مواصلة تجميد أموال وممتلكات 106 إرهابيين تونسيين

TT

مواصلة تجميد أموال وممتلكات 106 إرهابيين تونسيين

أكد مختار بن نصر رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية) على تجديد السلطات التونسية لعشرات القرارات المتعلقة بتجميد الأرصدة البنكية والأصول التي يمتلكها 39 إرهابياً على علاقة بالأنشطة الإرهابية. وأكد أن عدد الذين يشملهم هذا القرار منذ نهاية السنة الماضية لا يقل في تونس عن 106 أشخاص طبيعيين، وجمعية أهلية واحدة، إلى جانب تنظيم إرهابي واحد كذلك. واعتبر بن نصر أن هذه القرارات اتخِذَت في إطار عمل اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب المتواصل للتصدي لتمويل التطرف، ومنع غسل الأموال، علاوة على تنفيذ القرارات الصادرة عن الهياكل الأممية المرتبطة بمنع تمويل الإرهاب، ومنع تمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل. وكانت هذه اللجنة قد شرعت، منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من سنة 2018، في ضبط قائمة الأفراد والكيانات المرتبطة بالإرهاب، وأصدرت منذ ذلك التاريخ قائمة ضمَّت أسماء أشخاص تعلقت بهم شبهة التشدد، أو شاركوا في هجمات دموية داخل تونس. كما ضمَّت تلك القوائم التنظيمات المبايعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتعمل اللجنة التونسية لمكافحة التطرف على تحديث تلك القوائم كل ستة أشهر وفق ما يقتضيه قانون مكافحة غسل الأموال.
ومن بين الأشخاص الواردة أسماؤهم بهذه القائمة الإرهابية الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، علاوة على مجموعة من المتطرفين الذين شاركوا في عمليات سابقة على غرار سيف الدين الرزقي منفذ الهجوم الإرهابي سنة 2015، ضد فندق سياحي في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس)، مما أدى إلى مقتل 39 سائحاً معظمهم من البريطانيين، وياسين العبيدي وجابر الخشناوي الإرهابيين التونسيين اللذين نفذا بدورهما خلال السنة ذاتها هجوماً استهدف متحف باردو غرب العاصمة التونسية، وأدى إلى مقتل 22 سائحاً أجنبياً وعنصر أمني تونسي.
على صعيد آخر، أكدت مصادر أمنية تونسية إلقاء القبض على عنصر إرهابي بمنطقة وادي الليل (غرب العاصمة التونسية)، وقالت إنه يبلغ من العمر نحو 35 سنة، ومفتَّش عنه لدى الوحدات الأمنية والقضاء التونسي من أجل تهمة المشاركة في عمليات إرهابية.
وأكدت أن المتهم قد صدر بحقه حكم بالسجن لمدة أربع سنوات على خلفية اتهامه بأنشطة محظورة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».