موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

اعتمدت على فائض عائداتها من الخام للحد من تأثيرها على الاقتصاد

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة
TT

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

على الرغم من «الظروف المريحة» التي وفرها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية للاقتصاد الروسي، يبقى ارتباطه بالدولار، مثار جدل في روسيا.
وتعمل الحكومة الروسية، في إطار قانون الميزانية، على تقليص دور عائدات الطاقة في الاقتصاد، وقالت مؤخرا إن عائدات القطاع ستتراجع تدريجيا خلال السنوات القادمة.
واعتمد المركزي الروسي حزمة تدابير للحد من تأثير تقلبات سعر الذهب الأسود على الاقتصاد الوطني، وشكل فائض العائدات النفطية أداة رئيسية فيها. رغم ذلك يستمر الجدل بهذا الصدد، وسط شبه إجماع بأن هذا التأثير لم يتوقف، إلا أنه بات في الآونة الأخيرة أضعف مما كان عليه خلال الأزمات السابقة.
في أعقاب اجتماعها الأخير الذي أعلنت فيه اعتمادها ميزانية العام 2020، وخطة الميزانية لعامي 2021 - 2022، قالت الحكومة الروسية، إن حصة عائدات النفط والغاز داخل الميزانية ستواصل تراجعها خلال السنوات القادمة، لكن مع ذلك ستبقى مصدراً لما يزيد على ثلث دخل الميزانية. وحسب تقديرات وزارة المالية فإن «حصة النفط والغاز في إجمالي دخل الميزانية الفيدرالية، ستتراجع من 40.8 في المائة العام 2019، حتى 35 في المائة بحلول العام 2022».
وأحالت هذه الدينامية إلى تقديرات بـ«تراجع عائدات النفط والغاز إلى الناتج المحلي الإجمالي من 7.2 في المائة العام 2019 حتى 6 في المائة العام 2022».
وأثارت هذه البيانات الجدل مجددا بشأن مدى ارتباط الاقتصاد الروسي بالعائدات النفطية. في هذا الصدد يرى أندريه ماكاروف، رئيس لجنة مجلس الدوما لسياسات الميزانية والضرائب، أن الاقتصاد الروسي لا يزال، كما في السابق، يعاني من «صدمات الطاقة»، أي التقلبات وغيرها من أزمات في أسواق النفط، إلا أن تأثره حاليا بتلك الصدمات «بات أضعف بثلاث مرات عما كان عليه خلال الأزمات السابقة». وفي إحاطة أعدها حول دور النفط في الاقتصاد الوطني، ونشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها، عرض ماكاروف العلاقة بين صادرات النفط والناتج المحلي الإجمالي خلال الأزمات الأخيرة، لتأكيد وجهة نظره حول تراجع تأثير النفط على الاقتصاد الروسي، وأشار إلى أن «صادرات النفط انخفضت خلال أزمة 1997 - 1999 بما يعادل 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى بالتالي إلى تقلص الناتج المحلي بنسبة 10.5 في المائة، وخلال الأزمة منذ عام 2007 وحتى 2009 انخفضت صادرات النفط الروسي بمعدل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى إلى انخفاضه بشكل عام بنسبة 10.8 في المائة. وتكرر الأمر ذاته خلال أزمة 2014 - 2016 حينها انخفضت صادرات النفط بمعدل 8.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، والذي تراجع بدوره بنسبة 3.6 في المائة».
وفي محاولة للتأكيد على تراجع دور النفط، نشرت وزارة المالية الروسية في وقت سابق بيانات أظهرت فيها تراجع حصة عائدات النفط والغاز في دخل الميزانية، وقالت إنها شكلت 46.3 في المائة من إجمالي دخل الميزانية وفق البيانات عن العام 2018 وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) 2019 شكلت 41.7 في المائة من إجمالي دخل الميزانية.
وشككت صحيفة «آر بي كا» بدقة تقديرات الوزارة، وقالت في مقدمة تقرير بهذا الصدد، نشرته نهاية أغسطس (آب) الماضي، إن «تقديرات مدى اعتماد روسيا على عائدات النفط والغاز، قد تكون أكبر (من الرسمية) إذا أضفنا لها مجمل الضرائب والرسوم التي تسددها شركات قطاع الطاقة»، وأوضحت أن «تقديرات وزارة المالية لا تشمل على سبيل المثال الضريبة على أرباح القطاع النفطي، أو ضريبة القيمة المضافة على هذه الصناعات، وغيره». ورأت الصحيفة الروسية أن 165.6 مليار روبل، قيمة الزيادة في إيرادات القطاعات غير النفطية، التي أشار إليها وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف مصدرها في واقع الأمر زيادة الضريبة على أرباح قطاعي إنتاج النفط والغاز، لافتة إلى أن الوزارة لا تحسب هذه الضريبة ضمن فقرات عائدات القطاع النفطي.
ورغم تشكيك البعض بالتقديرات الرسمية لدور النفط والغاز في الاقتصاد، يمكن القول إن هناك شبه إجماع حول تراجع طفيف على تأثير التقلبات في أسواق النفط على الاقتصاد الروسي. وتمكنت الحكومة الروسية من تحقيق هذه النتيجة بفضل «قواعد الميزانية» التي سمحت بالاستفادة من فائض عائدات النفط ذاته، للحد من تأثيره على الاقتصاد. ومنذ ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية أعلى من السعر المعتمد في الميزانية الروسية، كانت الحكومة حريصة على تحويل الجزء المعتمد من تلك العائدات إلى الميزانية، بينما خصصت الفائض لشراء العملات الصعبة من السوق المحلية، واحتفظت بها كمدخرات أو احتياطي في صندوق الرفاه الوطني، ووفرت بذلك وسادة أمان، يمكن الإنفاق منها لتمويل العجز بحال هبطت أسعار النفط مجدداً. وفي الوقت ذاته فإن عدم إدخال ذلك الفائض إلى الميزانية، وتجميده عمليا في صندوق الرفاه، دون استثماره في عمليات اقتصادية، ساهم في الحفاظ على دور لعائدات النفط، ضمن الحدود المعتمدة بموجب قانون الميزانية، وبالتالي ساعد على تراجع تأثيرها على الاقتصاد الروسي.



3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.