إحالة قضية «نداء الوطن» إلى النيابة العامة الاستئنافية

اعتصام تضامني مع الصحيفة أمام قصر العدل

من الوقفة التضامنية مع «نداء الوطن» أمام قصر العدل (الوكالة الوطنية)
من الوقفة التضامنية مع «نداء الوطن» أمام قصر العدل (الوكالة الوطنية)
TT

إحالة قضية «نداء الوطن» إلى النيابة العامة الاستئنافية

من الوقفة التضامنية مع «نداء الوطن» أمام قصر العدل (الوكالة الوطنية)
من الوقفة التضامنية مع «نداء الوطن» أمام قصر العدل (الوكالة الوطنية)

مَثل رئيس تحرير جريدة «نداء الوطن» بشارة شربل ومديرها المسؤول جورج برباري أمام النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان الذي استمع إلى إفادتيهما، على خلفية نشر مانشيت: «سفراء جدد في بعبدا... أهلاً بكم في جمهورية خامنئي»، وأحالهما إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت لاتخاذ القرار المناسب.
وتزامناً مع وجود بشارة شربل وجورج برباري أمام المدعي العام التمييزي، أقيم اعتصام تضامني مع الصحيفة أمام قصر العدل شارك فيه عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية.
وقبيل بدء الجلسة، زار نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي، كلاً من المدعي العام التمييزي غسان عويدات والقاضي قبلان، معرباً عن أمله في «إحالة القضية أمام محكمة المطبوعات كونها المرجع الصالح للبتّ في هذا الموضوع».
وتحدث بشارة شربل من أمام قصر العدل قائلاً: «ليس لدينا ما نبرره، وحقنا في ممارسة التعبير عن رأينا مشروع في الدستور. وهذا الحق كفله لنا القانون ونحن مارسناه. جئنا اليوم لنؤكد حقنا بممارسة حرية التعبير. ونحن تحت سقف القانون والدستور اللذين يتيحان لنا المعارضة».
وأضاف: «نريد جمهورية كاملة الدسم؛ أي نريد رئاسة وحكومة تمارس دورها الكامل ولا شريك لها. نريد قرار حرب وسلم بيد الدولة، ونحن لم نهاجم رئاسة الجمهورية».
بدوره، تحدث ناشر الجريدة ميشال مكتف، فقال: «لم نتطاول على مقام الرئاسة، وإذا لم نمارس حق التعبير عن الرأي نكون مساهمين في تدمير البلد، وما حضورنا اليوم إلا إيمان منا بدولة القانون والمؤسسات، وما كنا لنمثل أمام النيابة العامة».
من ناحيته؛ قال الوزير السابق غازي العريضي: «نقف اليوم لأنه لا يمكن إلا أن نكون إلى جانب حرية الرأي، وهذا موقف رئيس (الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط، ونرفض رفضاً قاطعاً استهداف (نداء الوطن) الصحيفة، واستهداف الصحافيين والإعلاميين في كل وسائل الإعلام وأصحاب الرأي، وهذا يجب أن يكون موقفاً وطنياً لبنانياً جامعاً، ونحن مع زملائنا بطبيعة الحال، ونأمل أن تنتهي المسألة عند حدّها الطبيعي المعقول والمقبول».
وأعرب النائب والوزير السابق بطرس حرب عن تضامنه مع جريدة «نداء الوطن»؛ «باعتبار أن الجريدة مارست دورها الطبيعي وحقها في التعبير». وقال: «قضية (نداء الوطن) قضيتي. وأنا وفريقي نتطوع للدفاع عنها. واليوم أنا معكم في قصر العدل لأن هذا واجبنا الوطني والمهني».
وأعلن مكتب حرب للمحاماة في بيان له عن تلبية بشارة شربل وجورج برباري دعوة النائب العام التمييزي بالإنابة إلى جلسة «للاستماع إلى إفادتيهما في حضورنا حول المقال الافتتاحي للجريدة ومقاصد الصحيفة، فتم توضيح مضمون المقال لجهة التعبير عن رأي قسم كبير من الرأي العام اللبناني الرافض لمواقف الأمين العام لـ(حزب الله)، ولا سيما لجهة تجاوز الدولة الشرعية ومصادرة قرارها في القيام بعمليات عسكرية من الأراضي اللبنانية، ولجهة إعلان ولائه وتبعيته لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، وبالتالي ولاء وتبعية وزرائه في الحكومة، مما يشكل إساءة إلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وعلى رأسها مقام رئيس الجمهورية وصلاحياته، وأن نية الصحيفة دعم رئيس الجمهورية وحماية صلاحياته الدستورية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.