العمل مستمر على إنشاء «جيش الجنوب» لمجابهة النفوذ الإيراني

بالتزامن مع تصاعد الهجمات ضد قوات النظام وحلفائها في درعا

TT

العمل مستمر على إنشاء «جيش الجنوب» لمجابهة النفوذ الإيراني

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن المباحثات لا تزال قائمة بين دول إقليمية وقيادات من فصائل المعارضة في الجنوب السوري ممن غادروا نحو الأردن بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على درعا؛ وذلك بغية التوصل إلى صيغة متفق عليها بما يخص الهيكل العسكري المرتقب الإعلان عنه خلال وقت قريب، تحت مسمى «جيش الجنوب».
وأضاف أنه سيتم دعم الجيش عسكرياً ولوجيستياً من قِبل دول إقليمية، وستكون مهمته الرئيسية محاربة الوجود الإيراني في الجنوب السوري والحد من نفوذه بعد أن بات الأخير يتسيد المنطقة عبر عمليات تشييع وتجنيد لمئات الرجال والشبان، في الوقت الذي تشهد محافظة درعا تصاعداً في عمليات الاغتيالات والاستهدافات ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وكان «المرصد» نشر في بداية الشهر الحالي، أن اجتماعات تجري بشكل يومي بين قيادات من فصائل المعارضة ممن غادروا درعا نحو الأردن بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على الجنوب السوري. وأضافت المصادر، أن فحوى الاجتماعات هذه هو العمل بغية تشكيل هيكل عسكري جديد تحت مسمى «جيش الجنوب» ومهمته محاربة التواجد الإيراني في الجنوب السوري بدعم من غرفة الموك، إلا أن الأمر لم يتعدَ الدراسة بعد، حيث يتم إجراء مشاورات واجتماعات على أن تتحول إلى أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.
ولا يزال الفلتان الأمني يتصدر المشهد اليومي في محافظة درعا من أحداث قتل وتفجيرات واغتيالات، وفي سياق ذلك انفجرت عبوة ناسفة في درعا البلد أمام أحد المنازل، أسفرت عن أضرار مادية دون تسجيل إصابات. ولا تزال الاستهدافات متواصلة ومتصاعدة بشكل كبير ضد عناصر من قوات النظام السوري ومتعاونين معها في محافظة درعا بالجنوب السوري.
وفي السياق، قال «المرصد»، إن مسلحين عمدوا لاغتيال أحد المتعاونين مع أفرع النظام الأمنية، وذلك من خلال إطلاق النار عليه في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي؛ مما أدى إلى مقتله على الفور. وبذلك يرتفع إلى أكثر من 112 عدد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب متعددة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة خلال الفترة الممتدة منذ شهر يونيو الماضي، وحتى يومنا.
ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية يرتفع إلى 71 عدد الذين استشهدوا وقتلوا خلال الفترة ذاتها، وهم 8 مدنيين بينهم مواطنتان اثنتان وطفل، و35 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن ومؤسسات النظام، و14 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات» وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية من ضمنهم قادة سابقون، و9 من الميليشيات السورية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 5 من ما يعرف بالفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.