معارك طرابلس: الجيش الوطني يعلن تقدمه وحكومة «الوفاق» تؤكد صده

كرر «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، تعهده بالقضاء على الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس، واعتبر أن «الاستعانة بتركيا وقطر لن تجدي هذه الميليشيات أي نفع»، في المعارك الجارية على أطراف طرابلس للشهر السادس على التوالي. وفيما أعلن الجيش الوطني تقدمه في معارك جنوب طرابلس، ردت قوات «الوفاق» بتأكيد احتفاظها بمواقعها. وجاء ذلك فيما ألقى فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، باللائمة على المجتمع الدولي بسبب تخليه عن ليبيا بعد أن ساعد في نجاح «ثورة فبراير» ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وقال مسؤول عسكري بارز في الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن قواته حافظت أمس على التمركزات الجديدة التي سيطرت عليها بمنطقة بير علاق جنوب طرابلس والتي كانت سابقاً تحت نفوذ ميليشيات موالية لحكومة السراج. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن «الجيش يواصل تقدمه نحو السيطرة على مدينة العزيزية» على بعد 40 كيلومتراً جنوب طرابلس، مستهدفاً قطع خطوط الإمداد عن الميليشيات وعزل مدينة الزاوية غرب طرابلس. وتابع: «هناك تقدم للجيش باتجاه العزيزية وتقهقر واضح لمرتزقة الميليشيات (الموالية للوفاق) وتم أسر ضباط تابعين لها».
بدوره، رأى المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» في الجيش الوطني، أول من أمس، أنه «لم يعُدْ لدى الميليشيات من مَخرج، إلا الانصياع لإرادة الليبيين التي تجسدها قوات الجيش»، لافتاً إلى أن القوات الجوية «ما زالت تقوم بمهامها الاستطلاعية، وتوجهُ ضرباتِهَا للميليشيات المارقة، صنيعة تنظيمِ الإخوان الإرهابي». وأضاف أنّ «قواتِنَا البرية في مُختلفِ المحاور لنْ تَترُكَ سلاحَهَا ولن تهنَأ ولن تتوقفَ مَسيرتُهَا... لن تُجديكُم الاستعانة بتركيا ولا قطر وكلِ عملائِكُم»، معتبراً أنه «ليسَ أمامكُم إلا الفِرَار أو تسليم أسلحتِكُم والمغادرة، أو تواجهوا مصيرَكم المحتوم». كما أعلن المركز اعتقال الرائد عبد الرحمن الصويعي آمر محور السبيعة (قرب طرابلس) المنتمي إلى القوات الموالية لحكومة «الوفاق» أثناء «محاولته الهروب من أرض المعركة».
وكانت قوات حكومة السراج قالت، في المقابل، إنها تصدت لهجوم شنته قوات «الجيش الوطني» على مدينة العزيزية. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مصطفى المجعي، المتحدث باسم عملية «بركان الغضب»، أن «هجوماً واسعاً مدعوماً بغطاء جوي» نفذته قوات المشير حفتر في محاولة للتقدم نحو المدينة «لكن تم إفشال الهجوم والسيطرة بالكامل على مواقعنا وتعزيزها».
كذلك قالت عملية «بركان الغضب» إن قواتها أعادت بسط سيطرتها على منطقة بير علاق بعد «فرار العصابات الإجرامية والمرتزقة الروس»، في إشارة إلى مزاعم بوجود أجانب يقاتلون إلى جانب قوات الجيش الوطني.
بدوره، ألقى فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، اللوم على المجتمع الدولي بسبب تخليه عن ليبيا بعدما ساعد في نجاح «ثورة فبراير» ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. مشيراً إلى أن النتيجة كانت فوضى دامية، ساهم التدخل السلبي لبعض الدول في تأجيجها. وقال في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، أمام منتدى كونكورديا الدولي في نيويورك ووزعها مكتبه أمس، إن ليبيا تواجه منذ سقوط النظام السابق تحديات جسام لبناء دولة ديمقراطية حديثة، أبرزها انعدام الأمن وانتشار السلاح، كما وفرت هذه الفوضى المسلحة المناخ لتسلل التنظيمات الإرهابية؛ حيث نجح تنظيم «داعش» في السيطرة على مدينة سرت.
وأخذ على الأمم المتحدة بوصفها الممثل للمجتمع الدولي عدم التعامل بحزم مع المعرقلين لتنفيذ الاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015، وبما شجع على «استمرارهم في التعنت، والاستهتار بالقرارات الدولية».
واعتبر أن قرار المشير حفتر شن حرب على طرابلس «محاولة لنسف العملية السياسية، وإجهاض حلم الدولة المدنية، وإعادة الحكم العسكري الشمولي للبلاد».