مقتل 15 «إرهابياً» بعملية نوعية للأمن المصري في سيناء

تأجيل محاكمة 12 متهماً بالانضمام لـ«داعش» إلى 13 أكتوبر المقبل

TT

مقتل 15 «إرهابياً» بعملية نوعية للأمن المصري في سيناء

لقي 15 «إرهابياً» حتفهم بشمال سيناء، في هجوم نفذته قوات الأمن المصرية على منزل بمنطقة مهجورة، على أطراف مدينة العريش. وأفادت مصادر بمديرية أمن شمال سيناء لـ«الشرق الأوسط»، رفضت ذكر اسمها، أن المنزل المستهدف يقع في منطقة «شاليهات السعد» على ساحل مدينة العريش الشرقي.
وأضافت المصادر أن «التحريات الأمنية رصدت اتخاذ عناصر إرهابية هذا المنزل مخبأ لهم، وتمت مداهمته، وحدثت مواجهات بين الجانبين، إلا أن القوات تمكنت من السيطرة بعد قتل جميع المتمترسين بالمكان، وعثر بحوزتهم على أسلحة ومتفجرات وكميات من الذخيرة. ونقلت الجثث لمستشفى بالمنطقة لمعرفة أسماء هذه العناصر وفقاً للتحاليل الطبية».
وأشارت المصادر إلى أن «هذه المنطقة سبق وضبطت في منازلها عناصر إرهابية، وهي منطقة غير مأهولة بالسكان، وتقع بها مساكن وشاليهات مهجورة، نظراً للأوضاع الأمنية، ورحيل ساكنيها عنها».
وقالت المصادر ذاتها إن «6 من قوات مكافحة الإرهاب أصيبوا في حادث آخر، إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء سير مركبة تقلهم جنوب مدينة الشيخ زويد». وحتى كتابة التقرير لم يعلن رسمياً عن أي تفاصيل حول العمليتين.
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ عام ونصف عام تقريباً، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة تابعة في أغلبها لتنظيم «ولاية سيناء» (أنصار بيت المقدس سابقاً) والموالي لـ«داعش». وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
من جهة أخرى، أرجأت محكمة جنايات القاهرة، أمس، نظر محاكمة 12 متهماً بالانضمام إلى تنظيم «ولاية سيناء» الإرهابي، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، وذلك إلى جلسة 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتحمل القضية رقم 1039 لسنة 2016 حصر أمن الدولة العليا، وتضم 6 متهمين محبوسين، و5 هاربين، ومتهماً واحداً أخلي سبيله بتدابير احترازية، وفقاً لقرار الإحالة الصادر من نيابة أمن الدولة العليا.
ووجهت النيابة للمتهمين في القضية: «إنهم في غضون الفترة بين عامي 2016 و2017، أسسوا وتولوا قيادة جماعة إرهابية، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بأحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والانضمام لتلك الجماعة، وتمويلها بالمال والأسلحة النارية والمفرقعات والمركبات والمقرات التنظيمية، وجمع معلومات عن بعض المقار الحيوية لاستهدافها، ووزعوا أدوار الرصد والتنفيذ فيما بينهم؛ لكن لم يتعد عملهم هذا التخطيط والإعداد والتحضير». كما أسندت النيابة لهم اتهامات بـ«حيازة أسلحة نارية ومفرقعات وقذائف صاروخية، لا يجوز الترخيص بحيازتها وإحرازها، لاستخدامها في أعمالهم الإرهابية، وفي نشاط يخل بالأمن العام والمساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».
في السياق ذاته، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل النطق بالحكم في قضية محاكمة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية السابق، وثمانية آخرين، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«رشوة وزارة التموين»، إلى 5 أكتوبر المقبل. وأحالت نيابة أمن الدولة العليا المتهمين، لاتهامهم «بطلب وتقاضي عطايا، تمثلت في مبالغ مالية وفوائد لنفسه ولغيره على سبيل الرشوة، مقابل أدائه عملاً من أعمال وظيفته، وقيام باقي المتهمين بتقديم العطايا والفوائد على سبيل الرشوة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».