يسعى الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة التطرف العنيف والمحتوى الإرهابي على الإنترنت، سواء على الصعيد الداخلي في الدول الأعضاء، أو عبر تقديم مساعدات مالية لدول أخرى خارج التكتل الموحد، لمواجهة التهديدات نفسها، وظهر ذلك واضحاً في الإعلان من جانب مفوضية بروكسل عن تخصيص مبالغ مالية، في إطار منع التطرف العنيف. وخصصت الأموال لخمس دول في وسط آسيا، وسبق ذلك دعم مالي أوروبي لسريلانكا قبل أسابيع قليلة، فضلاً عن تمويل عدة برامج أخرى تستفيد منه دول أخرى لتحقيق الهدف نفسه.
يأتي ذلك في ظل قناعة أوروبية، بأنه رغم الإعلان عن النجاح في إحباط عمليات إرهابية، كانت تستهدف دول الاتحاد خلال العام الماضي، فإن الخطر لا يزال موجوداً، وذلك في ظل استمرار خطر التطرف العنيف على الإنترنت.
ووفقاً للأرقام الأوروبية، التي صدرت يوليو (تموز) الماضي، تراجع عدد المعتقلين على خلفية الإرهاب والتطرف، ولكن هناك عدداً كبيراً من العمليات الإرهابية التي أحبطتها السلطات الأمنية الأوروبية، وبالتالي يظل الخطر مستمراً. وأظهر تقرير وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» وجود اعتقالات بأعداد كبيرة في دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديمتري أفراموبولوس، إن «الدول الأعضاء مع «يوروبول» أصبحت أكثر فعالية في منع الهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية خلال السنوات الماضية، ولكن لا يزال التهديد الإرهابي قائماً».
ويظهر التقرير أن تهديد التطرف العنيف يستمر في الزيادة عبر الإنترنت، ويحتاج الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة تدابيره لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات، والتعاون في إنفاذ القانون بدعم حاسم من «يوروبول».
من جهته قال جوليان كينغ، المفوض الأوروبي للاتحاد الأمني: «التقرير يؤكد أن الإرهاب لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على الاتحاد الأوروبي، كما أظهر أن العمل المشترك لمنع وقوع الإرهاب كان له تأثير إيجابي، إلا أن التهديد الدائم الذي تمثله جماعات مثل (داعش)، إلى جانب تصاعد التطرف، يظهر بوضوح أنه لا يزال هناك كثير مما يجب إنجازه؛ لا سيما في التصدي لآفة المحتوى الإرهابي على الإنترنت».
وقبل أيام قليلة، قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إنه جرى تخصيص أموال أوروبية إضافية، لدعم وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء من المواطنين في كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، لمنع التطرف العنيف، ومكافحة الفكر المتشدد.
وسوف تساهم الأموال الإضافية، وتقدر بـ4 ملايين يورو، في دعم المشروعات الجديدة، وفي دورات تدريبية ومهنية للصحافيين المحليين، والناشطين، لإنتاج محتوى عالي الجودة، وفي الوقت نفسه سيتم إنشاء منصات للتحقق من المعلومات والحقائق، للإبلاغ عن الأخبار المزيفة.
وفي منتصف أغسطس (آب) أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، عن تخصيص مبلغ مالي لدعم جهود سريلانكا لمنع التطرف العنيف، وبناء قدرة المجتمع على الصمود وتعزيز السلام والتسامح. جاء ذلك بعد أن أكد التكتل الموحد دعم سريلانكا في مواجهة تحديات الإرهاب والتطرف العنيف، بعد أن أدت هجمات عيد الفصح التي وقعت في سريلانكا إلى مقتل 258 شخصاً وإصابة آخرين.
وأوضح بيان مفوضية بروكسل، أن الدعم المالي الأوروبي البالغ 8.5 مليون يورو، سيعقبه نهج على عدة محاور، منها دعم واضعي السياسات في سريلانكا والسلطات المختصة، مثل القضائية والأمنية، في مهمتهم لمنع التهديدات والهجمات الإرهابية، والرد عليها بطريقة تضمن احترام حقوق الإنسان، والتركيز على منع التطرف العنيف، وتطوير ونشر حملات التوعية الإيجابية، لا سيما من خلال الشراكات مع الجهات الفاعلة على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية.
الاتحاد الأوروبي يدعم دول آسيا الوسطى مالياً لمكافحة التطرف
استمرار المخاطر رغم النجاح في إحباط هجمات إرهابية
الاتحاد الأوروبي يدعم دول آسيا الوسطى مالياً لمكافحة التطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة