مدرب بولتون الجديد: أسعى لإعادة الأمجاد

رصيد النادي من النقاط 10 بعد خصم 12 بسبب مشكلاته المالية

كيث هيل يسعى لتحقيق حلم يبدو مستحيلا
كيث هيل يسعى لتحقيق حلم يبدو مستحيلا
TT

مدرب بولتون الجديد: أسعى لإعادة الأمجاد

كيث هيل يسعى لتحقيق حلم يبدو مستحيلا
كيث هيل يسعى لتحقيق حلم يبدو مستحيلا

إذا كان نادي بولتون واندررز بحاجة إلى مدير فني متحمس ولديه رغبة هائلة في إعادة النادي إلى الحياة مرة أخرى بعدما بات على وشك الانهيار والتصفية والاختفاء التام من عالم كرة القدم، فقد يكون كيث هيل مثالياً لهذه المهمة. ورغم أن هيل يعمل في عالم التدريب منذ 12 عاماً تولى خلالها القيادة الفنية في 647 مباراة، فإنه لا يزال يتمتع بحماس منقطع النظير وكأنه مدير فني صغير في بداية مسيرته التدريبية.
وقد أجرينا حوارا مع هيل في صباح يوم مشمس في ملعب التدريب الخاص بنادي بولتون واندررز. وكان بولتون واندررز يتذيل جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية برصيد – 11 نقطة عندما تولى هيل قيادة الفريق في 31 أغسطس (آب)، بعد أن تعرض الفريق لخصم 12 نقطة من نقاطه بسبب مشكلاته المالية. وبعد التعادل مع أوكسفورد يونايتد يوم الثلاثاء الماضي أصبح رصيد الفريق من النقاط – 10، لكن هيل كان متحمسا للغاية عندما سئل عما إذا كان بإمكان النادي تجنب الهبوط.
وقال هيل، البالغ من العمر 50 عاما: «إننا نجلس هنا لأننا نؤمن بهذا الحلم - الحلم المستحيل. لقد سئلت هذا السؤال: هل تعتقد أنه لا يمكن تحقيق هذا الحلم؟ ورددت قائلا، لا، بالتأكيد هناك فرصة. أنا لم أنظر إلى الرصيد السلبي من النقاط، ولم أنظر إلى مركز الفريق في جدول الترتيب، ولم أنظر بشكل عميق إلى مستوى الفريق خلال الموسم الماضي وخسارته في 30 مباراة من أصل الـ46 مباراة التي لعبها، وخسارته لأربع مباريات من المباريات الخمس الأولى التي لعبها في الدوري هذا الموسم».
وفلت بولتون واندررز من الاستبعاد من مسابقات المحترفين في إنجلترا، مع نادي بيري، عندما قام كونسورتيوم «فوتبول فينشرز»، بقيادة سيدة الأعمال شارون بريتان، بشراء حصة كين أندرسون في ملكية النادي في 28 أغسطس (آب) في صفقة بلغت قيمتها نحو 15 مليون جنيه إسترليني، وشراء فندق بولتون وايتس، وهو جزء من مجمع ملاعب النادي.
وأعرب هيل عن ثقته التامة في مجموعة من الأشخاص المهتمين بإنقاذ النادي والتي تضم أيضاً عازف الدرامز في فرقة بينك فلويد الموسيقية، نيك ماسون، ويقول: «إنهم أناس رائعون. أنا لست متأكداً من أعداد الأشخاص في هذه المجموعة المهتمة بإنقاذ النادي. لقد قابلت شارون وإيما بوغيرد، ومايكل جيمس، وهم أشخاص رائعون، ولا يضمرون أي شيء ويعملون فقط من أجل مصلحة النادي. أنا شخصياً أعتقد أنه يتعين عليهم التعبير عن أنفسهم بصورة أكبر أمام هذا الجمهور لأنهم أشخاص رائعون».
وأضاف: «ومع ذلك، أشعر وكأننا قد بدأنا من الصفر. إننا نحاول إعادة أمجاد بولتون واندررز، وأدرك أننا لن نحقق النجاح بين عشية وضحاها».
وسبق وأن قاد هيل نادي روتشديل مرتين، في الفترة بين عامي 2006 و2011 ثم في الفترة بين عامي 2013 و2019، وقاد النادي للصعود من دوري الدرجة الثالثة في كل ولاية من الولايتين، وقاد نادي بارنسلي في دوري الدرجة الأولى في الفترة بين الولايتين. وحقق هيل «الحلم المستحيل» مع روتشديل قبل عامين.
