لم يكن مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، الأول الذي يتحدث عن نهج الكذب الحوثي، وتبعيته للنظام الإيراني، عندما قال: «الحوثيون مشهورون بالكذب كثيراً»، فقد سبقه أحد قيادات «الحرس الثوري» الإيراني، بوصفهم: «أرخص أدوات إيران في المنطقة».
وكان الوزير الأميركي قد طالب الصحافيين المرافقين له في رحلته التي شملت السعودية والإمارات اليومين الماضيين، للتباحث بشأن كيفية الرد على الهجوم الإرهابي على منشآت النفط في بقيق وخريص السعوديتين، بعدم نقل رواية الحوثيين «كما لو أنها رواية صحيحة».
وأضاف: «هؤلاء الأشخاص يكذبون، وبغض النظر عن مضمون ما تنقلونه عنهم من أخبار، بدل عبارة: (الحوثيون يقولون) يجب أن تقولوا: (الحوثيون المشهورون بالكذب كثيراً ذكروا ما يلي)، هذا أمر مهم».
وتابع بومبيو بقوله: «يجب ألا تُنقل عنهم الأخبار كما لو أنها رواية صحيحة، كما لو أن هؤلاء هم أشخاص لا يخضعون تماماً لقوة الإيرانيين، ولا يروجون للإيرانيين، ويدّعون هجمات لم يقوموا بها، وهو ما كان واضحاً هنا، في كلّ مرة تذكر فيها الحوثيين يجب أن تذكر عبارة: (الحوثيون المشهورون بالكذب كثيراً)»، ومن ثم يمكنك كتابة كل ما يقولونه، وهكذا سيكون لديك تقرير جيد».
ورغم كشف وزارة الدفاع السعودية الأدلة الدامغة، وبقايا الأسلحة المستخدمة في هجوم بقيق وخريص، وإثبات استحالة انطلاقها من اليمن، فإن الميليشيات الحوثية استمرت في إصرارها على تبني العملية، خدمة للنظام الإيراني و«الحرس الثوري».
ووفقاً لوزير الخارجية الأميركي، فإن وكالات الاستخبارات لديها ثقة كبيرة في أن تلك لم تكن أسلحة في حوزة الحوثيين. وهنا يعتبر القيادي السابق في الجماعة والذي انشق عنها، علي البخيتي، الإصرار الحوثي على تبني هجمات «أرامكو» دعوة حوثية صريحة لضرب اليمن والشعب اليمني، وقال: «العالم يقول إيران فعلتها، وقصفت (أرامكو السعودية)؛ والحوثيون يصرون على أنهم من فعلها؛ ويقولون للعالم: لا تذهبوا إلى إيران لتنتقموا منها وتحاصروها أكثر؛ تعالوا صفوا حساباتكم في اليمن، وبدماء شعبه ومقدراته ونسيجه الاجتماعي؛ لقد أبحنا لكم اليمن منذ انقلابنا، فلماذا تنقلون الصراع لغيره».
الحديث عن رخص عمالة الحوثيين لإيران ليس جديداً، فقد وصف جنرال في «الحرس الثوري» الحوثيين بأنهم أرخص أدوات النظام الإيراني في المنطقة. فقد قال سعيد قاسمي وهو من قادة «الحرس الثوري» الإيراني: «شيعة اليمن الأقزام (الحوثيون)، أو شيعة الشوارع، يختلف دعمنا لهم عن شيعة لبنان المتحضرين».
السقوط الحوثي جعل الكاتب اليمني محمد عزان، الذي كان يؤيد الجماعة سابقاً، يهاجمها بشكل حاد قائلاً: «إذا ثبت أن الهجوم على معامل النفط السعودي مصدره إيران أو العراق؛ فإن مبادرة الحوثيين إلى تبني ذلك الهجوم، تكون قد فاقت جميع أشكال العمالة والتبعية والارتهان، وتعد من أقبح أنواع الخيانة للبلاد، وأسوأ أشكال العَتَه السياسي والعسكري». هذا التصريح لم يرق لوزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين، حسن زيد، الذي رد عليه بالقول: «مشاركة إيران في المعركة خير لنا، وإذا أرادت أن نتستر عليها فلا مانع؛ بل مرحباً».
وواصل زيد حديثه متباهياً: «حتى لو ثبت أن إيران هي التي قصفت السعودية، وطُلب منا تبني ذلك، فلا يعتبر هذا عمالة لإيران»، فيما يعد إشارة من الوزير الحوثي إلى أنهم مجرد بيادق وأدوات بيد «الحرس الثوري» الإيراني، على حساب معاناة وموت الشعب اليمني.
أسلوب الدعاية الحوثية يتبع نهج التزييف الإيراني
أسلوب الدعاية الحوثية يتبع نهج التزييف الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة