إردوغان يترقب اللقاء مع ترمب لمنع عقوبات محتملة على تركيا بسبب «إس 400»

لا يزال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يعول على نظيره الأميركي دونالد ترمب لتجنيب بلاده عقوبات محتملة على تركيا، عقب اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400».
وكرر إردوغان تصريحاته بأن ملف شراء أنقرة منظومة «باتريوت» الأميركية لا يزال مطروحاً، وأنه سيناقش هذا الأمر مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، في لقاء مرتقب بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الجارية في نيويورك.
وقال إردوغان، الموجود حالياً في نيويورك للمشاركة في الاجتماعات: «فيما يتعلق بمنظومة (باتريوت)، سألني ترمب خلال محادثاتنا الهاتفية ما إذا كان هذا الملف مطروحاً على الأجندة أم لا؟ فأجبته بالإيجاب»، وأضاف: «قلنا لهم كما اشترينا منظومات (إس 400) التي نعدّ خططنا لنشرها في عموم البلاد بأسرع وقت، يمكننا شراء منظومة (باتريوت) منكم، في حال تلبية شروطنا، لا سيما فيما يتعلق بالإنتاج المشترك ومنح قرض».
وسبق أن عرضت واشنطن على تركيا شراء منظومة «باتريوت»، كبديل عن «إس 400»، مقابل مبلغ 3.5 مليار دولار، لكن تركيا تمسكت بالمنظومة الروسية وبشروط أخرى، منها المشاركة في التصنيع، ونقل تكنولوجيا «باتريوت» إليها، مما أدى إلى سحب واشنطن عرضها. وقال إردوغان: «حين نبحث عن حلول لهذه الملفات، لا يمكننا وضع ملف مقاتلات (إف 35) جانباً، فنحن سددنا دفعة مسبقة من أجل مقاتلات (إف 35)، بقيمة مليار و350 مليون دولار، ونحن لسنا (زبوناً) فحسب لمقاتلات (إف 35)، بل شريك أيضاً في التصنيع».
وفي 12 يوليو (تموز) الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء وصول أجزاء المنظومة الدفاعية الروسية «إس 400». وبعدها بأيام، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدء مرحلة استبعاد تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات «إف 35». وكانت الإدارة الأميركية قد هدّدت تركيا بإقصائها من برنامج مقاتلات «إف 35»، إذا حصلت على المنظومة الروسية، إلا أن باب فرض عقوبات عليها لا يزال مفتوحاً، في إطار قانون مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات (كاتسا).
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأسبوع الماضي، الانتهاء من تسلم معدات البطارية الثانية من المنظومة الروسية، مشيرة إلى أن المنظومة ستدخل الخدمة في أبريل (نيسان) المقبل. وكانت تركيا قد تعاقدت مع روسيا على اقتناء منظومة «إس 400» في نهاية عام 2017. وبدأت تسلمها منذ يوليو (تموز) الماضي، في خطوة أثارت توتراً مع الولايات المتحدة التي قررت إبعادها من المشروع المشترك لإنتاج المقاتلة «إف 35»، ومنعها من الحصول على 100 طائرة منها في إطار المشروع.
وذكرت تقارير إعلامية تركية أن لقاءً استضافته العاصمة الروسية موسكو، جمع مسؤولين أتراكاً وروساً، للتباحث حول شراء أنقرة مقاتلات «سو 57» و«سو 35» الروسية، كرد على رفض الولايات المتحدة بيعها مقاتلات «إف 35».
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي رفيع، لم تسمه، قوله إن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة «إس 400»، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يزداد تفهماً لموقف أنقرة حيال المنظومة الروسية». وأضاف المسؤول التركي أن «ترمب فهم كامل القصة وراء شراء تركيا لمنظومة (إس 400)»، لافتاً إلى أنه في حال فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على أنقرة، فإن ذلك سيعني تناقضاً واضحاً في هدف البلدين لرفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار سنوياً.
وجاءت تصريحات المسؤول التركي بعد أسبوع من تصريح وزير الخزانة الأميركي ستيفن مونتشين بأن إدارة ترمب وضعت على طاولتها خيار تنفيذ عقوبات ضد تركيا، مضيفاً أن الإدارة لم تقرر بعد فرض هذه العقوبات.
وبدوره، أكد ترمب مراراً، وبالأخص خلال لقاءاته مع نظيره التركي، أن أنقرة اضطرت لشراء منظومة «إس 400» في عهد سلفه باراك أوباما، نظراً لعدم بيع الأخيرة منظومات «باتريوت» الأميركية لها، مما اعتبره البعض تبريراً لشراء تركيا المنظومة الروسية.
وفي المقابل، تبرر الولايات المتحدة اعتراضها على امتلاك أنقرة لمنظومة «إس 400» بأن ذلك سيؤدي إلى خرق لأنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).