انطلاق الحوار الليبي في غدامس وسط أجواء إيجابية

فيما هدد زعيم تنظيم متطرف في شرق ليبيا، باعتقال اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وملاحقته في أي مكان بما في ذلك الأراضي المصرية في حال هروبه إليها، قال رؤساء الوفود المشاركون في اجتماع الحوار الوطني الليبي، الذي انطلق برعاية الأمم المتحدة، مساء أمس في مدينة غدامس على الحدود الليبية الجزائرية، إن «أجواء الاجتماع كانت إيجابية وبناءة».
وعقدت بعد الجلسة الافتتاحية التي حضرها عميد وأعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس الشورى بمدينة غدامس، جلسة مغلقة اقتصرت على أعضاء مجلس النواب، بالإضافة إلى برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمم المتحدة ورئيس بعثتها لدى ليبيا، ومبعوثي الحكومتين البريطانية والمالطية.
وقال عميد بلدية غدامس إن «العالم وكل الليبيين ينتظرون من هذا الاجتماع كل خير وسلام»، بينما قال ليون عقب الاجتماع: «لقد كان هناك اتفاق جيد، وأجواء أخوية هيمنت على الاجتماع». وأضاف أن «الطرفين وافقا على أن تمنح المساعدات الإنسانية لجميع الليبيين، لقد اتفقنا على بدء عملية سياسية وعلى معالجة جميع القضايا بطريقة سلمية مع دعوة قوية جدا لوقف إطلاق نار في جميع أنحاء البلاد».
وأشار ليون إلى أن البرلمانيين عبروا عن رغبتهم في معالجة مشكلات الليبيين الذين يعانون بعد أسابيع من النزاعات، معتبرا أن أفضل هدية لليبيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك أن يحتفلوا آملين أن يكون هناك حلول لمخاوفهم عبر حوار سياسي.
وبعدما اعتبر أن الشرط الأساسي لأن يكون هذا الاجتماع مثمرا هو أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار، لفت ليون إلى أن الأطراف الأساسية مدعوة لأخذ قرار رئيس وهو التغلب على الخلافات عبر حوار سياسي.
وافتتح ليون الحوار بمشاركة وفد من مجلس النواب برئاسة محمد شعيب النائب الأول لرئيسه ومحمد عبد العزيز وزير الخارجية الليبي السابق، وأعضاء المجلس المقاطعين لعقد جلساته في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، بالإضافة إلى مندوبين عن بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا ومالطا.
وقال ليون في كلمة ألقاها لدى افتتاح أولى جلسات الحوار التي تأخرت بضع ساعات بسبب تعذر وصول الوفود المشاركة في موعد موحد: إنه «ليوم تاريخي لليبيا وللعالم، المجتمع الدولي يشاهدنا الآن ويتأمل الكثير منا». وتابع «لقد جاءونا اليوم من مناطق مختلفة جغرافيا وسياسيا آملين أن ينتج هذا اليوم تغييرا في الوضع الليبي وأن يبعث الأمل في نفوس الليبيين».
وأشار ليون إلى أن وجود مجموعة النواب على طاولة واحدة وتحت سقف واحد مؤشر خير يؤكد أن الليبيين مهما اختلفوا هم شعب واحد لا تفرقه الخلافات.
من جهته، عد محمد شعيب رئيس وفد مجلس النواب الليبي، أن هذا الاجتماع بمثابة بداية واعدة لمرحلة من السلام والوئام، تنهي إلى الأبد كل أسباب العنف وتعيد الاستقرار والسلام لليبيا.
وقال في كلمته أمام الاجتماع إنه «وزملاءه من أعضاء المجلس حضروا بقلوب طاهرة وعقول منفتحة انطلاقا من قناعتهم الراسخة بأنه لا خلاص لليبيا إلا بالحوار الصادق والصريح»، مؤكدا أن كل الأطراف شركاء في هذا الوطن ومسؤولين عنه أمام الله وأمام الشعب، وأن الخلافات مهما كانت لا يمكن أن تفرق بينهم.
ويعقد مجلس النواب الليبي منذ الرابع من الشهر الماضي، جلساته في مدينة طبرق، مما اعتبره المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق المنتهية ولايته)، خرقا للإعلان الدستوري المؤقت، الذي يلزم مجلس النواب بتسلم السلطة في طرابلس وعقد جلساته في مدينة بنغازي.
وبرر مجلس النواب انعقاد جلساته في طبرق بأنها جاءت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في كل من طرابلس وبنغازي.