إطلالات نجوم السينما تخطف الأضواء بحفل افتتاح «الجونة» في مصر

خطفت إطلالات نجوم ونجمات السينما المصرية والعربية المميزة، الأضواء في حفل افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، مساء أول من أمس، كما بهرت العروض الغنائية والموسيقية الجمهور، قبل بدء تكريم بعض نجوم.
وأشاد حضور المهرجان بفيلم الافتتاح «Ad Astra»، إخراج جيمس غراي، وبطولة براد بيت، تومي لى جونز، روث نيجا، دونالد سثرلاند، جيمي كيندي. وتدور أحداث الفيلم عن مهندس تابع لفصيلة عسكرية يبحث عن والده المختفي في المجرة، بعدما اختفى قبل 20 عاما خلال مشاركته في مهمة بحث فضائية.
والفيلم الذي بدأ تصويره منتصف أغسطس (آب) 2017 في سانتا كلاريتا بكاليفورنيا. كان من المقرر عرضه في بداية العام الحالي، لكن تقرر تأجيله إلى نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، لعدم الانتهاء من مراحل ما بعد التصوير، وحقق الفيلم مع بداية عرضه نجاحا كبيرا في دور السينما العالمية وحقق أرباحا كبيرة.
وعرض خلال الافتتاح، فيلم قصير عن المشوار السينمائي للمخرجة الفلسطينية مي المصري، قبل تسلمها جائزة الإنجاز الإبداعي من المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد.
كما قدمت المطربة فايا يونان أغنية «بنلف» رثاء للفنانين الذين رحلوا عن دنيانا، ومنهم المخرج عمر الشيخ، والسيناريست جابر عبد السلام، ومهندسة الديكور أمل سليمان، والفنانة محسنة توفيق، وفوزية عبد العليم، وحسن كامي، والمخرج سيد سعيد، وعادل الميهي، ومحمد نجم، ويوسف شريف رزق الله، وفاروق الفيشاوي، وعزت أبو عوف، وهي الفقرة التي لاقت إعجاب كل الحاضرين كما تسببت في دخول بعضهم في نوبة بكاء.
وبدأ الحفل بعرض استعراضي قدمه مجموعة من الشباب مصحوبا بأغنية قدمها الفنان أكرم حسني بعنوان «سيما سيما»، لكن المفاجأة كانت في إعلان حسني، لاحقا، أن الأغنية ليست بصوته، وإنه هو من قام بكتابة كلماتها وقام بأدائها فقط، لكن الحقيقة أنها بصوت عماد كمال.
وخطف الفنان العالمي الكندي من أصل مصري مينا مسعود الأضواء بعد صعوده إلى خشبة المسرح وحديثه باللهجة المصرية قبل إلقاء كلمة باللغة الإنجليزية لاقت إعجاب الحاضرين وقدم مسعود، جائزة للفنانين الشباب من الأعراق المختلفة، إذ عبر عن شعوره بمعاناة هؤلاء الشباب، وهي الظروف نفسها التي مر بها في بداية مشواره بهوليوود.
ويشارك في المهرجان 12 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و9 أفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة، و3 أفلام في البرنامج الخاص، تتنافس جميعها على جوائز مالية تبلغ 224 ألف دولار أميركي.
ويعرض المهرجان 21 فيلما خارج المسابقة، وتعرض الأفلام بترجمة إنجليزية، ومعظمها مترجم للعربية أيضا، إضافة إلى ندوات مع صناع الأفلام، أو طاقم عمل الفيلم.
وقال المغني المصري «أبو»، إنه انتهى من تحضير أغنية حفل ختام المهرجان، وتحمل اسم «حبيبي يا ليل»، من كلماته وألحانه، وتوزيع روبرت كمال، لتكون ثاني تعاون له مع المهرجان بعد أغنية «3 دقات» التي حققت نجاحا كبيرا.
ولاقت إطلالات نجمات السينما المصرية والعربية على السجادة الحمراء اهتماما لافتا من المواقع الإخبارية المصرية وجمهور الـ«سوشيال ميديا» الذي استقبل تلك الإطلالات بالإعجاب تارة وبالسخرية تارة أخرى.
من جانبه، قال المهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة السياحية والراعي الرسمي للمهرجان، إنه سيتم تدشين مهرجان للموسيقى بقوة مهرجان السينما نفسه، فور الانتهاء من تجهيزات المركز والقاعة، وأضاف أن أبرز ما يميز نجاح هذه الدورة من المهرجان «أننا لم نعد نضطر إلى شرح قصة المهرجان أو مدينة الجونة، وأن الدعوات تصدر لمن يريد الحضور، وهناك من يطلب ذلك، وهو ما يعد أكبر تقدم للمهرجان».
