The Last Black Man in San Francisco
• إخراج: جو تالبوت
• تقييم: (جيد)
يعود العنوان لما يشعر به بطل الفيلم جيمي (جيمي فيلز Fails) حيال مختلف أوجه الحياة في مدينة ذات تراث ثقافي واجتماعي عريق تكاد الحياة العصرية أن تبتلعه ثم تلفظه. هذا من دون أن يدخل الفيلم منطقة الحوارات حول ما يوحي به أو يعرضه. لا يريد أن يجادل في نقاطه بل الإيحاء بها في معالجة مدروسة تصيب أكثر مما تتعرض للإصابة.
الشاب الأفرو - أميركي جيمي ينتمي إلى مدينة سان فرانسيسكو كما انتمى إليها أبوه وجدّه. يبدأ الفيلم وبصديقه مونتغمري (جوناثان ماجورز) يستمعان إلى خطيب أسود يحاول لفت انتباه المستمعين العابرين بالمخاطر التي تحدق بالمدينة. ينتقل في حديثه من مخاطر البيئة إلى الهدم والبناء العشوائيين، ومن حاضرها الملبد إلى تاريخها المجيد. ينظر جيمي إلى صديقه ويسأله إذا ما كان هذا المتكلم يتمرن على خطابه في منزله قبل أن يلقيه. السؤال ليس ساخراً بل موحياً، خصوصاً أنه ترداد لحياة جيمي الموزّعة بين العمل ممرضاً يداوي الآخرين وبين كونه مريضاً اجتماعياً ليس هناك من يداويه.
البيت الكبير الذي يمر به وصديقه كان من تصميم جده. لا أحد يعرف هذه الحقيقة. العائلة التي تسكن فيه عائلة بيضاء. ذات يوم تعود فتجد جيمي يدهن بعض جدران المنزل من الخارج. بالنسبة إليها يتعدّى على ملكها من دون إذن. بالنسبة إليه يحاول الحفاظ على رونقه ومنح المنزل تجدداً. لكن بعد حين يؤول المنزل إليه، ليس قانوناً، بل بسبب خلاف بين تلك العائلة وأسرة الزوجة ووصول الخلاف إلى المحاكم (مرحلة لا نراها) ما يجعل من المحتم على العائلة تركه فارغاً.
انتقال جيمي إليه من نوع «التشبيح». لا ينتظر موافقة جهة ما ولا حتى تبريراً أخلاقياً، بل مجرد رغبة في إعلان وجود صلة بين الأفرو - أميركي الذي كان يعيش في سيارته حتى لا ينام في الأزقة وبين تاريخه كون المنزل آل إلى جده أساساً.
في طيات ذلك، لا يسير الفيلم قدماً في حكايته. هو أقرب إلى تداعيات أفكار تصيب هنا وتخطئ هناك. هناك مشاهد دخيلة تبدو كما لو لم تتم برمجتها، لكنها تنجح ولا تميد بالعمل. لكن هناك نتاجاً فوضوياً في الوقت ذاته ونصف ساعة من منتصف الفيلم يتقدم الفيلم فيها صوب فراغ.