تونس تكشف {خلية إرهابية} على علاقة بحادثتي الطعن في بنزرت

TT

تونس تكشف {خلية إرهابية} على علاقة بحادثتي الطعن في بنزرت

ألقت أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب القبض على أربعة عناصر إرهابية على علاقة وثيقة بحادثة الطعن الإرهابية التي وقعت أول من أمس بمدينة بنرزت (60 شمال العاصمة التونسية). وأكدت الداخلية التونسية، أن العناصر الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليهم تتراوح عمارهم بين 25 و35 سنة، وهم من سكان أحد الأحياء الشعبية لمدينة بنزرت وينشطون في مجال التجارة الموازية بأسواق الجهة. وكانت حادثتا الطعن الإرهابيتين بمدينة بنزرت، قد أسفرتا عن وفاة رئيس مركز الأمن بمحكمة الاستئناف في بنزرت، وإصابة عسكري بجراح متوسطة الخطورة في جريمة ذات صبغة إرهابية. ورجح أكثر من طرف أمني انتماء الإرهابي الذوادي منفذ الهجوم إلى تنظيم «داعش» الإرهابي من خلال دعمه خلية «أجناد الخلافة» الإرهابية، ومن المنتظر أن تعلن الجهات الأمنية التونسية عن تفاصيل المخططات التي كنت هذه الخلية تخطط لها إثر القبض على منفذ الهجوم بمدينة بنزرت. وتمخضت التحريات الأمنية التي أجريت مع العناصر المنتمية إلى الخلية الإرهابية، عن الكشف عن استعداد هذه الخلية الإرهابية لتنفيذ اعتداءات أخرى ضد الأمنيين والعسكريين وغيرهم من حاملي الأزياء النظامية. كما تم حجز ثلاث قوارير حارقة تقليدية الصنع، إلى جانب مكونات أخرى بالمنزل الذي كان الأشخاص الأربعة يقطنون به. واعترف عنصران من تلك الخلية الإرهابية بالتخطيط لمهاجمة دورية أمنية باستعمال قنابل «المولوتوف»، وقد تم حجز بعض مكونات تلك القنابل لدى الإرهابي مالك الذوادي منفذ عمليتي الطعن؛ إذ إنه تركها في حقيبة ظَهر إثر محاولة الفرار. وتجري ملاحقة عنصر إرهابي ظهرت صورته في أحد أجهزة المراقبة، وقد تبادل إشارات مع منفذ عمليتي الطعن قبل إقدامه على جريمته الإرهابية. وأسفرت عمليات الملاحقة الأمنية عن إيقاف 5 أشخاص، من بينهم الإرهابي مالك الذوادي منفذ عمليتي الطعن، ويجري البحث معهم ومع كل من ستكشف عنه التحريات الأمنية إلى حين إحالتهم على أنظار القاضي المكلف البحث في القضايا الإرهابية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في العاصمة التونسية. يذكر أن حوادث الطعن التي استهدفت الأمنيين قد تكررت خلال الفترة الماضية في تونس، وشهدت مدن توزر وبنزرت وسوسة والعاصمة التونسية أربعة حوادث مماثلة. ومن بين تلك العمليات، طعن عنصر أمن سياحي بمدينة توزر، وطعن عنصر آخر في منطقة سوسة، علاوة على محاولة طعن عنصر أمن في حي هلال بالعاصمة التونسية وآخرها حادثة الطعن المزدوج بمدينة بنزرت.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.