الحريري يعلن «تعليق العمل» في تلفزيون {المستقبل} لأسباب مادية

قال إنها «نهاية مرحلة واستعداد لمرحلة جديدة»

الحريري يعلن «تعليق العمل» في تلفزيون {المستقبل} لأسباب مادية
TT

الحريري يعلن «تعليق العمل» في تلفزيون {المستقبل} لأسباب مادية

الحريري يعلن «تعليق العمل» في تلفزيون {المستقبل} لأسباب مادية

بعد ثلاث سنوات على الأزمة التي يمر بها تلفزيون «المستقبل» وعدم دفع رواتب الموظفين الذين لجأوا مؤخرا إلى الإضراب، أعلن أمس رئيس الحكومة سعد الحريري تعليق العمل به، وذلك بعد سنة على إقفال جريدة «المستقبل».
وأوضح عماد عاصي، مدير الأخبار في تلفزيون «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» أن البث لن يتوقف وسيستمر عبر إعادة البرامج في موازاة عقد الاجتماعات بين المسؤولين المعنيين لتوضيح المسار واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن، مرجحا أن «يتم الاستمرار بهذه الصيغة إلى حين إعادة هيكلة التلفزيون وانطلاقه مجددا».
وحول مصير «إذاعة الشرق» المحسوبة أيضا على «المستقبل» أكد عاصي أن أي قرار مماثل لن يشملها وستستمر في عملها بشكل طبيعي.
وفي رسالة توجّه فيها إلى جمهور «المستقبل» والعاملين بالقناة التي تأسست عام 1994 في عهد والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، قال الحريري: «يعز علي أن أعلن اليوم قرارا بتعليق العمل في (تلفزيون المستقبل) وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت إلى إقفال جريدة (المستقبل)».
وأقرّ بأن «القرار ليس سهلا عليّ وعلى جمهور تيار المستقبل، ولا على جيل المؤسسين والعاملين والعاملات وملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب، ممن واكبوا المحطة لأكثر من ربع قرن وشهدوا لتجربة إعلامية مميزة كرست الجهد والإمكانات والكفاءات لخدمة لبنان والقضايا العربية».
وأضاف: «لقد أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري شاشة (المستقبل)، على صورة اللبنانيين وتنوعهم وعيشهم المشترك وعشقهم للثقافة والحرية والانفتاح والفرح، وأراد لتسمية (المستقبل) أن تكون جسر عبور إلى الوجدان العربي بكل ما يعني من مفاهيم قومية وحضارية واجتماعية وثقافية، وما كان لـ(المستقبل) أن تسجل تلك الحلقات المتصلة من النجاح والتطور والانتشار، وأن تتخطى مسلسل المخاطر الأمنية والسياسية والصعوبات المالية والإدارية، لو لم تكن هناك أسرة حقيقية تضامنت على توفير مقومات الصمود والاستمرار في أصعب الظروف، وكانت عنوانا للوفاء والأصالة وحسن الأداء والتضحية والولاء النبيل، وهي أمور ستبقى مدى الحياة أمانة غالية في قلبي، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني على الوفاء بموجباتها، رغم الأوضاع القاسية المعروفة لدى الجميع».
وأكد: «من المهم أن يعلم أهل (المستقبل) وعموم اللبنانيين والأشقاء العرب، أن الشاشة لن تنطفئ والمحطة لا تتخذ قرارا بوقف العمل لتصبح جزءا من الماضي، بل هي تعلن نهاية مرحلة من مسيرتها لتتمكن من معالجة الأعباء المادية المتراكمة، وتستعد لمرحلة جديدة تتطلع فيها إلى العودة في غضون الأشهر المقبلة، بوجه يشرق على لبنان والعرب بحلة إعلامية وإخبارية تتلاءم مع الإمكانات المتاحة وتحاكي اللبنانيين واللبنانيات باهتماماتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية».
وقدم اعتذاره من العاملين بالقول «إنني أتوجه بتحية تقدير ورسالة اعتذار وامتنان إلى كل العاملين والعاملات في (تلفزيون المستقبل)، وإلى زملائهم وزميلاتهم في (جريدة المستقبل) الذين أمضوا عمرا في ولادتها صباح كل يوم، قبل أن تضعنا الظروف معا في مواجهة القرار الصعب بتعليق العمل»، متعهدا بمتابعة الحقوق العائدة لهم والمتوجبة على إدارة المستقبل، متمنيا للجميع التوفيق فيما يختارونه ويتوافر لهم من فرص العمل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.