، وهي تقدّم مروحة واسعة من الخدمات في قطاع الترفيه؛ من إنتاج الأفلام، والموسيقى، والبرامج التلفزيونية، وصولاً إلى إدارة أعمال الفنانين، والتسويق، والتصميم الإلكتروني.

وفي عام 2024، أطلقت مستحضر Cecred للعناية بالشَعر، في تحيّةٍ إلى والدتها الحلّاقة، وفي استكمالٍ لمشاريعها التجاريّة.

بيونسيه ووالدتها تينا نولز (رويترز)

وظّفت بيونسيه نفوذها الفني والمالي في خدمة قضايا اجتماعية وإنسانية تؤمن بها. منذ أولى سنوات انطلاقتها الموسيقية، ناصرت قضايا النساء من خلال كلمات أغاني Destiny’s Child وأغانيها الخاصة لاحقاً. عام 2011، تحوّلت أغنية «Who Run The World? Girls» (مَن يحكم العالم؟ الفتيات) إلى نشيدٍ تردّده النساء حول العالم.

إلّا أنّ الأمر لم يقتصر على الكلام والألحان، بل امتدّ إلى الأفعال. عبر مؤسستها الخيريّة Bey GOOD، تدعم بيونسيه تعليم الفتيات من خلال تأمين الأقساط المدرسية لهنّ. وعبر تلك المؤسسة وحضورها على المنابر العالمية، تحمل بيونسيه لواء المساواة بين الجنسَين.

تحمل بيونسيه قضية تمكين المرأة من خلال أغانيها وأنشطتها الاجتماعية (فيسبوك)

تهمةٌ تهزّ عرش «الملكة بي»؟

تُعَدّ بيونسيه اليوم من أجمل سيّدات العالم، إلّا أنّ ثقتها بنفسها لم تكن دائماً في أفضل حال. في الـ19 من عمرها كانت تعاني من الوزن الزائد وتتعرّض للانتقادات بسبب ذلك. أثّر الأمر سلباً عليها إلى أن استفاقت يوماً وقررت ألّا تشعر بالأسف على نفسها: «كتبتُ Bootylicious وكانت تلك البداية لتحويل كل ما منحتني إياه الحياة، إلى وسيلةٍ أمكّن من خلالها نساءً أخريات».

انسحبَ أثر بيونسيه الاجتماعي على السياسة، فهي تشكّل صوتاً وازناً في المشهد الرئاسي الأميركي. ساندت باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، كما تجنّدت إلى جانب كامالا هاريس في معركتها الرئاسية الأخيرة، مقدّمةً لها إحدى أغانيها كنشيدٍ رسمي للحملة.

بيونسيه في أحد تجمّعات كامالا هاريس الرئاسية (رويترز)

تشكّل مسيرة بيونسيه الفنية والمهنية بشكلٍ عام موضوع دراسة في عددٍ من الجامعات الأميركية. لكنّ الأمجاد لا تلغي التحديات، فهي تقف اليوم إلى جانب زوجٍ متهمٍ باعتداءٍ على امرأة. وإذا صحّت التهمة، فإنّها تقف بالتالي إلى جانب ما يناقض القضايا التي تبنّتها طوال مسيرتها الحافلة.