مقتل 18 مدنياً بقصف انقلابي في أربع محافظات يمنية

امرأتان تكتشفان حقل ألغام جنوب الحديدة

أنصار الحوثيين في استعراض مسلح بصنعاء (أ.ف.ب)
أنصار الحوثيين في استعراض مسلح بصنعاء (أ.ف.ب)
TT

مقتل 18 مدنياً بقصف انقلابي في أربع محافظات يمنية

أنصار الحوثيين في استعراض مسلح بصنعاء (أ.ف.ب)
أنصار الحوثيين في استعراض مسلح بصنعاء (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الوطني مقتل 18 مدنيا في أربع محافظات يمنية برصاص وقصف ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم نساء وأطفال، خلال 19 يوما خلال شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
واكتشفت امرأتان حقل ألغام زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، جنوب محافظة الحديدة، غرب اليمن، في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية، تصعيدها العسكري وبشكل مكثف من خلال القصف على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والقرى المأهولة بالسكان في عدد من المناطق، أبرزها المناطق المحررة في مدينة الحديدة ومديريات التحيتا والدريهمي وحيس، مخلفة وراءها قتلى وجرحى في صفوف المدنيين العُزل بينهم نساء وأطفال.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك بين الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية في اليمن، من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، من جهة أخرى، في مختلف الجبهات أبرزها، حجة، شمال غربي صنعاء، وصعدة، معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، والضالع بجنوب البلاد، والبيضاء، وسط، وتعز المحاصرة من قبل الانقلابيين منذ أكثر من أربع سنوات.
وقتل 18 مدنيا، بينهم نساء وأطفال خلال 19 يوما من شهر سبتمبر الحالي، برصاص ومدفعية ميليشيات الحوثي في مناطق مختلفة في أربع محافظات يمنية.
وقال الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر. نت» إن «عدد الشهداء من المدنيين خلال 19 يوما من شهر سبتمبر الحالي، بلغ 18 مدنيا بين نساء وأطفال وشباب وكبار سن، سقطوا باستهداف مدفعي لميلشيا الحوثي، على أحياء وتجمعات سكانية مدنية في كل من محافظات تعز والحديدة والبيضاء والضالع».
وذكر أن «عدد الشهداء من المدنيين توزع بين 7 أطفال، و3 نساء، و10 من الشباب وكبار السن. جميعهم سقطوا بقصف مدفعي للميلشيا الحوثية، وهم في منازلهم وعلى الطرقات العامة والأسواق الشعبية المدنية، فيما يبلغ عدد المصابين من المدنيين 9 بينهم 3 أطفال 2 منهم قنصا، وامرأتان و4 شباب وكبار سن، في الحديدة وتعز، جميع إصاباتهم خطرة، منها حالات بتر لأطفال، طالهم قصف مدفعي للميلشيا الحوثية».
وفي الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، كثفت ميليشيات الانقلاب، الخميس، من قصفها الهستيري، المدفعي والصاروخي، على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا.
ووفقا لمصادر عسكرية، نقل عنها مركز إعلام قوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أكدت أن «الميليشيات أطلقت عددا من قذائف مدفعية الدبابات وقذائف مدفعية الهاون الثقيل والقذائف الصاروخية مستهدفة مواقع القوات في مناطق متفرقة من الجبلية وبشكل عنيف».
وقالت إن «الميليشيات استهدفت المواقع بالأسلحة المتوسطة من عيار 14.5، وبالأسلحة القناصة وبسلاح معدل البيكا، في الوقت نفسه عاودت قصف واستهداف مواقع القوات المشتركة شمال منطقة الجبلية مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وما زالت عملية القصف والاستهداف مستمرة».
وأعلنت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، الأربعاء، تمكنها من تفكيك حقل ألغام في منطقة قطابة الشرقية بمديرية الخوخة محافظة الحديدة.
وقال مصدر في القوات المشتركة، نقل عنه مركز قوات العمالقة، إن «امرأتين من نساء المنطقة أوقفتا طقما للشرطة المتحركة وأبلغتا عن ظهور أجسام غريبة مدفونة في منطقة رعي واحتطاب شرق قطابة بفعل الرياح وسيول الأمطار الأخيرة».
وأضاف أنه «على إثر ذلك تم تحريك فريق هندسي من القوات المشتركة، الذي انتقل على الفور إلى المنطقة وقام بمسحها مكتشفاً حقل ألغام من مخلفات ما زرعته ميليشيا الحوثي الموالية لإيران قبل دحرها»، وأن «الفرق الهندسية عملت على تفكيك ونزع أكثر من عشرين لغماً مضاداً للعربات والآليات إيرانية الصنع».
وقال مصدر محلي إن «المنطقة التي تم اكتشاف حقل الألغام فيها هي منطقة يرتادها رعاة الأغنام والإبل، وتأتي إليها النساء والأطفال لجلب الماء من البئر أو الاحتطاب. وإن المواطنين كانوا عرضة لإجرام الميليشيا الحوثية الذي خلف انتقاماً وحقداً على الأهالي بعد دحرها».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.