يقول هيل: «لقد كنا على بُعد 12 نقطة مع تبقي 16 مباراة. وكان اللقاء مع اللاعبين يركز على التالي: ربما لن نتمكن من الخروج من المراكز الأربعة الأخيرة حتى الأسبوع الأخير، لذلك لا داعي للذعر». ويضيف: «لقد قلت لهم إننا إذا خسرنا المباراة الأولى، فسننتقل للتركيز على المباراة الثانية، وسوف نتمكن من جمع النقاط وزيادة الزخم والحماس والدوافع لدينا، فلا تشعروا بالقلق. وقال أحدهم ذات مرة: إذا لم تستطع أن تخرج من الحفرة، فاحفر لنفسك مكانا أعمق واحم نفسك. وأحيانا يكون الشعور بالراحة في المراكز الأربعة الأخيرة نقطة قوة؛ حيث يضع ذلك الضغوط النفسية والذهنية على الخصم الذي يواجهك. لقد كنا على بُعد شاسع من صاحب المركز الخامس من قاع جدول الترتيب، لذلك كان هناك شعور بالذعر - ليس من جانبنا لأننا نحاول تحقيق هذا الحلم المستحيل. واستمر الصراع حتى المباراة الأخيرة من الموسم، ولعبنا مع تشارلتون على ملعبنا وحصلنا على نقاط المباراة الثلاثة ونجحنا في البقاء في دوري الدرجة الثانية، وكان ذلك شيئا مذهلا».
وخسر هيل في أول مباراة له مع بولتون واندررز؛ حيث خسر بركلات الترجيح أمام برادفورد سيتي (في بطولة إي إف إل السنوية) قبل التعادل مع أوكسفورد يونايتد في دوري الدرجة الثانية لكنه خسر أمام روثيرهام يونايتد بنصف دستة أهداف السبت الماضي. وكان هيل قد أبرم تسعة تعاقدات جديدة، في إطار سعيه لتخفيف العبء عن كاهل اللاعبين الشباب الذين كان يتم الدفع بهم بسبب الأزمة المالية.
وبدأ هيل ومساعده، ديفيد فليتكروفت، التخطيط لهذا العمل حتى قبل إجراء المقابلة مع مسؤولي بولتون واندررز لتولي مهمة الفريق. يقول هيل: «بمجرد رحيل فيل باركينسون عن قيادة الفريق، قلنا لأنفسنا إنه يتعين علينا أن نظهر في الصورة أمام الأشخاص المسؤولين عن اختيار المدير الفني القادم لقيادة الفريق. وبينما كنا نفعل ذلك، كنا نركز على اختيار الصفقات الجديدة، بغض النظر عن اختيارنا لهذا المنصب أم لا».
ويضيف: «لم يكن من الممكن أن نذهب إلى المقابلة الشخصية ونحن لا نملك أي خطة، وإذا قالوا لنا: حسنا سنعطيكم هذا المنصب، نرد عليهم ونقول إننا لا نملك أي خطة للعمل! كان من الضروري أن نذهب لهذه المقابلة ولدينا خطة للطريقة التي يجب أن يلعب بها الفريق، ولدينا أيضا أسماء اللاعبين الذين يجب التعاقد معهم».
وقد فقد هيل خدمات لاعب من اللاعبين التسعة الذين تعاقد معهم، وهو جو بوني، الذي أصيب بكسر في أضلاعه وعظم الترقوة إثر تعرضه لحادث سيارة، لكن المدير الفني الإنجليزي لديه ثقة كبيرة في تعويض الهزيمة الثقيلة أمام روثيرهام يونايتد عندما يلتقي مع سندرلاند السبت. يقول هيل: «التشكيلة أمام سندرلاند لن تكون من لاعبين ضعفاء، لكنها تشكيلة من 11 لاعبا لديهم خبرات كبيرة، كما أن الفريق يضم عددا من اللاعبين الشباب الجيدين للغاية الذين يحتاجون إلى المساعدة، لذلك فنحن نركز الآن على مجموعة تضم من 16 إلى 18 لاعبا بالإضافة إلى اللاعبين أصحاب الخبرات».
يقول هيل بشأن طريقة اللعب التي يريد أن يطبقها مع الفريق: «أنا أحب الفوز وتقديم كرة قدم ممتعة، والتمرير السريع وصناعة وتسجيل الأهداف. إنني أريد من اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم وأن يتحلوا بقدر كبير من الذكاء. يتعين عليهم أن يحبوا كرة القدم. ويجب أن أشير إلى أن بيئة العمل هنا رائعة للغاية». ويتحدث هيل عن عشقه لكرة القدم، قائلا: «لدي ولد صغير، يسمى سيدني، ويبلغ من العمر ثمانية أعوام، وأقدم له النصح بطريقة مختلفة. أنا أسأله بعض الأسئلة، فهو يعشق كرة القدم ويريد أن يكون في بيئة كروية. أسأله كل يوم: هل تريد أن تلعب كرة القدم؟ هل تريد أن تخرج وتلعب كرة القدم؟ يمكنك القيام بشيء آخر إذا أردت ذلك».
ويضيف: «يجب أن يفعل الشخص الشيء الذي يحبه. لقد وضعت له كرات في كل غرفة من غرف المنزل، وزوجتي ليست سعيدة بما أقوم به، وسيدني يلعب كرة القدم في المطبخ أو في غرفة المعيشة، أو أمام الدرج، فهل يمكنك أن تتخيل ذلك؟ الكرات موجودة في كل مكان، ويمكنه أن يلعب في أي مكان ما عدا الحمام».


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».