تركيا: إصابة 5 أشخاص بينهم شرطي في هجوم على حافلة

نتيجة انفجار نفذته جهة مجهولة في أضنة

TT

تركيا: إصابة 5 أشخاص بينهم شرطي في هجوم على حافلة

أصيب 5 أشخاص بجروح عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق، لدى مرور حافلة تقل مجموعة من أفراد الشرطة في ولاية أضنة، جنوبي تركيا.
وقال والي أضنة، محمود دميرطاش، إن الانفجار نجم عن عبوة يدوية الصنع أو عن قنبلة من نوع آخر، وإن أحد الجرحى شرطي، لكن الإصابات ليست خطيرة. وأضاف أن الجرحى الأربعة الآخرين كانوا من المارة. وتابع أن حالة الجرحى جيدة، وأنه تم نقل المواطنين إلى المستشفى كإجراء احترازي، مؤكداً: «لا إصابات خطرة بين شرطيّينا».
وأظهرت مشاهد بثّتها وسائل الإعلام التركية الحافلة المتضررة تحت جسر للمشاة، ولم تحمل السلطات المسؤولية عن الانفجار لأي جهة حتى مساء أمس. وشهدت تركيا سلسلة من الهجمات في عامي 2015 و2016 أودت بحياة المئات، وألقيت بالمسؤولية عن بعض منها على تنظيم «داعش» الإرهابي وحزب العمال الكردستاني المحظور.
وينشط تنظيم «داعش» في أضنة، وكشفت تقارير مؤخراً عن أن خلية حدودية أقامها تنظيم «داعش» في أضنة تواصل عملها بحرية، وتُجنّد مزيداً من العناصر مع فشل النظام القضائي في قمعها. وأشارت التقارير إلى أن الخلية أُنشئت في حي «يشيل باول» في أضنة، ويتزعمها حسن تشفتشي، الذي كان يعمل في مقهى للإنترنت، وأن الداعم والممول الرئيس له هو محمود أوزدن، وهو رجل يعمل بمواد البناء، ويعرف أيضاً باسم أحد أمراء «داعش» في أضنة، جنباً إلى جنب مع علي شيفرون، وهو شخصية قيادية أخرى في تنظيم «داعش».
وقام الثلاثي بتجنيد المسلحين وإرسالهم إلى سوريا للقتال، بينما يساعدون مقاتلي التنظيم الإرهابي على تلقي العلاج في المستشفيات التركية. وقُتل أكثر من 300 شخص في هجمات نفذها تنظيم «داعش» الإرهابي في تركيا، على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ حيث استهدف التنظيم المدنيين بعمليات انتحارية وتفجيرات، وانخرطت قوات الأمن التركية في حملة أمنية طويلة مستمرة حتى الآن لضبط خلايا التنظيم ومنع وقوع هجمات إرهابية جديدة.
وكثّفت أجهزة الأمن التركية عملياتها النوعية التي تستهدف العناصر القيادية في تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي سبتمبر (أيلول) 2018، أعلنت السلطات التركية القبض على أحد العناصر الخطيرة في تنظيم «داعش»، تم تعريفه بأنه «أمير أضنة» في التنظيم. وقالت مصادر أمنية إن مديرية الأمن العام في أضنة تمكنت من تحديد شخصية من يسمى «أمير أضنة» في تنظيم «داعش» الإرهابي، ويدعى «أيوب ب.»، من خلال اعترافات أدلى بها منتسبون للتنظيم جرى القبض عليهم في وقت سابق.
وذكرت المصادر أن قوات مكافحة الإرهاب في أضنة نفذت عملية خاصة، وألقت القبض على القيادي «الداعشي» في حديقة أحد المستشفيات الخاصة، بعد متابعة فنية وميدانية استمرت نحو 5 أشهر. وأفادت المعلومات بأن القيادي «الداعشي» حاول الهروب عند رؤيته قوات الأمن التي ألقت القبض عليه بعد مطاردة قصيرة، وكشفت المعلومات أنه كان لا يستخدم الهواتف الجوالة، ويتلقى التعليمات من التنظيم في سوريا عن طريق مقابلات شخصية مع أعضاء في التنظيم.
وأظهرت التحقيقات أن الإرهابي الموقوف كان يحثّ أتباعه على «عدم إرسال الأطفال إلى المدارس الحكومية»، و«عدم أداء الصلاة خلف الأئمة والخطباء المعينين من قبل الدولة». وقد أحالته قوات الأمن إلى القضاء، وتقرر توقيفه. وتتهم تركيا «داعش» بالمسؤولية عن هجمات شهدتها البلاد، كان أكثرها دموية تفجيران انتحاريان ضد تجمع للأكراد في 2015 أمام محطة أنقرة المركزية للقطارات، ذهب ضحيتهما 103 قتلى، وأكثر من 500 مصاب.
وتشنّ قوات الأمن التركية حملة مكثفة لتطهير البلاد من عناصر «داعش»، بعد أن تعرضت مدن تركية، منها العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، لهجمات انتحارية وتفجيرات على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، نفّذها تنظيم «داعش» الإرهابي، أو نسبتها السلطات إليه، ما أدى إلى مقتل 319 شخصاً.
وعلى مدى 3 سنوات، شنّت قوات الأمن التركية أكثر من 20 ألف عملية أمنية تستهدف عناصر تنظيم «داعش»، ألقت خلالها القبض على أكثر من 5 آلاف من هذه العناصر، غالبيتهم من الأجانب، كما قامت بترحيل نحو 5 آلاف، بينما يقبع أكثر من 3 آلاف في السجون بتركيا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.