مصر: هدوء عقب مظاهرات محدودة

قرقاش: حملة «الإخوان» ضد القاهرة فشلت

ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية (أ.ف.ب)
ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية (أ.ف.ب)
TT

مصر: هدوء عقب مظاهرات محدودة

ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية (أ.ف.ب)
ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية (أ.ف.ب)

استعادت القاهرة وعدد من المدن المصرية هدوءها اليوم في أعقاب ما شهدته أمس من مظاهرات محدودة شارك بها مئات من المتظاهرين إثر دعوات للاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأبلغ مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية أنه جرى توقيف العشرات من المشاركين في المظاهرات بوسط العاصمة المصرية.
وكان متظاهرون تجمعوا في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى، مثل الإسكندرية والسويس ودمياط في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، للاحتجاج ضد ما وصفوه بـ«الفساد».
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في ميدان التحرير، مركز انتفاضة 2011 التي أطاحت الرئيس حسني مبارك.
وخلال الأسبوع الماضي، دعت عناصر موالية لجماعة «الإخوان المسلمين» التي أنهى الجيش حكمها في مصر في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة قبل أكثر من ست سنوات، إلى النزول إلى الشارع، كما حض الممثل والمقاول محمد علي الذي نشر مؤخراً تسجيلات فيديو على الإنترنت يتهم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش بـ«الفساد»، متابعيه على التظاهر.
ونفى السيسي الذي تولى السلطة عام 2014 الاتهامات بالفساد ووصفها بأنها «كذب وافتراء»، مؤكدا خلال مؤتمر الأسبوع الماضي أنه «شريف وأمين ومخلص».
وتوجه الرئيس المصري إلى نيويورك أمس لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو لمظاهرات خرجت في عدد من المدن، فيما شهد موقع «تويتر» ما يمكن وصفه بـ«حرب هاشتاغات» بين تلك الداعية للنزول إلى الشوارع والأخرى الرافضة للمظاهرات والمؤيدة للرئيس السيسي وحكومته. وتصدر هاشتاغ «#ميدان_التحرير» قائمة الأكثر تداولاً في مصر بأكثر من مليون تغريدة، تلاه هاشتاغ «#تحيا_مصر_السيسي».
من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن حملة الإخوان المنظمة ضد مصر واستقرارها فشلت فشلا ذريعا. وأضاف، في تغريدة نشرها اليوم، أن «منصات الإعلام الموجه والمدعوم يقابلها دعم شعبي حقيقي للدولة المصرية ومؤسساتها».
كما أكد قرقاش أن «مصر تتعافى وتواجه التحديات بإصرار يوميا والواقع غير الذي يروج له هذا الإعلام الحزبي الممول خارجيا».
ودعت المنظمة غير الحكومية «هيومن رايتس ووتش»، السبت، السلطات المصرية إلى «حماية الحق» في الاحتجاج بشكل سلمي والإفراج عن المعتقلين.
وكانت القاهرة انتقدت «هيومن رايتس ووتش» في وقت سابق هذا العام، واعتبرت أنها «دأبت على اختلاق الأكاذيب» عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
ولم يصدر أي تعليق من جانب السلطات المصرية على المظاهرات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.