البرلمان اللبناني يقرّ مشاريع واقتراحات قوانين

سجال بين الحريري ونواب «التيار» حول تمويل مشروع في المتن

TT

البرلمان اللبناني يقرّ مشاريع واقتراحات قوانين

عقد مجلس النواب اللبناني جلسة، أمس، أقرّ خلالها عدداً من المشاريع واقتراحات القوانين، خرقتها سجالات حول صرف أموال لمشاريع المناطق، أبرزها بين رئيس الحكومة سعد الحريري ونواب كتلة «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) الذين أصرّوا على تمرير مشاريع قوانين قال الحريري إن الحكومة لا تملك المال لتمويلها.
وأقر البرلمان عشرة مشاريع واقتراحات قوانين واردة في جدول الأعمال واقتراح قانون من خارج الجدول، وبينها الموافقة على إبرام اتفاق قرض مع «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية» للمساهمة في تمويل مشروع توفير المياه للشرب والري في منطقة الضنية.
وأثار المشروع الأخير جدلاً في المجلس بين نواب تكتل «لبنان القوي» والحريري، فطالب نواب التكتل بتنفيذ طريق المتن (في الشمال)، وعدّ النائب إبراهيم كنعان أنّ المشاريع التي سُحبَت لم تمرّ لأنها في جبل لبنان كأنّ المشكلة تأخذ منحى طائفياً ومناطقياً، ما أثار غضب الحريري وانسحب من الجلسة.
وبعد تدخّل وزير الماليّة علي حسن خليل، وعدد من النواب لتهدئة الأجواء، عاد الحريري للمشاركة في الجلسة التشريعيّة ليدور بعدها سجال بين النائبين كنعان ومحمد الحجار على خلفية هذا الاقتراح، إذ اتهم الأخير كنعان بـ«التعدّي على صلاحيات رئيس الحكومة».
وأقر المجلس مشروعاً يتعلق بـ«أحكام خاصة بتصفية المعاش التقاعدي لأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية الخاضعين لشرعة التقاعد، من دون مفعول رجعي». وأعطى الحكومة مهلة سنة «لوضع مشروع متكامل بالإجازة لها بإنشاء نفق لطريق بيروت – البقاع» بمشاركة القطاع الخاص. وأُحيل إلى اللجان اقتراح النائب جورج عدوان «تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى في الإدارات العامة والمراكز العليا» بعدما سقطت صفة الاستعجال، كما أُحيل اقتراح يتعلق بتطبيق العمل بقانون الإيجارات إلى اللجان.
كان عدد من النواب قد تحدثوا في الأوراق الواردة فتناولوا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والمعيشية الصعبة، ودعوا إلى معالجتها.
وبعد الجلسة عقد نواب المتن مؤتمراً صحافياً مشتركاً، بدأه وزير الدفاع إلياس بوصعب (بصفته نائباً عن المتن)، بكلمة أوضح فيها أن «الخلاف في القاعة العامة يكمن في أن الحكومة رفعت 10 مشاريع قوانين، وتم سحب أحدها. وهذا ما كنا نحاول أن نقوله للرئيس الحريري».
وشدد على أن «الحلول موجودة وكان يمكن بحثها، خصوصاً أن التمويل كان يمكن أن يؤجّل ويعطَى على دفعتين. ولكن بدت الأمور كأن الاعتراض بات ممنوعاً»، معرباً عن أسفه لأن «البعض حاول أن يجرنا إلى الكلام عن صلاحيات رئيس الحكومة، علماً بأن أحداً لم يتطرق إلى ذلك... نحن مصرون على أن المشاريع في لبنان كله، وبعد التوافق يجب أن تحقق في إطار إنماء متوازن».
ثم تحدث النائب كنعان، فاعتبر أن «الحكومة لا تستطيع أن تناقض نفسها». وسأل: «إذا كان المال غير متوفر، لماذا أُرسل المشروع إلينا في 2019 ولماذا لم تدخلوه في موازنة 2019»، مذكراً بأن «هذه المشاريع سبق أن انطلق تنفيذها في كسروان وجبيل والمتن، وتحديداً في جبل لبنان».
وفي كلمته، ذكّر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أن «المشروع أُقر في الحكومة التي شاركنا فيها في 2014 وبجهد كبير. واليوم لا نفهم لماذا يمنعونها من بلوغ النهاية»، متمنياً على أفرقاء الحكومة «أن يتفقوا فيما بينهم ليمشي هذا المشروع لأن تقاذف المسؤوليات لا يفيد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».