فتوى قانونية تنهي معضلة تعيين رئيس القضاء والنائب العام السودانيين

الحكام العسكريون يطلبون إنهاء تكليفهم ومجلس السيادة يجتمع في نيالا

أعضاء مجلس السيادة السوداني سيجتمعون في نيالا بدارفور اليوم (أ.ف.ب)
أعضاء مجلس السيادة السوداني سيجتمعون في نيالا بدارفور اليوم (أ.ف.ب)
TT

فتوى قانونية تنهي معضلة تعيين رئيس القضاء والنائب العام السودانيين

أعضاء مجلس السيادة السوداني سيجتمعون في نيالا بدارفور اليوم (أ.ف.ب)
أعضاء مجلس السيادة السوداني سيجتمعون في نيالا بدارفور اليوم (أ.ف.ب)

يبحث مجلس السيادة السوداني «معضلة» تعيين رئيس للقضاء ونائب عام، في اجتماعه الاثنين المقبل، وذلك بعد وصول فتوى من النائب العام بشأن صلاحيته في تعيين شاغلي المنصبين المهمين لتحقيق العدالة ومحاسبة رموز النظام المعزول، في الوقت ذاته أبدى فيه ولاة «حكام» الولايات العسكريون زهدهم في مناصبهم، واستعدادهم للتخلي عنها لحكام مدنيين، وينتظر أن يعقد مجلس السيادة أول اجتماع له خارج القصر الرئاسي اليوم بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور.
وأعطت الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية، سلطة انتخاب رئيس القضاء والنائب العام للمجالس المهنية «مجلس القضاة ومجلس النائب».
ولمواجهة هذه المعضلة الدستورية، استصدر مجلس السيادة فتوى من وزير العدل، تتعلق بصلاحيته في تعديل الوثيقة الدستورية، استنادا إلى أيلولة سلطات المجلس التشريعي لمجلس السيادة ومجلس الوزراء مجتمعين قبل تشكيله.
وقال عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن نص الفتوى التي تبيح أو تمنع مجلس السيادة وصلت لـ«القصر الرئاسي»، بيد أنهم لم يطلعوا عليها بعد.
وأوضح الكباشي أن فتوى وزير العدل سيتم نقاشها في اجتماع مجلس السيادة الاثنين المقبل، وحال إفتائه بحق مجلس السيادة بتعديل الوثيقة، ومنحه سلطة تعيين رئيس القضاء والنائب العام، سيشرع المجلس في نظر ترشيحات قوى إعلان الحرية والتغيير للمنصبين، وفق السياقات المتبعة في تعيين الشخصيات الدستورية المهمة، وبعد التوافق عليهما سيصدر قراره باعتماد التعيين.
وكان وزير العدل نصر الدين عبد الباري، قد قال لموكب شعبي يطالب بتسريع تعيين رئيس القضاء والنائب العام تم تسييره لوزارته الخميس الماضي، إن مجلس السيادة طلب منه فتوى بشأن تعيينهما قبل اكتمال تعيين السلطة الانتقالية، وإنه أفتى بأن مجلس السيادة يملك سلطة تعيين رئيس القضاء والنائب العام، وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية.
وتطالب قوى إعلان الحرية والتغيير والمواطنون بإقالة كل من رئيس القضاء والنائب العام الحاليين، باعتبارهما امتداداً للنظام المباد، وأن مجلس القضاء العالي ومجلس النائب العام يسيطر عليهما قادة النظام المعزول بما يصعب من محاسبتهم، وبالتالي تصبح قضية إقالة وتعيين الشخصين المهمين واحدة من المطالب الثورية.
وتداولت تقارير صحافية تصريحات للقيادي بالحرية والتغيير بابكر فيصل، بأن التحالف الذي يشارك في قيادته، توافق على أسماء المرشحين لمنصبي رئيس القضاء والنائب العام، وأن الأسبوع المقبل سيشهد اعتماد تعيينهم من قبل مجلس السيادة.
ونقل «المركز السوداني للخدمات الصحافية» عن فيصل، قوله إن لجنة الترشيحات في قوى الحرية والتغيير، ستقدم مرشحا واحدا لكل منصب بعد أن توافقت على المرشحين وفقاً للكفاءة ليعتمدها «المجلس المركزي» للتحالف المزمع عقده قريباً، قبل رفعها للمجلس السيادي لاعتمادها.
من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن ولاة «حكام» الولايات المكلفين من العسكريين عقدوا اجتماعاً مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان أمس، وذلك بعد ساعات من اجتماعهم مع وزير الحكم الاتحادي يوسف آدم الضي.
وعين المجلس العسكري الانتقالي المنحل حكاماً عسكريين لولايات السودان الثمانية عشرة، بيد أن الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية نصت على حكام مدنيين للولايات يعينهم رئيس الوزراء، لكن اتفاقاً بين مجلس السيادة والحركات المسلحة توصل لتأجيل تسمية ولاة الولايات المدنيين وتشكيل مجلس السيادة لحين توقيع اتفاقية سلام، وهو ما قد يدفع قوى إعلان الحرية والتغيير لتعيين ولاة مدنيين مكلفين.
وأبدى الولاة العسكريون المكلفون عدم رغبتهم في الاستمرار حكاما مكلفين، ورأوا أن وجودهم يعبر عن خلل دستوري، وأن الأوان قد آن لتكليف ولاة مدنيين، وأن استمرارهم يؤثر على وضعهم العسكري بسبب طول فترة التكليف.
وفي السياق، يعقد مجلس السيادة بكامل عضويته أول اجتماع له خارج القصر الرئاسي بمدينة «نيالا» حاضرة ولاية جنوب دارفور غرب البلاد، وذلك للوقوف ميدانيا على الأوضاع الأمنية التي ترتبت على الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخبز والوقود. وينتقل مجلس السيادة بكامل عضويته من مدنيين وعسكريين إلى مدينة نيالا اليوم، ليعقد اجتماعه برئاسة رئيسه عبد الفتاح البرهان، ويناقش خلاله الأوضاع في الولايات وسماع تقارير لجنة أمن الولاية بشأن الأحداث والاحتجاجات التي ظلت تشهدها طوال الأسبوع الحالي، ضمن خططه للوقوف ميدانيا على قضايا ولايات البلاد.
وظلت مدنية نيالا مسرحا لاحتجاجات شعبية وطلابية منذ بداية هذا الأسبوع، بسبب أزمة الخبز والوقود، ويطالب المحتجون بإقالة والي الولاية وتعيين وال جديد، والتحقيق في استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع، وإطلاق الرصاص؛ ما أدى لإصابة زهاء 20 محتجاً سلمياً.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.