جعجع يعتبر أن حزباً واحداً «يتفرّد بقرار السلم والحرب»

سمير جعجع متحدثاً أمس أمام مصلحة الطلاب في حزب «القوات»
سمير جعجع متحدثاً أمس أمام مصلحة الطلاب في حزب «القوات»
TT

جعجع يعتبر أن حزباً واحداً «يتفرّد بقرار السلم والحرب»

سمير جعجع متحدثاً أمس أمام مصلحة الطلاب في حزب «القوات»
سمير جعجع متحدثاً أمس أمام مصلحة الطلاب في حزب «القوات»

اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «الوضع في المنطقة أكثر من أي وقت مضى على كفّ عفريت، والجميع يعلم أن هناك احتمالاً أن ننزلق إلى ما لا نرغب فيه، ومع ذلك هناك حزب واحد مصرّ على أن يتفرّد بقرار السلم والحرب»، في إشارة إلى «حزب الله». ودعا إلى «ردّ قرار السلم والحرب وأي تحركات عسكرية أخرى إلى مجلس الوزراء»، قائلاً إن «محنتنا الاقتصادية تكفينا، وأتمنى على المسؤولين؛ خصوصاً على من أقسم على الدستور، أن يتحملوا مسؤوليتهم لئلا نكون بمواجهة المجهول في الوقت الذي لا مصلحة لدينا بدخول الحرب».
وتطرق جعجع، في مؤتمر صحافي خلال لقاء للماكينة الانتخابية في مصلحة الطلاب في المقر العام للحزب في معراب، إلى ملف المعابر غير الشرعية، وأشار إلى أن «هذه المعابر لا يتخذ قرار بإغلاقها لأنه يقال إن بعض السياسيين مستفيد منها»، لافتاً إلى أنه «في ملف الكهرباء، لماذا لا يعين مجلس إدارة جديد كي يتقدّم من لديه الكفاءة؟ لماذا لا يتم تعيين هيئة ناظمة للكهرباء أو للاتصالات التي لا تحتاج إلا لخطوات بسيطة من مجلس الوزراء؟».
وأكد جعجع أن «الأجهزة الأمنية تعرف مكان اختطاف جوزيف حنوش، وبعد 25 يوماً على اختطافه، كل ما يُطلب من الأهالي هو التفاوض مع الخاطفين، مع العلم أن الفدية المطلوبة كبيرة جداً، وهذا أمر غير مقبول». وطالب جعجع، وزيري الداخلية والدفاع، بالتحرك في أسرع وقت ممكن، وإرسال الأجهزة المعنية إلى مكان وجود حنوش وإطلاق سراحه.
ولفت جعجع إلى أن «رئيس الحكومة سعد الحريري في الأسبوع الأخير يكثف اتصالاته، ولكن هذا لا يكفي إلا إذا أصبحت الدولة اللبنانية جدية بإصلاحاتها»، وأضاف: «رئيس الحكومة يستطيع أن يجول قدر ما يشاء، لكن ذلك لا يفيد، إن لم تنفذ الإصلاحات، ولجنة المال والموازنة أحصت أكثر من 5800 موظف غير قانوني، والحكومة حتى الآن لم تحرّك ساكناً منذ بدء الأزمة، ليست هناك إصلاحات فعلية تحصل في الدولة، وهناك خطوات سهلة يمكن القيام بها ولا تحتاج إلا قرارات، وإن لم تتوافق الاتصالات مع خطوات إصلاحية فعلية فلا نتيجة لها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.