إفلاس «توماس كوك» يُفسد حفلات زفاف ورحلات لشهر العسل

العروسان لي غرانت ولورا ثورن (صن)
العروسان لي غرانت ولورا ثورن (صن)
TT

إفلاس «توماس كوك» يُفسد حفلات زفاف ورحلات لشهر العسل

العروسان لي غرانت ولورا ثورن (صن)
العروسان لي غرانت ولورا ثورن (صن)

لم تقتصر تداعيات إعلان مجموعة السّياحة والسّفر البريطانيّة العملاقة «توماس كوك»، اليوم (الاثنين)، إفلاسها بعد فشلها في جمع الأموال اللازمة للاستمرار، على الصعيد الاقتصادي بل امتدت إلى الحياة الاجتماعية للبريطانيين، حيث أجهضت خطط بعضهم بإقامة حفل زفاف وقضاء شهر العسل خارج بريطانيا.
فقد ذكرت صحيفة «صن» البريطانية قصصاً لبريطانيين حطم إفلاس أقدم شركة رحلات في العالم، آمالهم في إقامة حفل زفاف خططوا له طويلاً مثل العروسين لي غرانت (43 عاماً) ولورا ثورن (32 عاماً) اللذين كانا يخططان للذهاب إلى قبرص، الأحد المقبل، قبل عقد زفافهما في 4 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث كان من المقرر أن يحضر 61 مدعواً الحفل عبر السفر جواً عن طريق رحلات «توماس كوك»، التي دفعا لها 80 ألف جنيه إسترليني.
وأوضحت لورا للصحيفة أنهما خططا لهذا الحفل لمدة عامين ومن المستحيل إعادة ذلك خلال أسبوع، وقالت إن «ما حدث أمر لا يصدَّق، وما من أحد كان يتوقع هذا».
وذكرت «صن» قصة أخرى للعروسين لويس بروميلي وآمي المتزوجَين في أغسطس (آب)، وخططا منذ عام لقضاء شهر العسل في يناير (كانون الثاني) في جزر المالديف وقاما بالحجز عبر شركة «توماس كوك» ودفعا 7 آلاف جنيه إسترليني، ولكنهما قالا إنهما سيضطران إلى تغيير وجهتهما بعد إعلان الشركة إفلاسها.
أما الزوجان جين وريتشارد داوسون فقد اضطرا إلى إلغاء خطة قضاء شهر العسل في جامايكا، وسيمضيان وقتهما في المنزل حيث طُلب منهما العودة.
وبالإضافة إلى إلغاء حفلات الزفاف وشهر العسل، لفتت «صن» إلى حالة إنسانية لبريطانية تُدعى سيان غالواي (27 عاماً) قالت إنها تخشى من تدهور الحالة الصحية لأمها (54 عاماً) التي تعالَج من الصرع وتحتاج إلى العودة إلى بريطانيا من المغرب قبل نفاد أدويتها، وأوضحت أن موعد رحلة العودة الأربعاء المقبل.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض