«غياب مترجم» يرجئ محاكمة المتهمين بقتل سائحتين في المغرب

هدف التأجيل ضمان شروط المحاكمة العادلة للمتهم الأجنبي

TT

«غياب مترجم» يرجئ محاكمة المتهمين بقتل سائحتين في المغرب

أرجأت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف المكلفة قضايا الإرهاب في مدينة سلا المجاورة للرباط، مرة أخرى، محاكمة 24 رجلاً بتهمة قتل سائحتين إسكندنافيتين، إلى 9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حيث ستواصل الاستماع للمتهمين في القضية التي هزَّت البلاد منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأعلن رئيس الجلسة القرار في جلسة، أمس، التي استغرقت أقل من نصف ساعة، وذلك بسبب غياب المترجم الذي يتولى ترجمة ما يجري في الجلسة للمواطن الأجنبي الوحيد المتابع في القضية، يدعى كيفن زولر غويرفوس (25 عاماً)، وهو إسباني - سويسري الجنسية، اعتنق الإسلام ويقيم في المغرب وحُكِم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً.
وقال رئيس الجلسة بعد التأكد من حضور جميع المتهمين في القضية، حيث ناداهم كلّاً باسمه، إن «السيد الترجمان تخلف عن حضور الجلسة، وأخبر المحكمة بسبب غيابه المتعلق بمناقشة بحث الدكتوراه»، وشدد على أنه في ظل غياب المترجم «لا يمكن لي أن أستمر في مواصلة الجلسة، لأن لدينا مواطناً أجنبياً لا يتقن اللغة العربية». وزاد موضحاً أن «حضور الترجمان ضروري لتوفير شروط المحاكمة العادلة للمتهم الذي لا يتقن السمع أو النطق باللغة العربية»، وأضاف أنه بناء على ذلك «قررنا تأخير الملف إلى جلسة ستُعقَد يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول)».
وكانت المحكمة قد استمعت، في الجلسة السابقة، للمتهمين الرئيسيين في القضية، الذين رفضوا تقديم أي اعتذار لعائلتي السائحتين الأجنبيتين، مؤكدين أن الجريمة «عمل انتقامي»، حيث أكد عبد الصمد الجود، الذي يُوصَف بأنه «أمير» الخلية التي نفذت العملية، أمام المحكمة: «ما قمنا به عمل انتقامي من الصليبيين المسؤولين عن مقتل الملايين من المسلمين».
وقُتِلت الطالبتان؛ الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاماً)، والنرويجية مارين أولاند (28 عاماً)، منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في منطقة الأطلس الكبير الجبلية، حيث كانتا تخيمان على بُعد 80 كلم من مراكش. واعترف المتهمون الرئيسيون الثلاثة بجريمتهم، وقضت المحكمة في 18 يوليو (تموز) الماضي بإعدام كل من عبد الصمد الجود (25 عاماً) ويونس أوزياد (27 عاماً) ورشيد أفاطي (33 عاماً) بعد إدانتهم بتهم، منها القتل العمد وتكوين عصابة إرهابية.
وصدرت ضد باقي المتهمين أحكام بالسجن تراوحت بين خمس سنوات والمؤبد، وذلك بعد إدانتهم بـ«تشكيل عصابة لارتكاب أعمال إرهابية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».