السيسي: مصر تسعى لتعميم مبادرة 100 مليون صحة في أفريقيا

الرئيس السيسي في كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 (الشرق الأوسط)
الرئيس السيسي في كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 (الشرق الأوسط)
TT

السيسي: مصر تسعى لتعميم مبادرة 100 مليون صحة في أفريقيا

الرئيس السيسي في كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 (الشرق الأوسط)
الرئيس السيسي في كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن بلاده تسعى لتعميم مبادرة (100 مليون صحة) في الدول الأفريقية. وتعنى المبادرة بالكشف عن المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي) والأمراض غير السارية، ونجحت حتى الآن في فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن في أقل من عام، فضلاً عن صرف العلاج بالمجان من خلال مراكز العلاج الحكومية على مستوى الجمهورية لأكثر من مليون مواطن ممن تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته أمام قمة التغطية الصحية الشاملة في نيويورك التي تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 إن «مصر وضعت صحة المواطنين على رأس أولوياتها، وبدأت بالفعل في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل»، مطالبا شركاء التنمية بضرورة العمل على إيجاد حلول لتوفير حياة كريمة للمواطنين.
وأضاف «بدأنا بالفعل في تنفيذ أولى مراحل برنامج التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين المصريين، وتعددت مبادراتنا في هذا الصدد لتتضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار الخاصة بالعمليات الجراحية الحرجة، والتي شملت نحو 250 ألف مريض، فضلاً عن حملات لتسليط الضوء على المشكلات الصحية التي تواجهها المرأة والطفل في مصر، لا سيما من خلال مبادرتي دعم صحة المرأة المصرية واكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، إلى جانب حملة الكشف عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم بالمدارس».
وترأس مصر الاتحاد الأفريقي لعام 2019، وأكد السيسي أن بلاده تسعى لتعميم مبادرة «مائة مليون صحة» على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063.
ونوه السيسي إلى أن «نصف سكان العالم ما زالوا يعانون من عدم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والملائمة، بما يؤثر على جهود تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بضمان حياة صحية، لا سيما الهدف الفرعي الخاص بتحقيق الرعاية الصحية الشاملة».
وناشد جميع الحكومات وشركاء التنمية بـ«العمل على إيجاد حلول سريعة ووافية لتعزيز الرعاية الصحية الأولية باعتبارها حقا رئيسيا من حقوق الإنسان لتوفير حياة كريمة»، منوهاً إلى أن «جهود توفير الرعاية الصحية الشاملة لن تكتمل إلا بتحقيق النفاذ إلى الدواء وتكنولوجيا الصحة، وبناء مشاركات وتحالفات بين الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية لضمان توفير الدواء الآمن والفعال للجميع، وتعزيز أطر التعاون الدولي في مواجهة الطوارئ والأزمات الصحية».
وأثنى على رؤية منظمة الصحة العالمية الخمسية القادمة (2019 - 2023) التي ترتكز على مد مظلة الرعاية الصحية للجميع دون استثناء.
وعلى هامش مشاركته في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، أجرى الرئيس السيسي عدداً من المباحثات الثنائية، تضمنت لقاءه مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيب كونتي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأوضح السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن لقاء السيسي وأبو مازن تناول متابعة المستجدات الجارية على صعيد القضية الفلسطينية، وأكد السيسي مواصلة مصر لبذل جهودها لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.