الأطفال المولودون قيصرياً أكثر عرضة لالتقاط بكتيريا المستشفيات

خلصت دراسة جديدة إلى وجود فروقات مهمة فيما يتعلق بالإصابة بالأمراض بين الأطفال الذين يولدون بعمليات قيصرية، وبين الآخرين الذين يولدون بطريقة طبيعية.
ويتركز الفرق بالبكتيريا التي تستعمر أمعاءنا وتلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على صحتنا، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «سي إن إن».
وفي أكبر دراسة من نوعها، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يولدون بطريقة طبيعية يحصلون على معظم بكتيريا الأمعاء الخاصة بهم من الأمهات، في حين أن الأطفال الذين يولدون عن طريق العمليات القيصرية لا يحصلون عليها. ووجد الأطباء لدى أطفال العمليات القيصرية المزيد من البكتيريا المرتبطة بالمستشفيات أيضاً.
وقال الدكتور نايغل فيلد من جامعة كوليدج لندن، وهو مؤلف بارز للدراسة التي نشرت أمس (الأربعاء): «نعتقد أن لحظة الولادة دقيقة جداً، فالأطفال يكونون محميين داخل الرحم من الجراثيم، واللحظة التي يولدون فيها يواجه جهازهم المناعي الكثير من البكتيريا الموجودة في المحيط». وأضاف «الفرضية هي أن لحظة الولادة تحدد طريقة عمل الجهاز المناعي للحياة المستقبلية». وقال خلال مؤتمر صحافي إن البكتيريا الأكثر شيوعاً الموجودة لدى الأطفال المولودين بعملية قيصرية تسمى «مسببات الأمراض الانتهازية»، والتي يمكن أن يحملها الأشخاص الأصحاء دون التسبب في أي مشكلة «ولكنها يمكن أن تسبب المرض عندما لا يعمل الجهاز المناعي بشكل صحيح».
وتابع فيلد «هذه الاختلافات تتلاشى إلى حد كبير مع مرور الوقت لدى الأطفال، وتحتاج من ستة إلى تسعة أشهر كي تختفي تقريباً».
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يولدون عن طريق العملية القيصرية معرضون لخطر أعلى قليلاً من غيرهم للإصابة بالربو وأمراض الأمعاء الالتهابية وأمراض الحساسية الأخرى.
ولفهم المزيد عن تطور الميكروبات وكيف أثرت طريقة الولادة على ذلك، درس الباحثون 1679 عينة من بكتيريا الأمعاء من نحو 600 طفل سليم و175 أُمّاً.
وتم أخذ عينات من البراز من أطفال بعمر 4 أو 7 أيام أو 21 يوماً، والذين ولدوا في مستشفيات المملكة المتحدة عن طريق الولادة الطبيعية أو القيصرية. كما تمت متابعة بعض الأطفال لاحقاً، حتى عمر عام واحد.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يولدون عن طريق العمليات القيصرية لديهم المزيد من البكتيريا التي يتم الحصول عليها عادة في المستشفيات، وكانوا أكثر عرضة لمقاومة مضادات الميكروبات.
وعندما قام الباحثون بعزل جينومات أكثر من 800 بكتريا، وجدوا أنها كانت من السلالات التي تسبب التهابات مجرى الدم في مستشفيات المملكة المتحدة.
ويتم الآن تقديم المضادات الحيوية لجميع النساء اللواتي سيخضعن لعملية قيصرية في المملكة المتحدة قبل ولادة الطفل للمساعدة في منع الأم من الإصابة بعدوى بعد العملية الجراحية. وهذا يعني أن الطفل يتلقى أيضاً جرعة من المضادات الحيوية عن طريق المشيمة. وقال الباحثون إن هذا قد يتسبب في بعض الاختلافات في الميكروبيوم التي شوهدت لدى الأطفال الذين يولدون عبر هاتين الطريقتين المختلفتين.