بدوره، قال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، خلال الفعاليات؛ إنه (المهرجان) محظوظ بوجوده في مدينة حديثة عالية التأمين، لافتا إلى أنه تم توفير مرافق لكل ضيف يأتي إلى المهرجان ليعمل على تلبية طلباته.
ويهدف مهرجان الجونة السينمائي إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها. ويسعى لخلق تواصل أفضل بين الثقافات، من خلال فن السينما. كما يعمل على وصل صناع الأفلام من المنطقة، بنظرائهم الدوليين، من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي، كما يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزاً لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به؛ منصة الجونة السينمائية. الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي تقام في الفترة ما بين 19 وحتى 27 سبتمبر (أيلول) 2019. ويسعى المهرجان إلى تقديم برنامج سينمائي حافل بأهم وأحدث الأفلام العربية والدولية، وتشمل أقسام البرنامج؛ أفلاماً داخل مسابقاته الرسمية الثلاث (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة) وبرنامجاً رسمياً خارج المسابقة، إضافة إلى برامج خاصة، وسيتم إيلاء الأفلام ذات المنحى الإنساني اهتماماً خاصاً.
وينظم المهرجان بشكل موازٍ للعروض «منصة الجونة السينمائية» وهي ملتقى إبداعي واحترافي صمم من أجل تنمية ودعم المواهب الواعدة من مصر والدول العربية، والتي خلقت فضاءً للقاء المخرجين والمنتجين والموزعين العرب والدوليين وهدفها الرئيسي تعزيز فرص الشراكة الإنتاجية لتطوير السينما العربية، بالإضافة لذلك نظمت فعاليات تضم حلقات نقاش وورشات عمل وندوات ومحاضرات.
ويستكمل مهرجان الجونة السينمائي للعام الثالث على التوالي شراكته مع ورشة فاينال كت فينيسيا، ضمن تعاوناته من أجل دعم وتمكين السينمائيين العرب، ويمنح فيها المهرجان جائزة لفيلم سينمائي عربي في مرحلة ما بعد الإنتاج. وذهبت جائزة المهرجان هذا العام إلى فيلم «ميكا» للمخرج المغربي إسماعيل فروخي، الذي يدور حول ميكا الصبي الذي يعيش مع والديه المريضين في حي فقير محكوم عليه بالدمار. صديق لوالديه، عامل في نادي التنس في الدار البيضاء، يأخذه كمتدرب ليجد ميكا نفسه في عالم جديد تماماً.
وتسيطر قصص الحروب والسحر والقوى الخارقة والقضايا العائلية على عروض أول أيام المهرجان. فالفيلم الفرنسي «أخوات السلاح» للمخرجة كارولين فورست، والذي يعرض ضمن العروض العالمية الأولى بالمهرجان، تدور أحداثه في أرض مليئة بالحروب، ويتتبع الفيلم امرأة إيزيدية شابة تم بيعها جارية لمسلحي تنظيم «داعش» المتطرف، وتهرب المرأة وتقرر الانضمام إلى القوات الكردية في حربها ضد «داعش»، وضمن فرقة مكونة من متطوعين عالميين، تكتشف خلال رحلتها، قوة الزمالة والرفقة إضافة إلى ذلك الرعب الذي تبثه المقاتلات في قلوب المتطرفين من أعضاء تنظيم «داعش»، والذين يخشون الموت على يد امرأة. وأما الفيلم البلغاري اليوناني، «الأب» لكريستينا جروزيفا وبيتر فالجانوف، فيدور حول ابن يقاوم رغبة أبيه في الاستعانة بوسيط روحاني محترف للتواصل مع زوجته في دراما عائلية حميمية، تستعرض تحديات التواصل مع الأشخاص الأقرب إلينا في الحياة.
وكان أبرز الفنانين والفنانات الذين حضروا على السجادة الحمراء لمهرجان الجونة، أشرف زكى وروجينا، خالد سليم وزوجته، وشريف رمزي وزوجته ريهام أيمن، عمرو يوسف وزوجته كندة علوش، هاني رمزي وزوجته، مي عمر وزوجها المخرج محمد سامي، داليا البحيري وزوجها، أحمد الفيشاوي وزوجته، حسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم، أكرم حسني وزوجته، أحمد داود وزوجته.