وزارة الدفاع عن «درون» الضاحية الجنوبية: أخطر خرق إسرائيلي منذ حرب 2006

الوزير ابو صعب يعرض الدرون الذي اطلق على الضاحية الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الوزير ابو صعب يعرض الدرون الذي اطلق على الضاحية الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

وزارة الدفاع عن «درون» الضاحية الجنوبية: أخطر خرق إسرائيلي منذ حرب 2006

الوزير ابو صعب يعرض الدرون الذي اطلق على الضاحية الشهر الماضي (إ.ب.أ)
الوزير ابو صعب يعرض الدرون الذي اطلق على الضاحية الشهر الماضي (إ.ب.أ)

عرضت وزارة الدفاع اللبنانية، أمس، طائرة مسيّرة وحطام طائرة أخرى اتهمت إسرائيل بإرسالهما وسقطتا الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد وزير الدفاع إلياس بوصعب أن هدف الطائرتين كان «عدائياً بنيّة التفجير»، وأن إحداهما انطلقت من إسرائيل فيما تم التحكم بها من مسيّرات أخرى في الجو.
وأكد بوصعب في مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن نتائج التحقيقات بشأن هجوم الطائرتين المسيّرتين على الضاحية الجنوبية، أن «خرق الطائرات المسيّرة في الضاحية هو الأخطر منذ حرب يوليو (تموز) 2006 وحتى اليوم، ويبرهن أن الإسرائيلي اعتمد تغيير قواعد الاشتباك مع لبنان». وقال: «حصل 480 خرقاً إسرائيلياً للقرار 1701 خلال الشهرين الأخيرين، وأخطرها حتى اليوم الطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات والتي مرت فوق مطار بيروت وعرّضت الملاحة الجوية للخطر وتوجهت إلى الضاحية».
وفي 25 أغسطس (آب) الماضي، اتهمت السلطات اللبنانية و«حزب الله»، إسرائيل بشن هجوم عبر طائرتين مسيّرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت إحداهما وانفجرت الأخرى قرب المركز الإعلامي للحزب. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي. وأعلن «حزب الله» الذي احتفظ بالطائرتين قبل تسليمهما للجيش أن تحقيقاته أظهرت أنهما كانتا محملتين بالمتفجرات. وردّ باستهدافه مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري آلية عسكرية إسرائيلية، فيما قالت إسرائيل إن صواريخ طالت قاعدة عسكرية تابعة لها قرب الحدود وردت بإطلاق عشرات القذائف على قرى حدودية لبنانية.
وأوضح بوصعب في المؤتمر الصحافي، أمس، أن «الدرون» التي سقطت في الضاحية هي صناعة عسكرية متطورة والهدف منها كان الاعتداء داخل مدينة بيروت، وهي انطلقت من مطار «هامونيم» في إسرائيل ويمكن التحكم بها عبر الـ«UAV» بالأجواء، مؤكداً أن «الخرق لم يكن بمسيّرتين فقط بل كانت إلى جانبهما طائرات صغيرة (uav) في الجو جاهزة لتسييرهما»، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.
وأضاف: «عدة طائرات كانت في الأجواء اللبنانية للتحكم بالمسيّرتين، وإحداهما كانت تحمل 4.5 من المتفجرات البلاستيكية، والثانية تملك 4 أذرع و8 محركات»، موضحاً أن «الطائرة الثانية تلت الطائرة الأولى بعد 42 دقيقة إلى الضاحية».
وقال إن إسرائيل هي من كان «متحكماً بهذه العملية ويديرها عبر البحر والجو»، موضحاً أن الخطورة هي في قدرة هذا النوع من الطائرات على ترك المتفجرات في أي مكان وتفجيرها عن بُعد. وتابع: «نحن أمام اعتداءات من نوع آخر وهذا تغيير خطير في قواعد الاشتباك» مع إسرائيل منذ انتهاء «حرب تموز 2006». وأشار إلى أن «لبنان اليوم في حال الدفاع عن النفس وهذا حق مشروع وارد في البيان الوزاري الحكومي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».