الخارجية تستدعي دبلوماسياً أسترالياً رداً على تصريحات

TT

الخارجية تستدعي دبلوماسياً أسترالياً رداً على تصريحات

استدعت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، نائب رئيس مكتب الممثلية الأسترالية لدى فلسطين، وارن هوي.
وأوضحت وكيلة الوزارة أمل جادو، أنه وبتعليمات من وزير الخارجية رياض المالكي، جرى استدعاء هوي، في ظل غياب رئيس المكتب، على ضوء تصريحات رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون التي نادى فيها بضرورة عدم التحيز ضد إسرائيل ورفض أي مساعٍ لعزل إسرائيل في الأمم المتحدة.
وأبدت جادو عدم رضا وامتعاض الخارجية من مثل هذه التصريحات، «كون إسرائيل، هي من تعزل نفسها بصفتها دولة قائمة بالاحتلال، وبانتهاكها للقانون الدولي وبممارستها غير القانونية».
وطالبت الخارجية الفلسطينية، أستراليا، باتخاذ موقف علني من تصريحات نتنياهو حول بسط السيادة الإسرائيلية على الأغوار وشمال البحر الميت بدلاً من ذلك، وبالتصويت لصالح القرار الخاص بتجديد ولاية الأونروا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 في شهر سبتمبر (أيلول) 2019 واستمرار أستراليا في تقديم الدعم المالي للوكالة.
وأكد نائب سفير أستراليا موقف بلاده الرسمي المُعلن، وأنه سيقوم بنقل الرسالة لوزارة الخارجية الأسترالية. ويوجد توتر بين السلطة وأستراليا بسبب سياسات أستراليا المؤيدة لإسرائيل.
وفي سياق متصل، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي، المسؤولية عن نتائج فشله في إنهاء الاحتلال والاستيطان المتواصلين بحق الشعب الفلسطيني. وقالت الخارجية إنها مستاءة من «تقاعس المجتمع الدولي وتخاذله في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً القرار 2334، وفي توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وفي إجبار إسرائيل كقوة احتلال على إنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، بما فيها القدس الشرقية المحتلة».
واتهمت الخارجية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد من حملتها الشرسة ضد الشعب الفلسطيني على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة، مع بدء اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتزامناً مع الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وأكدت أن هذا التصعيد الخطير والمستمر يثبت من جديد «تمرد الاحتلال على القوانين والقرارات الدولية كافة، واستخفافه الفاضح بقدرة الأمم المتحدة ومؤسساتها ومجالسها على لجم انتهاكاته وجرائمه وخروقاته الجسيمة للقانون الدولي». ورأت أن ذلك كله «يفرض على الأمم المتحدة واجتماعات الجمعية العامة في نيويورك واجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف ضرورة تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية تجاه معاناة شعبنا، والخروج عن صمته واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الرادعة لسلطات الاحتلال لإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي والإنساني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.