رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت العقوبات بقيت قائمة على بلاده، مؤكداً أنه غير مهتم بـ«صورة تذكارية» مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفيما بدت أنها محاولة لشق صف المجتمع الدولي، رأى أن موقف الحكومة الأميركية من الاتفاق النووي «لا ينتهك فقط أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231، بل يشكّل أيضاً خرقاً لسيادة كل دول العالم واستقلالها السياسي والاقتصادي».
وفي خطاب ألقاه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم الثاني من الاجتماعات الرفيعة لدورتها السنوية الرابعة والسبعين، قال روحاني: «لا يمكننا أن نصدق دعوة الأشخاص إلى المفاوضات من الذين قاموا بتطبيق أقسى العقوبات في التاريخ ضد كرامة دولتنا وازدهارها»، متسائلاً: «كيف يمكن لأي شخص أن يصدق عندما يرحب المسؤولون الحكوميون الأميركيون بالقتل الصامت لأمة عظيمة، والضغط على حياة 83 مليون إيراني، خصوصاً النساء والأطفال؟». وأضاف أن «الأمة الإيرانية لن تنسى ولن تتسامح أبداً مع هذه الجرائم ومع هؤلاء المجرمين». ورأى أن «الشرق الأوسط يحترق في نيران الحرب وسفك الدماء والعدوان والاحتلال والتعصب الطائفي والتطرف الديني»، مشيراً إلى «الناس المقموعين في فلسطين» باعتبارهم «الضحية الكبرى» بسبب «التمييز والاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني».
وبعد أيام من الجهود الدبلوماسية المحمومة على أرفع المستويات في ظل ضغوط لا سابق لها على النظام الإيراني من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة وخصوصاً بعد استهداف منشآت «أرامكو» النفطية وإمدادات النفط العالمية، قال روحاني: «أود أن أعلن أن ردّنا على أي تفاوض تحت العقوبات سيكون سلبياً». وأضاف: «الصور التذكارية هي المرحلة الأخيرة من المفاوضات وليست المرحلة الأولى».
وشكك في إخلاص الولايات المتحدة للتفاوض، مشيراً إلى تفاخر مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترمب بالأضرار التي لحقت بإيران جراء العقوبات.
ورأى أن موقف الحكومة الأميركية من الاتفاق النووي «لا ينتهك فقط أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231، بل إنه يشكل أيضاً خرقاً لسيادة كل دول العالم واستقلالها السياسي والاقتصادي». وأضاف: «نيابةً عن بلدي وشعبي، أود أن أعلن أن ردنا على أي مفاوضات تحت العقوبات هو سلبي»، شارحاً كيف «ظلت الحكومة والشعب الإيراني صامدين في وجه أقسى العقوبات (...) لن تتفاوض (إيران) مع العدو الذي يسعى إلى استسلامها بسلاح الفقر والضغط والعقاب». ووجه كلامه إلى الرئيس ترمب قائلاً: «إذا كنت بحاجة إلى رد إيجابي (...) فإن الطريق الوحيد لبدء المحادثات هو العودة إلى الالتزامات والامتثال». وأضاف: «إذا كنت متحسساً من اسم خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)، حسناً، فيمكنك العودة إلى إطاره والتقيد بقرار مجلس الأمن رقم 2231».
وشدد على أنه «إذا كنت راضياً بالحد الأدنى، فسنرضى أيضاً بالحد الأدنى (...) إذا كنت تحتاج إلى المزيد، يجب عليك أن تدفع أيضاً أكثر.
إذا كان لديك طلب واحد فقط من إيران، وهو عدم إنتاج الأسلحة النووية وعدم استخدامها، فإنه يمكن تحقيق ذلك بسهولة في إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والأهم من ذلك، فتوى الزعيم الإيراني»، في إشارة إلى فتوى إيرانية تحرّم السلاح النووي.
ودعا إلى الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار والتقدم في منطقة الخليج ومضيق هرمز بإنشاء «تحالف الأمل، بمعنى هرمز للسلام»، موضحاً أن الهدف منه «هو تعزيز السلام والاستقرار والتقدم والرفاهية لجميع سكان منطقة مضيق هرمز وتعزيز التفاهم المتبادل والسلمي وإقامة علاقات ودية بينهم».
وأضاف: «تشمل هذه المبادرة أماكن مختلفة للتعاون مثل الإمداد الجماعي للطاقة والأمن وحرية الملاحة والنقل الحر للنفط وغيرها من الموارد من وإلى مضيق هرمز وبعده»، على أن يستند ذلك «إلى مبادئ مهمة مثل الامتثال لأهداف ومبادئ الأمم المتحدة والاحترام المتبادل والمساواة والحوار والتفاهم، فيما يتعلق بالسلامة الإقليمية والسيادة وحرمة الحدود الدولية والتسوية السلمية لكل الاختلافات، والأهم من ذلك مبدآن أساسيان: عدم الاعتداء، وعدم تدخل بعضنا في الشؤون الداخلية لبعض».
روحاني يشترط رفع العقوبات قبل التفاوض مع ترمب
قال إنه غير مهتم بـ«صورة تذكارية» وهاجم موقف واشنطن من الاتفاق النووي
روحاني يشترط رفع العقوبات قبل التفاوض مع ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة