المغرب: إرجاء جديد لمحاكمة المتهمين بقتل سائحتين اسكندنافيتين

أرجأت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف المكلفة قضايا الإرهاب في مدينة سلا المجاورة للرباط، مرة أخرى، محاكمة 24 رجلا بتهمة قتل سائحتين اسكندنافيتين، إلى 25 سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث ستواصل الاستماع للمتهمين في القضية التي هزت البلاد منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. واستمعت المحكمة في الجلسة الثالثة من مرحلة الاستئناف مساء أول من أمس، للمتهمين الرئيسيين في القضية، الذين رفضوا تقديم أي اعتذار لعائلتي السائحتين الأجنبيتين، مؤكدين أن الجريمة «عمل انتقامي».
وقال عبد الصمد الجود، الذي يوصف بأنه «أمير» الخلية التي نفذت العملية، أمام المحكمة «ما قمنا به عمل انتقامي من الصليبيين المسؤولين عن مقتل الملايين من المسلمين»، مؤكدا أن «عائلتي السائحتين هما من يجب عليهما أن يعتذرا إلى ملايين المسلمين الذين ماتوا في الحروب».
وأضاف الجود مبينا «كنا نتابع أخبار المسلمين في سوريا، ونراهم يموتون بأسلحة محرمة دوليا منها الفوسفور الأبيض، ولذلك قررنا الانتقام من النصارى لأنهم المسؤولون عن ذلك».
وبشأن محمد المغراوي الذي يوصف بأنه «داعية المتطرفين»، جدد الطرف المدني طلب استدعائه لدوره المفترض في تشدد بعض المتهمين الذين تلقوا دروسا في مدارسه الدينية، قال الجود إن «جماعة المغراوي كانت تحارب دولة الإسلام، وكانوا لا يتطرقون إلا إلى مواضيع الطهارة والصلاة والزكاة، وحينما يصلون إلى الجهاد يقفزون عليه»، مؤكدا أن المغراوي وأتباعه «يعتبر الجهاد هو الجهاد مع الجيش ومع الدولة، وليس ضدها».
وشدد الجود على أنه يختلف مع المغراوي، حيث أنكر عليه «الدعوة للتصويت في الانتخابات، والتصويت بنعم للدستور»، وأضاف «لقد كانوا يدعمون حزب العدالة والتنمية ثم حزب الأصالة والمعاصرة فيما بعد، لأنهم كانوا وراء إعادة فتح دور القرآن». ولم يقف العقل المدبر عند هذا الحد، بل ذهب حد القول: «أنا ما دخلت الإسلام إلا بعدما تبرأت من المغراوي ومن معه»، في تكفير غير مباشر له للداعية المتشدد وأتباعه. من جهته، أقر رشيد أفاطي، أمام المحكمة بـ«كل ما نسب إليه من تهم، وبتنفيذ الجريمة»، موضحا أنه تعرف على الجود، عن طريق متهم آخر يدعى رشيد الوالي، مبرزا أنه بعدما فشل في الالتحاق بصفوف «داعش» «قرروا تنفيذ عمل إرهابي في المغرب». وأفاد أفاطي بأنه رفقة المتهمين الرئيسيين في القضية لم يخططوا للجريمة إلا قبل أربعة أيام فقط من تنفيذها، «كنا نقول اليوم أو غدا»، في إشارة إلى التردد الذي كان يراودهم رغم حسمهم تنفيذ العملية الإرهابية.
وأكد المتحدث ذاته أن الفيديو الذي ظهر فيه رفقة زملائه يبايعون من خلاله أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، قاموا بتصويره «قبل تنفيذ الجريمة، بواسطة هاتف نقال وضعوه فوق كرسي»، كما سجل وهم في طريقهم إلى منطقة «إمليل» التي شهدت تنفيذ الجريمة، «التقينا بسائح إنجليزي كنا نريد قتله قبل أن يخبرنا بأنه مسلم فتراجعنا عن ذلك»، حسب تعبيره.
وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنرويجية مارين أولاند (28 عاما) منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في منطقة الأطلس الكبير الجبلية حيث كانتا تخيمان على بعد 80 كلم من مراكش. واعترف المتهمون الرئيسيون الثلاثة بجريمتهم، وقضت المحكمة في 18 يوليو (تموز) الماضي بإعدام كل من عبد الصمد الجود (25 عاما) ويونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما) بعد إدانتهم بتهم منها القتل العمد وتكوين عصابة إرهابية.
وصدرت ضد باقي المتهمين أحكام بالسجن تراوحت بين خمس سنوات والمؤبد وذلك بعد إدانتهم بـ«تشكيل عصابة لارتكاب أعمال إرهابية». ويوجد بين هؤلاء أجنبي واحد هو إسباني - سويسري، اعتنق الإسلام يدعى كيفن زولر غويرفوس (25 عاماً) يقيم في المغرب وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما.